عملية " شنق الجنرال"! -بقلم : محمود الشربينى
-----------------------------------------------------
قبل أن نقرأ: يقيناً .. نعم يقيناً.. فإنه حتى لوأن جهاز الشرطه ، والمخابرات العامه المصريان،وفرا الحمايه المطلقه لأي عنصر ينتمي للإخوان المفسدين ، لكى يسير بحريته فى شوارع المحروسه ، فإنه أبداً لن ينج من قبضة المصريين . يقيناً سيفتكون به، وينعتونه بأبشع الصفات: خائن .. قاتل .. مجرم .. شامت . لن ينج مطلقاً.. وقد "يُجَرَسْ".. ويطوف به الصبيه الصغار في الأرجاء كافةً وهم يغنون : "من ده بكره (بنكله)وليس بقرشين أو حتى بتعريفه"!
*************
السؤال الآن هو: هل يستطيع "نفر" من أنفار تنظيم الإخوان أن يسير كما يسيرالمصريون في شوارع مصر ؟ هل يفكر فى ذلك إذا وفرت له الأجهزه الأمنيه الحمايه الكافيه؟
هل يستطيع شخص كمحمد سلطان ( الأميركى إياه) أوأيمن نورأو حمزه زوبع أو محمد الجوادى السير في شوارع مصر كسائر المصريين؟ بل هل يستطيع شخص مثل "جمال حشمت" أن يفعلها ؟ "جمال" يقوم بدوره "القبيح" خارج مصر ، تحريضاً واستعداءً وتآمراً على الوطن، بالتعاقد مع شركات علاقات عامه لوصم مصر الجديده بكل تهمه و نقيصه، وينظم التظاهرات ضدها في كل مكان من نيويورك الى لندن.. ليستعدى الغرب والسائرون فى ركابه ، ليعيدوا لأهله وعشيرته عرشهم المفقود.يتصور "القبيح" انه بما يفعله سيستعيد عرش الإخوان ،لكي يعود إلينا متمنطقاً سحنته القاسيه ، وغرور القوه الذى تلبسه، وتعاليه وفوقيته اللتان كان يقدم لنا بهما دروسه عن الحلم النهضوى الاخواني! ليته يفعلها! ليته يفعلها ويَعُدْ إلينا ولو من باب "التجربه"!
"حشمت" لم "يتحشم" هذه المره، فلخص بسفور واضح أهداف الجماعه بكل وضوح .. وآمالهم الكبري فى إستغلال نتائج كارثة الطائره الروسيه ، وتجييرها لصالح حربهم مع الشعب المصري وضد "الجنرال" الذى أذاقهم المرار. وطبقاً لنص تصريحه- اللامحتشم - أُفَضِلْ توبيخه من شعب مصر ..فلا أفضل من توبيخ الشعب وتجريسه فى الحقيقه. لقد قال "قبيح" حشمت في صفحته على «فيس بوك»، السبت الماضي: «بعد زيارة نيويورك ولندن وحادثة الطائرة الروسية وسحب السياح والمدنيين الإنجليز والروس بدأ العد التنازلي للتدخل الدولي العسكري في سيناء ومنطقة القناة».
ببساطه هذا هو الهدف ! هذا هو الحلم .. هذا هو الانتقام ولو بدمار مصر واستيلاء الغرب ( اوربا واميركا) عليها، وحتى لو اصبحت جثه هامده ، لابأس .. هم يريدونها جثة هامده !
كل هذا الحجم من الاستعداء على مصر والاستقواء عليها بالاجنبى ، ومع هذا فإن كوادر الاخوان والمتعاطفون معهم ، ينتقدوننا إذا نحن خشينا على مصر من تداعيات كارثة كهذه، و من ذرائع الاجنبى التى يتذرع بها لتركيعنا وتحقيق مآربه . وكأن مصر في وضع تستطيع فيه الآن "الحرب" على كل الجبهات التى فتحوها عليها وكأنها سوبر "قوه عظمى" وليست دوله يزلزلها تآكل إحتياطيها من النقد الأجنبى ، وهي التى يتعين عليها ان تطعم ملايين السكان الحاليين والمولودين على مدار الساعه بتدفق منقطع النظير! لدينا جبهه مفتوحه مع تركيا وقطر بتناغم اخوانى، وجبهه فتحت مع ايران في باب المندب بسبب مآرب شيطانيه وتنامى نفوذ فارسى، وجبهه فتحت مع السعوديه في بسبب سوريا( فضلاً عن موقفنا من الحرب البريه ضد الحركه الحوثيه المدعومه إيرانياً) وجبهه مفتوحه مع لندن واميركا والمانيا وفرنسا بسبب عزل مرسي واسقاط الاخوان وتبديد حلم امارة سيناء الاسلاميه ! كل هذه الجبهات مفتوحه في الخارج ، فمابالنا في الداخل ، و"داعش" في العريش، و"الحمساويين" على أبواب الأنفاق، وإسرائيل على الحدود.. وفي الداخل أيضاً: دولار يصعد وجنيه يتهاوي وبطاله بالملايين واستهلاك بالمليارات ،فيما العمل بالقطاره والفساد للركب!
