قبل أن نقرأ: أقل مايقال أنه أمر مهين!
قطعاً .. هو أمر مهين .. أن تعجز مصر عن قيادة أي عمل عربي ودولي مشترك ضد مايرتكبه العدو الصهيوني في القدس والمسجد الأقصي ! نشعر كلنا بالإهانه .. أثق أنها مشاعر الرئيس ومشاعر الوزير ومشاعر الغفير وحتي "أحمد موسي" و" مرتضي"!!
*****************
تردد في الأنباء أن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز سيعرج على القاهره في ختام زيارته- التى سبق له أن رفض القيام بها- إلي اميركا ، ثم فاجأنا مؤخراً بإتمامها .. مع أن أسبابه لرفض القيام بها مازالت قائمه ، فأميركا لم تتراجع عن إتفاقهاالنووي مع ايران ، ولم تراع "الهلع" الخليجي الناجم عنه،ولم تقدم لهم سوي "تطمينات" دونما تعديل في بنود الاتفاق! ولاأحسب أن "عنصريتي" و"تعصبي" لبلدي تجعلنى أقول مع القائلين " فليأت الملك أو لا يأت....."! لا لاأقول هذا على غرار مايردده الحمقى ، فالأمن العربي حين يستباح " واحد"!لكن تخيلوا معي أثر "إلغاء الزياره".. وتفكروا في "الرساله الملكيه"، و"المسافه" التي طالت الآن بين شركاء ( زمان!) والتي تخصم حتماً من رصيد تحالف 30 يونيو عربيا!!
بعض العرب أو جلهم ، بل ودول إسلاميه تخوض حرباً لاتهدأ وبكل الاسلحه- وبأشكال أو بإخري- ل "إضعاف" مصر، بذرائع "الانقلاب" على الديمقراطيه والعدوان على "الشرعيه" ، مع ان هؤلاء جميعا دول لاتعرف معني الشرعيه ولا الحكومه الديمقراطيه ، فأي شرعيه لانقلابيي قطر ،وأي ديمقراطيه لديهم وهم يزجون بالمغردين في السجون.. ومن دون برلمان أو معارضه حره؟!وأين هي ديمقراطيه الحكومة التركيه التي ترتكب الجرائم بحق الاكراد وتذلهم .. وتقمع المعارضين وتسحلهم .. وفيما عدا "الكويت" أين هي الدول الخليجيه التي لديها دستور يحترم؟
إضعاف مصر "جريمة" عرب ومسلمين بامتياز .. في مقدمتهم قطر وتركيا ويشارك فيها أيضاً "الساكتون" عن دفع هذا الجرم من "الجزائر" الشقيق إلي "المغرب" المنعزل عن الأمه ، الغائب المغيب عن دوره ، رغم أنه يطلع برئاسة "لجنة الاقصي و القدس" المنبثقه عن المؤتمر الإسلامي .. وحتي السعوديه .. الدوله العربيه المسلمه الشقيقه الشريكه لنا، زمن العاهل الراحل الملك عبد الله، في "لحظة" 30 يونيو الفارقه! فبعد موقفها " الفيصلي " النادر، اذا بنا الآن أمام وضع مختلف بعد رحيل الملك عبد الله، فاتسعت المسافات بين البلدين لأسباب سياسيه ، على خلفية الموقف من إيران و ومواجهة الحوثيين في المستنقع اليمني، وبقاء بشار الأسد في سوريا والتقارب مع "الروس"، مع أن المتغطي باميركا عريان كما يؤكد التاريخ !
الخلاف طبعا إنعكس علي مباحثات" القوه العربيه المشتركه" فماتت في المهد ، وتتضارب الأنباء عن دور مصر في هذا التحالف، مما يجعل من مقولة " مسافة السكه" التي صكها الرئيس السيسي مجرد مشاعر وأمنيات لم تختبر..!
لم ينضج العرب بعد رغم الخطوب والنوازل والمصائب التي تحيط بهم من كل جانب ..وفشلت مؤسساتهم للتعاون والعمل العربي والإسلامي المشترك التي " تجمعهم " شكلاً .. وينفق علي اجتماعاتها بلا طائل! لم ينضج الحكام ولم تنضج "الشعوب" أيضاً.. ولاأدل علي ذلك من أن جحافل السوريين يخرجون بعشرات الألوف من سوريا ليطلبوا اللجوء من " المستعمرين" السابقين ، بذريعة الهروب من الجحيم ! فماذا لو وجهت الجحافل صوب البيت الرئاسي في دمشق لدكه وإجبار ساكنيه علي التنحي؟ ماذايخيفهم وعواصف النار من ورائهم والبحر من امامهم ؟ بل وماذا لوتوجهت الجحافل صوب الجولان ( المهادن؟!) ؟ ماذا لو تحركت جحافل الهاربين المرعوبين صوب القدس؟ أي قوه يمكنها أن تبيد هؤلاء الجموع ؟ لكنها " الإراده الغائبه" والنتيجه الحقيقيه لاعتياد الخنوع امام الانظمه القمعيه ولا استثني احداً ولا حتي نفسي ايضا! عاشت الشعوب في كنف القمع سنوات طويله حتي اعتادته وتوحدت معه ، ولأنها لاتثق في قدرتها فشلت عندما ثارت" ثورات" عارمه .. فسكتت في مستهل الطريق .."أخلت" الميادين بسرعه وسلمت مصر للمجهول بعد تنحي مبارك ، و"أبقت"- المبادره الخليجيه-علي "هادي" ( نائب صالح!)في اليمن، و"جددت" الجزائر لبوتفليقه ، ولم "يسقط" بشير السودان رغم المذابح والحرب الاهليه والنظام القمعي!
