بقلم حسام فتحي

..المسألة ليست «صفر» مريم، ولا مجرد فساد يضرب أطنابه في قطاع كما يجتاح قطاعات أخرى كثيرة، ولا فقط نظام فاشل جربنا تغييره وتطويره دون جدوى، ولا حتى منظومة متخلفة حاول البعض محاربتها فهزمته شر هزيمة.. مرارا وتكرارا.

«التعليم» بالنسبة لمصر الآن هو مسألة حياة أو موت.. حقيقة.. وحرفيا، لم يعد المطلوب مجرد إلغاء العام السادس الابتدائي أو عودته، ولا بقاء «بعبع» الثانوية العامة أو إلغاؤها،.. ولا وجود مكتب التسويق «التنسيق سابقا» الذي قضى على طموحات أجيال أو نسفه..

الأمر بحاجة الى «ثورة» حقيقية، تبدأ مما قبل التعليم الابتدائي، ولا تنتهي عند «ما بعد» التعليم الجامعي.

لفت نظري جملة قالها الرئيس السيسي ضمن خطابه في الاحتفال بالذكرى الـ42 لنصر أكتوبر، حيث قال: «ان التعليم احد المحاور التي تقوم عليها الأمم، وسيتم إلقاء الضوء على مشروع «المحتوى العلمي الدولي» وسيكون متاحا لكل المصريين، وستكون مصر أول دولة في العالم تطبق ذلك».

سألت بعض أصدقائي «المطلعين».. فأفادوني بان المشروع سيكون في شكل مبادرة تتيح لكل الباحثين، ومجانا، جميع المقالات العلمية المحكمة، والدراسات والأبحاث والرسائل العلمية، ونتائج الاستطلاعات التي تنشرها الجامعات العالمية والمؤسسات الدولية، على ان تتحمل الدولة عبء الاشتراك في هذه المؤسسات ان وجد، حتى تتيح أمام المصريين جميعا الوصول لكل الأوراق العلمية، واحدث المقالات والنتائج العالمية دون تحميلهم أي كلفة، مما سيؤدي لاتاحة الفرصة للمصريين المقيمين في مصر فقط للاطلاع على آخر ما انتجه العلم، وبالتالي الارتقاء بالبحث العلمي على جميع أصعدته.

وننتظر المزيد من الأفكار، لكننا نطالب باستراتيجية شاملة يضعها الخبراء، وما أكثرهم عندنا، وما أكثر المصريين العاملين في هذا المجال في دول العالم المتقدمة، على ألا نسمح لأحد بإعاقة تنفيذها أو تغيير مسارها أيا كان.

مصر بحاجة الى ثورة حقيقية في التعليم تعيد بناء الإنسان المصري وتقضي على الأمية الحقيقية التي يعاني منها حتى خريجو الجامعة، عندها سيختفي العديد من المشاكل المصاحبة للجهل.. والملازمة للجهلاء.

..وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.