كل هذه الجبهات مفتوحه وكل محاولات العلاج ورتق الثقوب التي تمت - ولاأراها تكفى- لكن يهال عليها التراب ، لانه لايراد لاحد ان ينظر الي عملية رتق هذه الخروقات والثقوب!
لايتوقف " القبيح" وسَمِيُهْ " الرجل ذو الكبوات الشهير ب" الجوادي" عن بث الحريق فى النفوس كل لحظه واستعداء الغرب علينا بكل الطرق، ولو حتى بالقذف والسب لقادة هذه الدول إن هم قرروا تحت وطأة الاصرار المصرى على النهوض، أن يمدوا جسور التعاون معنا.. يدركون يقيناً هناك في منافيهم (القطريه - التركيه - الاوروبى اميركيه) أن هذا الشعب إذا" قام" و" اشتغل" و" فاق" من سباته الاختياري ، فإن وجه العالم كله سيتغير وليس " الشرق الاوسط" فقط ( بمافيه الشرق الاوسط الجديد الذي يتحدث عنه مدير المخابرات الفرنسيه)!
ممن أستمد يقينى بأن الفضيحه والجرسه -وربما تمزيق الاكباد وانتزاع القلوب والاحشاء من اجسادهم -هو ماسيحدث لأى عنصر أو كادر إخوانى إذا فكر أن يسير فى شارع مصرى ؟ فى الحقيقه من الفلاحين والعمال المصريين . الفلاحون والعمال المصريون هم قلب مصر الحقيقي،الذين يمتلكون صلابة لايملكها أحد، بمافيهم صاحب هذه السطور! الفلاح الذى أعرفه ولايزال متجسداً أمامي في نماذج بعينها قمه فى الإصرار والتفانى فى فلاحة الارض والارتباط بها: محمود سالم ماضي ومحمد فرحات من ميت فارس بالمنوفيه والحاج أحمد أبوقدح والعم محمود بيومي من طحانوب قليوبيه رحمة الله عليهم جميعاً!
بل لعلى لا أعدو الحقيقه إن أضفت للقائمه الفلاحه المصريه .. الصابره المثابره : كالجده أم على تعلب ،وعماتى فتحيه ودولت وغيرهن من فلاحات ميت فارس، وهانم ونورابوقدح وغيرهن من فلاحات طحانوب رحمهن الله جميعاً.
لا أعتقد أن هؤلاء الفلاحين يمكن كسر ارادتهم مطلقاً ، فلم تكسر في عدوان 56 ، حيث خرج الشعب المصري كله لمواجهة العدوان الثلاثي،وإن لم يمتلك سوى الفئوس والمقاطف و" غطيان الحلل" ..وواجهوه أيضا بالإصرار على ارسال ابنائهم إلى " الجهاديه" ،وقدموا الشهداء والضحايا في مواجهة عدوان يونيو 67.. ولم يثنهم ألم الفقدان ومرارة الغياب عن اداء الواجب او الاستسلام للعدوان.
ومع كل مرارات الفقدان للشهداء الابرياء الذين يسقطون فى المواجهات يوماً بعد يوم ، استطيع ان اقول ان الفلاحين والعمال ، والغالبيه العظمي من المصريين، ستكون على قارعة الطريق انتظاراً لوصول "القبيح" و"المكبي" وبقايا الشيطان الإخوانى.
منذ ان تطوعت اميركا وبريطانيا - قبل روسيا ..الدوله الموجوعه بضحاياها- بالاعلان عن اسقاط الطائره الروسيه بقنبله ! ساورنى شعور -أظنه شعور الغالبيه العظمى- بأن مؤامرة جديده تحاك في الافق، للضغط على مصر فى الملفات المستعصيه( سوريا وليبيا واسرائيل والإخوان). ويقيناً فإن مصر ليست وحدها التى تتعرض لمؤامره ، ولكن الهدف الحقيقي من المؤامره الناصعه التى يرونها ويسمعونها هو شن عملية "شنق الجنرال" .. يقين المصريين اليوم ان وطنهم ليس فقط هو المحارب وهو الهدف وهو المعني بالإسقاط والاذلال ، وانما الهدف هو الرئيس ! -اصبحت مصر حكايه على كل لسان وضيفا ثقيلا على كل اعلام العالم كدوله غيره آمنه وغير مستقره ، مايعنى أنه لن تكون هناك سياحه أو استثمار أو دعم أو أيو شيء، ألا بعد أن تدخل "الحظيره" ، وتنفذ المطلوب ! تعود للحظيره فيما يتعلق بالحريق السوري (مثلما دخلتها نسبيا بخطأ فادح في الشان الصهيوني ( بدعوةٍ الى توسيع نطاق "السلام" ،وبالتصويت الأممى الخاطيء لصالح اسرائيل!) وأن تذهب بقواتها فوراً إلى صنعاء، تنفيذا لوعدها الأشهر " مسافة السكه" إرضاءً للشريك السعودي(؟) ومطلوب منها أيضاً ان تفض الشراكه مع الصديق الروسي!
بعد أن قرأنا: مطلوب من مصر أن تفرش السجاد الاحمر لعودة " الإخوان"!جربوا أن تفعلوا ذلك .. " جربوا كده"!