تناسل...
بقلم/اسامة ابوزيد
 ردا على سؤالي عن احواله، قال صديقي تاجر الغلال الذي رزقه الله له خمسة صبيان ولم يرزقه بنات وقد التقيته بعد غياب: الحمد لله، انني وأسرتي بخير. نكشته قائلا: لعلك سعيد بعدم "خلفة" البنات! قال بعد لحظة صمت: انني افكر في الزواج من اخرى. ارغب في انجاب بنت.
صعقتني اجابته. كنت اظن ان الرجل في الشرق عموما وفي صعيد مصر خصوصا يزهد في إنجاب البنات ويتمنى انجاب الذكور، ربما اعتقادا منه بانها فحولة زائدة!
لاحظ دهشتي، واصل كلامه موضحا: الذكور فيهم قسوة وغلظة وجفاء. في البنات رحمة ورأفة ورقة. قلت متقمصا دور العارفين: الانجاب هبة من الله يا صديقي. هو الذي يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور، هذا اولا، اما ثانيا فالمرأة محايدة مثل الارض. تعطي حسب ما يغرس فيها. فلو زرع الزارع قمحا فلن يخرج شعيرا، ولو زرع شعيرا فلن يخرج قمحا، ولو زرع قطنا فسيجني قطنا.
 لم يعجبه كلامي. مط شفتيه، اشاح بوجهه، مضى دون وداع. راح يبحث عن زوجة اخرى...