يحدث في الاقصي الآن مايندي له جبين أي عربي مسلم ،فلا شعوباً ثارت ولامصراً تحركت ،ولا " السكه" قصرت، ولا تحرك عربي واحد من مكه الي طنجه ومن دمشق الي نواكشوط!! وكيف تتحرك مصر وقد كبلوها بكل ماأوتوا من قوه وتركوها تنزف نزيفا شديدا ، ربما اعطوها " ضمادات" كثيره ، لكن تركوا أوغاد العالم يحاولون افتراسها ، باعلام يصمها بالقتل وسفك الدماء،و يشكك في ثورتها وفي ارادتها الشعبيه، وتركوا سيف تهمة أو وصمة " الانقلاب" المزعومه مشرعا في وجهها ويغل يدها وقرارها، في كل محفل تذهب اليه طالبة التعاون والعمل والتعافي، لتلبية متطلبات شعب يبلغ المائة مليون وتفترسه الزياده السكانيه مع قلة الموارد واهتراء كل شيء من البني الاخلاقيه للبني التحتيه !
لماذا تختلف السعوديه مع مصر فيمتنع الملك عن زيارتها وتوأد افكار التعاون المشتركه ؟ أليس غريباً ان يكون بيت قطر من زجاج ثم تقذفنا بالحجاره ؟ لماذا تسعي قطر لاضعاف مصر وتنال منها ليلا ونهارا باعلام رديء مسموم يقدم ارضية صالحه ليبني عليها الاعداء منصات هجوم بلاهواده من الجزيره للجارديان ومن النيويورك تايمز للواشنطن بوست! ومن " كلمتي" و" رصد" إلي " العربي الجديد" و" المصريون"؟ لماذا يتباكي اردوغان علي الاقصي والقدس وهو يتباهي بقواته وقدراته ويستأسد علينا ثم يدفن راسه في الرمال ولايحرك ساكنا ومع هذا تشخص ابصار الطامحين لاضعاف مصر إليه باعتباره رجل المواقف والمباديء؟ يبكي العرب والمسلمون اليوم ويندبون حظهم لغياب أي تحرك مصري من اجل القضيه الفسطينيه ومن اجل وقف اعتداءات نتنياهو ، وهم يتناسون ان الجيش المصري-والوطن كله- يخوض معركة في سيناء ، بحكم الاتفاقيات ( المفروضه عالميا المرفوضه شعبيا) لابد ان يتفاهم فيها مع العدو الصهيوني والا ستكون المساله مسالة مواجهه مصريه - صهيونيه.. ومعركه قد لاتكون مصر مستعده لها؟يتعاطف البعض من العرب والمسلمين مع اخوان شياطين يسعون لاسقاط مصر ورئيسها ويستنزفون مصر والمصريين كل يوم بحروب وانفجارات وحرائق واغتيالات وتفجيرات ومؤامرات رهيبه لاحتلال سيناء واستنزاف للاقتصاد وتحكيم دولي خساىره بمليارات الدولارات ، وفوق هذا وذاك ازمات اقتصاديه واخلاقيه واجتماعيه طاحنه وبالجمله .. ثم يتساءلون لماذا خرجت مصر من معركة الاقصي وتركت قضية العرب المركزيه؟
لم نتعود بعد علي الاختلاف وقيمته وآلياته واساليب تحققه وكيف نتمسك بالمشتركات ، ولم نحذر من أن نقدم انفسنا فريسة ونهبا لكل خلاف نتركه يتسع ويتوغل وينتشر حتي نجد "داحس" و"الغبراء" تحكم مصائرنا من جديد!
بعد أن قرأتم : إختلفوا مع مصر ماشئتم ، اختلفوا مع شعبها واختياراته، مع جيشها و قراراته ، ومع حكوماتها وفسادها ومهازل وزرائها ، لكن مالمانع ان يكون خلافا حضارياً.. فتتلاقون و تعبرون عن اتفاقكم وعن اختلافكم من دون ان يكون هدفكم "إضعاف" مصر ..فمايحدث في الاقصي ليس له الاتفسير واحد : ان مصر ضعفت كثيراً، بل بمعني ادق : لقد أضعفتموها جدا والآن تندبون حظكم و تريدون إحياء كل قواها من العدم!