من المسلمات العجائبية ـ وكم في مصر من عجائب ـ ان تحتاج المحروسة الى حملة ترويج سياحي، وهي البلد الذي تضم مدينة واحدة فيه ـ هي الاقصر ـ أكثر من ثلث آثار العالم المسجلة لدى اليونسكو.

»نحن» مصر التي تضم كل انواع السياحة: الطبيعة ـ الآثار ـ الترفيه ـ السفاري ـ اليخوت.. الخ.

ومع ذلك، لا نحظى الا بالنزر اليسير من حجم السياحة العالمية، ولم يتجاوز عدد السائحين الذين زاروها في 2014 عشرة ملايين سائح مقابل 60.6 مليون سائح زاروا إسبانيا عام 2013!

نعلم ان استتباب الأمن هو الأساس، وهو بإذن الله مستتب.

وزير السياحة الحالي يحاول «المستحيل» لتحريك السياحة إلى مصر، كما قال كل وزير قبله إنه يفعل! وآخر الافكار السياحية بعد «مصر.. البيت بيتك» و«مصر قريبة» وغيرها، كانت فكرة حملة «هي دي مصر» التي ستبدأ الشهر المقبل بأسلوب مبتكر يعتمد على فكرة الشاب المصري تيمور عثمان الذي استطاع مع عدد من اصدقائه «رفع» 2400 صورة لهم عن مصر على احد مواقع التواصل الاجتماعي، الامر الذي حقق مشاهدة عالية دفعت المسؤولين عن تنشيط السياحة الى التفكير في مبادرة «هي#دي_مصر»، خاصة بعد ان تجاوز رقم من تابعوا الصور على الانستغرام 4 ملايين مشاهد خلال 15 يوما!

الفكرة لا شك طيبة، لكن لأننا مصريون ولازم «نحط التاتش بتاعنا»، كان لابد ان يعلن وزير السياحة خلال الاحتفال بيوم السياحة العالمي وأمام اكثر من 1000 خبير محلي وعالمي ان الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيا قد وافق على الحملة الجديدة، وانه سيشارك «شخصيا» فيها بوضع صور سيادته في اماكن سياحية محببة مثله مثل أي مواطن مصري آخر.

.. طبعا سارع المتصيدون في الماء بعد تعكيره إلى إشاعة أن صورة الرئيس ستوضع مكان صورة الأهرامات!.. وهو ما لم يرد في ذهن أحد، لكن ألم يكن من الأفضل عدم «اقحام» اسم الرئيس في حملة الترويج؟ حتى لا يتشتت الناس بين مؤيد ومعارض؟

وبدلا من تحويل الأمر إلى جدل «سياسي»، كان لابد من جمع المصريين جميعا بجميع اتجاهاتهم السياسية وجعلهم يلتفون حول هدف وطني جديد هو تنشيط السياحة إلى مصر ووضع بلدنا في المكانة التي يستحقها على خارطة السياحة العالمية.

عموما، ندعو الله أن «يهدي ويوفق» القائمين على أمور السياحة، ويتعلموا عدم خلط الأمور والتركيز على هدفهم دون الحاجة إلى «إقحام» اسم الرئيس في كل شيء لإنجاحه!

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء