.. وسط أجواء من «التعقيد» وعدم الوضوح، وقصور متعمد أو غير متعمد في الشرح والتعريف، يصل الى عدم الاهتمام، بدأ المصريون في الخارج أمس وعلى استحياء عملية التصويت في مقار البعثات الديبلوماسية في الخارج كما يبدأون التصويت اليوم في 14 محافظة داخل مصر، ومقارنة بآخر انتخابات للمصريين في الخارج، يبدو الاقبال أقل، وللأسف فإن جماعات المصالح، وبقايا الأحزاب والقوى «المنحلة» حاولت ممارسة نفس الأساليب القديمة، البالية، العفنة للتأثير في الناخبين وشراء أصواتهم وتبديل قناعاتهم، اشترك في ذلك رموز الجماعات وبعض رجال الأعمال الداعمين لوجوه بعينها.

ويأبى الفاسدون المفسدون ان يتوبوا، أو يتوقفوا عن محاولات الإفساد، غير ان هذه المحاولات أقل بكثير من سابقتيها اللتين جرتا خلال السنوات الخمس الماضية.

عموما المرحلة الأولى التي بدأت امس وتستمر اليوم للمصريين في الخارج هي مجرد مؤشر وليست مقياسا، ربما أوضحت كذب بعض الأحزاب التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات علنا، بينما مرشحوها نزلوا في القوائم أو على المقاعد الفردية، وهذا ما يدفعنا للتأكيد مرة أخرى على أهمية «الصوت الانتخابي» لإخراج برلمان على مستوى التحديات المطلوبة، برلمان منح الدستور اعضاءه الحق في سحب الثقة من رئيس الجمهورية، برلمان لن تقَر خطة السياسة العامة للدولة إلا بموافقته، برلمان يجب موافقة غالبية أعضائه لإعلان حالة الحرب أو حالة الطوارئ، برلمان تستوجب موافقته لإعلان الحكومة، برلمان سيراجع كل القوانين التي صدرت قبل انتخابه، فيقرها أو يعدلها، أو تلغى بأثر رجعي، كأن لم تكن!

أخي المصري في الخارج.. أخي الناخب.. أرجوك صوتك أثمن وأغلى مما تتصور فاجعله صوتا للحق.. وسوطا ضد الباطل، وهو ليس فقط أمانة، ولكنه «لبنة» حقيقية في مصر المستقبل التي ستتركها لأعز «من» تملك.. أبنائك الذين تحملت مرارة الغربة وعذاب الاغتراب وقسوة البعاد من أجل توفير مستقبل أفضل لهم، فاحرص على ان تعطيه لمن يستحقه ولا تكن أبدا سببا في وصول من لا يستحق ليعيد تدمير المحروسة.. من تحت قبة البرلمان.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

 

حسام فتحي