طيب!!!
بقلم: حسام فتحى
عملاء الشيطان
.. هل هناك شك فى أن ما تتعرض له مصر الآن هو «حرب اقتصادية» مكتملة الأركان تهدف لكسر إرادتها، وتحطيم مقوماتها، وتفكيك وحدتها، وتركيع مقاومتها؟!
البداية تشكيك فى جدوى جميع المشروعات الاقتصادية، وضغوط على البنك المركزى، وصعود غير مبرر لأسعار صرف العملات الأجنبية مع انطلاق صاروخى للدولار، فاستقالة لمحافظ البنك المركزى وتعيين آخر مكانه، ثم «توظيف» حادث الطائرة الروسية لتوجيه طعنة نجلاء للسياحة، وبالتالى كارثة على حجم ما يدخل البلاد من عملة صعبة، وهو الأمر الذى يوحى للعالم بأن مصر الدولة ستغدو غير قادرة على الالتزام بما عليها من مستحقات لخدمة الدين الخارجى، والتزامات مالية للشركات الدولية التى تعمل فى مصر، ومنها شركات التنقيب عن النفط والغاز، وبالتالى فالخطوة القادمة فى الحرب الاقتصادية ستكون تأثر إنتاج النفط والغاز.. «عشان تكمل»!!
.. وطبعاً سارع الموتورون من الأعداء ـ وما أكثرهم ـ إلى ما ظنوا أنه فرصة للإجهاز على الاقتصاد الجريح.. وتعميق جراحه.. وزيادة نزيفه، وتفتق ذهنهم «الشرير» عن فكرة جهنمية لتجفيف منبع آخر من منابع الحصول على العملة الصعبة، الا وهو تحويلات العاملين فى الخارج، فعمدوا إلى تنشيط «عملاء ومندوبي الشيطان» الموجودين فى عواصم الدول الخليجية ومدنها الكبرى، والتنسيق مع «دكاكين» الصرافة المملوكة لهم هناك وفى مصر.. من أجل حجب أموال تحويلات المصريين فى الخارج عن خزينة الدولة، حيث يقوم هؤلاء بإغراء من يرغب فى التحويل الى أهله فى مصر بمنحه سعرا أعلى للصرف، مقابل ان يسلمهم مبلغ التحويل بعملة البلد الذى يعمل به (ريال ـ درهم ـ دينار)، ويقوم عملاؤهم فى مصر بتوصيل ما يعادل المبلغ المحول بالجنيه المصرى حتى باب بيته ويد أهله حتى لو كانوا فى أقصى صعيد مصر!!
والمسألة جد خطيرة، وتحتاج إلى مزيد من التوعية لأهلنا العاملين فى الخارج، وبخاصة البسطاء منهم والذين لا يدركون فداحة الخسارة التى تمنى بها مصر، لمجرد أنهم لا يحولون أموالهم عبر البنوك وشركات الصرافة المشروعة.
كما تحتاج الى درجة عالية من التنسيق بين أجهزة الرقابة فى مصر ومثيلاتها فى شقيقاتها من الدول العربية، وبخاصة دول الخليج.
كما تحتاج الى تنسيق رقابى بين البنك المركزى المصرى، وأجهزة الرقابة المصرفية فى هذه الدول.
.. كلمة فى أذن و«ضمير» كل مصرى فى الخارج.. حوّل أموالك لمصر عبر القنوات الشرعية، ولا يكن «دولارك» خنجراً مسموماً تطعن به اقتصاد بلدك الجريح.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.