إلى متى .. ياسيادة الرئيس؟ بقلم محمود الشربينى
-------------------------------------------------------------
قبل أن تقرأوا :  
ليس ممكناً ان نكون كلنا على خطأ .. أليس كذلك! لايوجد مصري واحد إلا ويسأل الرئيس( سواء بينه وبين نفسه أو بالوسائل الاخري:" هُوَّ  فيه إيه ؟ إلى متي ؟ فين الخطط ؟.. الرؤي .. الحلول..النهوض ..فين ياريس"؟
حتى "الأستاذ" أيضا، خرج بعدغياب طال ليقول : "دائرة صنع القرار حول الرئيس ضيقة للغاية"!! علامتا التعجب من عندي .. والتساؤل- أيضاً- لى: الا يعني الاستاذ بكلامه سؤالاً عن المحيطين بالرئيس في دائرة صنع القرار؟
لماذا كل هذا التضييق علي خيارات الرئيس ؟ومن المسئول؟ من الذي يريد هذا التضييق؟ هل هو الرئيس أم مخابراته؟.
*******************
هل  يخشي الرئيس من أن يتأثر بأحد؟ أو من أن يتهم بذلك؟ أو من أن يتفوق عليه أحد؟هل يخشي من " تصنيف" معارضيه ؟ أو أن يحسبوه على فصيل أو على جهة ما؟هذا يحسبه علي الأميركان وهذا على الاسرائيليين، وذاك على السادات.. ذلك أنه - فيمايبدو-  حُسِبَ مسبقاً على "عبد الناصر"..منذ أن قدمه الينا الاستاذ هيكل، كوزيرٍ للدفاع ! ؟ لماذا "يُض&<619;يّقُ" عليه ..أو "يُضْيِّقْ" هو علي نفسه ؟ هل يخشي بعض مستشاريه - أو مخبريه-من إنكشاف ظهورهم؟ ألايثقون في خططهم ومشوراتهم التي أشاروا- أويشيرون- بها عليه؟!
 يقول الأستاذهيكل: إن السياسة المصرية تائهة في إقليمها؛" ويطالب بتعزيز جوانب الإدارة حول الرئيس عبد الفتاح السيسي والاستعانة بالشباب ، ويؤكد: لابد من تخصيص مجموعات عمل دائمة تشترك فيها الدفاع والخارجية والرئاسة من أجل مناقشة بعض القضايا، مثل ليبيا وسد النهضة، وغيرها.. ويشدد على ضرورة أن "يضع مصر حيث تساوي بعالمها العربي والخارجي".
تقريباً مضي عامان على تولى السيسي منصب الرئيس، وكلنا نقول له نفس الكلام.. ونطالبه بنفس المطالب ، ولازلنا "نرأف به و نحنو عليه" كما كان يتطلع للرأفة وللحنو على شعبنا أيام نكسة الإخوان ورئيسهم لافك الله أسراً!
تأخرنا.. حتي باتت الأزمه الإقتصاديه خانقه، ولم يعد ينفع معها تخفيض الجنيه أو "إعتلاء" الدولار!ولم يعد مجدياً فرض ضريبه على " كام نفر " من المسافرين على درجتي رجال الاعمال والدرجه السياحيه،ولن يفلح إستنهاض النخوه العربيه والشهامه الخليجيه مع دول الخليج إلى أجل غير مسمي، خاصة وانها "شهامه" مقلوبه راسا على عقب ، فكأن دول الخليج تأخذ من العماله المصريه المغلوبه على أمرها وتعطي الحكومه المصريه !! وفي نفس الوقت تضخ المليارات في إفريقياوآسيا وتسبغ عطفها بغير حساب على المشروعات الأمميه فقط لدواعي " الوجاهه والتكريم"!
 بل "تقوقعنا" ولم نتأخر فقط .. فلم يأت الينا أحد بحلول لمواجهة "الفساد" .. فقبل رحيل " محلب" كان خرج علينا بتصريح خطير يقول فيه: إنتهينا من الفساد المالي وبقي أمامنا الفساد الإداري"! والحقيقه الصادمه ، هي أن "محلب" ذهب بسبب فضيحة فساد مدويه لعدد من أركان وزارته،وأن الفساد الإداري اصبح مثل " حشائش الحلفا"الناميه على حواف الترع والمصارف .. وبالقرب من قضبان السكك الحديديه، يتكاثر كالحيوانات ويتمدد ويتوغل وينتشر فيمنع الرؤيه ، ويعيق الاستناره ، ويهدد بوقوع " بقرة حاحا" مجدداً في البئر السحيقه!
