كان الشاطئ مزدحما كعادته في هذا الوقت من العام. أدارت اعناق الرجال والنساء ايضا عندما خرجت من الماء بجسدها العاري الفارع وشعرها المبلول متجهة الى شمسيتها المائلة قليلا لتحجب اشعة الشمس الحارقة. استرخت. اخرجت كتابا وراحت تقلب صفحاته ببطء. عيون جائعة واخرى ساخطة واصلت اختلاس النظر اليها. لم تعر تلك العيون ادنى اهتمام. استمرت في تقليب صفحات كتابها.
قريبا منها نصب شمسيته. كان فائق الوسامة. يتمتع بجسد رياضي ممشوق. بدا كأنه لايراها او يشعر بوجودها.
داعب طفلا جميلا لم يتجاوز السادسة كان بصحبته. حمله فوق كتفه وألقى به في الماء. كانت تتابعهما خفية. توقفت عن تقليب كتابها. زاد اهتمامها بهما. مازالت العيون تلتهمها ومازالت تختلس النظر اليهما. بعد نحو ساعة من السباحة حمله بخفة بين ذراعيه وخرجا من الماء. تركه في الظل واتجه الى دش الماء العذب. اغتسل من الملح. عاد الى شمسيته. حاولت مداعبة الصبي. لم يستجب لها. ارتدى شورتا طويلا وتيشيرتا. مازالت تتابعه بحذر. كان يشعر بنظراتها المختلسة. اخرج سجادة صلاة وفرشها على الرمال. ادار ظهره الى الشاطئ وراح يصلي...