قرار...
بقلم/اسامة ابوزيد
نادية! التفتت الى الوراء. اندهشت. هل هذا فؤاد الذي تعرفه؟! تحول الى أطلال رجل! ماذا جرى له؟ فؤاد الذي تعرفه كان مثالا للحيوية والشباب والوسامة. كان معتدا بنفسه الى درجة الغرور والاستعلاء. لم يكن يعجبه شيء. مازالت رنات ضحكاته تخترق اذنيها. كانت تلومه على غروره وكان يلومها على تعاليها.
وقفت تتأمله. سألت: افترقنا منذ عشر سنوات، فماذا فعلت بك هذه السنوات؟ ماذا اصابك؟ قال منكسرا: انه المرض اللعين. قضى على كل شيء. حولني كما ترين الى هيكل رجل. ثم قال مبتسما: ولكنك مازلت بكامل اناقتك وبهائك. ربما زادك الزمن نضوجا وجمالا. كم لديك من الاولاد؟ أجابت: لم اتزوج حتى الان، وانت؟ لم اتزوج ايضا. قالت وهي تهم بالانصراف: هل استطيع مساعدتك؟ ابتسم بمرارة دون ان يجيب. ادارت ظهرها له ومضت. قررت ان تتزوج اول رجل يتقدم لها...