.. طيب!!!

روح النصر

بقلم: حسام فتحي

.. لا يشكك في تضحيات المصريين التي أوصلتهم الى نصر أكتوبر إلا حاقد أو جاهل أو مغرض. فالدماء المصرية والعربية التي روت بطهرها أرض الفيروز، مستعيدة كرامتنا التي أهدرت في نكبة 48 ونكسة 67.. وما تبعهما من «وكسات» لم تكن دماء مصطنعة، ولم يكن أصحابها من شهداء ومصابين يقدمونها ضمن اتفاق «سياسي» ولعبة دهاء يقوم بها السادات لـ «تحريك» الموقف، ومن ثم التفاوض على السلام.

الدماء الزكية ـ أيها السادة (المحللاتية والمنظراتية) ـ هي أطهر ما يبذل إنسان في سبيل قضية يؤمن بها، لا يجوز المتاجرة بها، ولا تحويلها إلى ورقة تفاوض في لعبة السياسة، فزكاوة الدماء لا تمتزج وقذارة السياسة تماما كالزيت والماء.

واستتبع التضحية الجليلة وصحبها، ما أسميناه وقتها روح أكتوبر.. روح النصر.. تلك الروح الراقية التي انبثقت في مصر.. وسرت في أوصال الأمة العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الهادئ.

42 عاما مرت على «نصر أكتوبر» 42 عاما ونحن نحتفل سنويا بالنصر المظفر، واقتحام أكبر عائق مائي، وتدمير خط بارليف أكبر خط دفاع صناعي صنعه الإنسان، وخداع أذكى «جهاز» مخابرات في العالم.. وأسر وإذلال ضباط وجنود الجيش الذي لا يقهر.. و.. و..

غير أننا في «غمرة» الاحتفال نسينا أن ما صنع النصر تضحيات الأبطال وروح أكتوبر، وتجاهلنا أننا «أضعنا» روح أكتوبر،.. روح النصر.. التي نحن أحوج ما نكون إليها الآن، تلك «الروح» التي أعلت قيم العزة والشرف والكرامة والوطنية فوق غيرها من مغريات الحياة غاليها ورخيصها.

روح أكتوبر هي ما نحتاجه اليوم لمواجهة عدو جبان يعيث في الأقصى فسادا بينما نحن نتقاتل شيعا.. وفصائل.. وجماعات.. والرصاص يتطاير من أسلحة عربية مسلمة.. ليخترق صدور عربية مسلمة، دون أن تذهب رصاصة واحدة ولو بالخطأ إلى صدر «صهيوني» يبقر بطون نسائنا.. ونحن نتقاتل مشيحين الوجوه عن الحقيقة.

نحتاج «روح أكتوبر» لمواجهة تداعيات.. وارتدادات.. واهتزازات وتوابع «الربيع» الذي عاث في أرضنا جحيما.. ولم يمسس صهيونيا بعصاه السحرية!

نحتاج «روح أكتوبر» في مصر، تلك الروح التي صهرت كل مكونات المجتمع في صورة «محمد أفندي اللي رفع العلم».. و«عبد العاطي صائد الدبابات».. و«الشهيد الحي» و«إبراهيم الرفاعي».. نحتاجها لنواجه فلول الفساد والتي تحاول اختطاف مستقبل مصر واحتلال البرلمان المقبل.. نحتاجها لنتخلى عن الأنانية والذاتية لنبني مصر بالعطاء والصدق والتآزر.

(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم.

.. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.