انها حرب .. فهل نحن مستعدون ؟!!

ما تمر به مصر الان لا يمكن وصفه إلا انه اعلان حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. فالأمر اكبر بكثير جدا من حادث سقوط طائرة ومصرع جميع ركابها وطاقمها الـ 224 فوق ارض سيناء . وقد بدأت تظهر بوادر هذه الحملة القذرة على مصر بعد ان تمكن المصريون بإصرار لم يشهده التاريخ وبمظاهرات مليونية من التخلص من خوارج العصر والإطاحة بهم في 30 يونيو بعد ان وضع هؤلاء الخونة ايديهم في ايدي كل من امريكا وبريطانيا وفرنسا وأتباعهم واعدوا العدة لتنفيذ مخططاتهم الدنيئة ورغبات تلك الدول وأهدافها الداعمة لإسرائيل وتخصيص سيناء وطن بديل للفلسطينيين والعمل على تدمير مصر وإغراقها بالفساد اكثر مما كانت عليه خلال 30 عام .. واستطاع اخوان صهيون وخلال اقل من عام وبدعم منقطع النظير من تلك الدول ان ينشروا السوس في عظم المجتمع المصري .. ولكن بفضل من الله استطاع الشرفاء من ابناء المحروسة ان يفشلوا هذا المخطط القذر وإنقاذ مصر من السقوط في الوحل الذي نسجه اخوان الشياطين . وتستمر المخططات الى ان تظهر داعش المسلحة بأحدث الاسلحة وعناصر مدربة على مستوى عال جدا وسيارات يابانية تبين فيما بعد انها كانت مخصصة وموردة للحكومة العراقية التي تعمل تحت رقابة امريكية !!! وبدأت الاحداث تتوالى كما توالت من قبل على مر التاريخ بداية من بدء ظهور الاخوان ومن بعدهم حماس وحزب الله والقاعدة وداعش وكلهم وجوه لعملة واحدة وصناعة واحدة وان اختلفت المسميات .من المؤكد ان وراء تلك المخططات لعبة المصالح التي تريد ان تكسر شوكة العرب من خلال البوابة المصرية وتقسيمها كما نجحت في العراق في الشمال الشرقي وتدمير سوريا في الشرق واليمن في الجنوب وليبيا في الغرب ولم يتبق الا قلب العروبة وهو مصر !!ولذلك نتساءل ماهي الاهداف وراء تبني الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء البريطاني فرضية تعرض الطائرة لهجوم وأيضا تبني داعش مسئولية اسقاط الطائرة وموقف المانيا وأخيرا الموقف الروسي وقرار سحب السياح من مصر بعد ان كانت روسيا تطالب بضرورة انتظار التحقيقات ؟ ليس هناك سوى لعبة المصالح التي تريد ضرب مصر بالضربة القاضية ؟!! باختصار شديد جدا انها حرب بكل المقاييس وبكل ما تحمله الكلمة من معنى وبناءا على ذلك هناك عدة رسائل اولها للشعب المصري فنحن نتفق في غالبيتنا على حب هذا الرجل الذي اخترناه ليكون رئيسنا فإلى متى نتركه لوحده يسبح في بحر متلاطم الامواج ولم نأخذ بيديه ليأخذ بأيدينا جميعا ؟ والى متى نظل غير متماسكين في الداخل والخارج من اجل مواجهة الخطر الكبير الذي يحدق بنا ونلقي بالمسئولية على الرئيس السيسي وكان في يديه عصا سحرية لانتشالنا مما نحن فيه ؟ .. خلونا نغير أنفسنا عشان نتغير للأحسن.. والرسالة الثانية للرئيس السيسي نحن نعلم جيدا انك تسير وسط الادغال وتسبح في بحر عالي الموج وباعتباري اول مصري في الخارج يفوضك بشكل رسمي للقضاء على الاخوان والإرهاب ادعوك وأطالبك سيادة الرئيس بالضرب من حديد على كل من يثبت خيانته لأمانة الوطن والتخلص فورا ممن انتهت صلاحيتهم وأصبح وجودهم في كراسيهم معوقا للتنمية في البلد وان يكون هناك تحرك على مستوى عال جدا على كل الاصعدة لمواجهة تلك الحرب التي نواجهها وخاصة وان هناك بطئ شديد جدا للتفاعل والتعامل مع الاحداث بشكل سريع في وقت اصبح العالم قرية صغيرة جدا وأصبح لوسائل التواصل دور كبير ومؤثر على تشكيل وتكوين الرأي العام وتأكد بان قلوبنا معك في هذه الحرب.. اما الرسالة الثالثة اوجهها للإعلام المصري ككل بان يكون على قدر المسئولية وعلى مستوى الحدث وبشكل حرفي ومهني وعدم الالتفات للقضايا الهامشية وإثارة القضايا التافهة وخلق رأي عام لها من اجل زيادة نسبة المشاهدة وتحقيق دخل اعلى من الاعلانات على حساب المجتمع وضربه من تحت الحزام .. المطلوب بان يكون المحور الرئيسي لكل القضايا هو مصر ..فهل نحن مستعدون ؟؟

بقلم / عبد المنعم السيسي

مدير مكتب جريدة الوفد في الكويت