مقال لعبد المنعم السيسي

مصر والكويت .. وتجار الفتنة !!!

في البداية أتقدم بخاص التعازي لذوى المواطن المصري احمد عاطف فرغلي الذي نحتسبه عند الله شهيدا للدفاع عن مال صاحب المحل الذي يعمل به في الكويت .. والحادثة أصبحت تفاصيلها معروفة للجميع ولكن للأسف نجد أن تجار الأزمات وإعلاميها ورواد الفتنة يستغلون هذا الحادث الفردي في محاولة للنيل من العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين المصري والكويتي وزرع الفتنة بينهما فليس قاتل احمد فرغلي يمثل الشعب الكويتي وليس قاتل الأم الكويتية وابنتها في المنيا يمثل الشعب المصري وكلها حوادث فردية قد تحدث في اي مجتمع .. وما نشاهده علي الفيسبوك والتويتر من كلا الطرفين امر غير مقبول علي الاطلاق وغير مسموح لاى شخص اياً كان وضعه سواء كان مسئولاً او إعلاميا او مغمور يبحث عن الشهره او جاهل بأسس العلاقات الوطيدة الراسخة التى تربط بين الكويت ومصر امر غير مقبول بالمرة .
 
ولا ننسى ايضاً أن هناك الكثير تجار الأزمات وأولهم الاخوان المجرمين الذين يتصيدون مثل تلك الازمات للنفخ في نارها ويستغلون مواقع التواصل الاجتماعي لاستمرار اشتعالها وللأسف نجد الكثيرين ممن يقع فريسة وضحية سهلة لترويج ما يسعون اليه .. والكويتيون في كل مناسبة وعلى لسان مسئوليها عندما يتحدثون عن مصر يتوقف لحظات ويبدأون حديثهم بان مصر ام الدنيا ويتذكرون جيداً الدور المصري في النهضة الكويتية قبل ظهور النفط وما ساهم به المصريون بخبراتهم في جميع المجالات .. وقد اختلط الدم الكويتي مع المصري في حرب استرداد الكرامة العربية قبل 42 سنه علي ارض سيناء في حرب اكتوبر وأيضا اختلط الدم المصري مع الكويتي على ارض الكويت في حرب تحرير الكويت وهناك الكثير من المواقف الايجابية بين البلدين لا يمكن حصرها في سطور قليلة كما لا يمكن للتاريخ ان يمحوها وكانت اخرها مشاركة سمو الامير الشيخ صباح الاحمد في المؤتمر الاقتصادي وقبلها الوقفة المشرفة للكويت مع مصر في ثورة التخلص من خوارج العصر .. وإذا كانت هذه الواقعة قد اثارت وحركت نوازع الفتنة لدى تجارها فيجب ان نعترف بان هناك اخطاء ساعدت على تفاقم تلك القضية للوصول الى ما وصلت اليه من جريمة قتل وتهم مختلفة وتراشق وتوجيه اتهامات وسباب على مواقع التواصل الاجتماعي .. والأخطاء يشترك فيها اطراف القضية الكويتيين والمصريين الذي لم يستعينا بالشرطة لحظة بدء الخلاف " التافه " بينهما . ويحسب للسلطات الكويتية سرعة القبض على القاتل في اقل من 24 ساعة وتقديمه للعدالة وإحالته الى النيابة العامة لتولي التحقيق .. ولكن ما يؤخذ على السفارة المصرية وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها والإجراءات التي اتخذتها منذ وقوع الجريمة الا انها لم توفق في تعاملها الاعلامي مع هذه القضية واعتمدت في البداية على بيان وزارة الخارجية المصرية في القاهرة لتوضيح ما يحدث في الكويت وتأخرت السفارة في اصدار بيانها والذي كان من الممكن ان يطفئ نار الازمة وينتزع فتيلها في البداية لو صدر في التوقيت المناسب وهو ما وضعها في خانة الغائب عن الاحداث .. وعلى الرغم من بشاعة الجريمة وهيافة وتفاهة اسبابها إلا انها تضعنا امام مسئولية هامة وحقيقة اكثر اهمية وهي ضرورة التفاعل والتعامل مع الاحداث بمزيد من التعقل والحرفية وعدم تجاهل الراي العام مع عدم اتاحة الفرصة لتجار الازمات ونافخي كير الفتنة وإعلامييها للنيل من العلاقات المصرية الدولية .. والتساؤل الاخير هل من حكماء وعقلاء يجيدوا ادارة الازمات ونزع فتيلها قبل انفجارها ؟!!

عبد المنعم السيسي

مدير مكتب جريدة الوفد – الكويت