  تراجعنا عروبياً فلم يعد لنا سمت عربي كما كان أيام التوهج العربي القومي، وتراجعنا عربيا فلم يعد لنا ذلك البريق وذلك التعويل الذي كان يُعَّوَّلُ به علينا ، صحيح انني لااقصد اننا سنتخلي او سنولي ظهورنا، لكني أظن وبعض الظن ليس إثما، اننا لن نستدعي كثيرا الي دورٍ في المنطقه، لاننا ببساطه لم نحرص على أن نبقي في صدارة اللاعبين لهذا الدور؟
يبدو لي أننا أصبحنا دوله تعمل بنفس سياسة مبارك .. سياسة "اليوميه".. في مصر مجموعة أنفار.. يتم تشغيلهم كل صباح بمقابل يومي.. غدا يمكن الاستعانه بهم .. أو بغيرهم .. مطلوب منهم مايلي: تسيير الأعمال .. الجري في المكان .. إشغال الإعلام بتوافه الأمور.. تستيف الأوراق والدفاتر.. هذا هوالأمر المهم .. تستيف الاوراق والدفاتر واستيفاء جميع الاجراءات طبقا للوائح والقوانين ، أنقذ دولة مبارك الفاسده من المحاكمات "المزلزله" . خرج الفاسدون الكبار بفسادهم "المتخم" لأن جميع إجراءاتهم وأوراقهم " كانت متستفه كويس"، حتي أن مالم يكن كذلك ،فإنهم بذلوا جهدهم لكي ينسفوها من اساسها! وعلى سبيل المثال، لو أن أحداً كان يريد إنصاف هذه  "المصر" المبتلاه ، لعلق هذا الضابط الذي أتلف تسجيلات وزارة الداخليه أيام الثوره الينايريه، على باب" الإتحاديه"! بل ولكان أي نائب عام مصري جديد، جافاه  النوم ، قبل أن يضع الأغلال فى أيدي المسئولين عن  كل جهه مختصه، امتنعت عن تقديم "أدلة الإدانه" في القضيه المعروفه" بقتل المتظاهرين".
عاد الحديث الآن عن سد النهضه".. واذكر أنني انتقدت الرئيس الأسبق مرسي ، لانه أدار ازمة خطيره كهذه الأزمه، برجال من نوعية الدكتور(!!) إيمن .. والدكتوره باكي .. ومؤتمر الهواء- أو  الهراء- الذي سمعناه.. لكن الأن باتت المشكله أعقد من سابقتها، وعلى مدي عامين لم يقل لما احدا ان تفاهمات السيسي مع رئيس الوزراء الاثيوبي آتت ثماراً من أي نوع؟ فالذي حدث ان تشييد السد مستمر، وان الجانب الاثيوبي لم يقدم لمصر شيئاً بل ان مكتبا استشاريا كان يشرف على المشروع انسحب .. ويبدو ان مصر حائره ليس لديها اوراق تلعب بها في المشروع ؟!
هل عدمنا الرجال والخبراء والساسه والمفكرين و" الثعالب"؟ ألا نفكر في خلية أزمه مثلا للتعامل مع مصيبة سد النهضه؟لماذا لا نعقد " كونسلتو" يهبنا رأياً آخر في مأزقنا الاقتصادي الطاحن؟ منذ قرون ونحن نطالب بالاقلال من أعداد "المعتمرين"،نطالب بمنع  استيراد الالعاب الناريه،و الكماليات والياميش والصابون  ومعاجين الاسنان ،والكافيار والسيمون فيميه ولا حياة لمن تنادي!الحلول الآن عقيمه من نوع فرض ضريبه علي التذاكر والغاء "الجنيه"لصالح إصدار جديد من فئة الخمسة جنيهات، لن تفلح إلا في خلق نمط جديد من الإنفاق،  يضايق الفقراء ويضيق عليهم ؟
  بعد أن قرأنا: السؤال الملح الذي نردده كلنا: إلي متي ياسيادة الرئيس؟ إلى متي نخوض في بحر الهموم بلا أطواق نجاه .. تذكر؟