ارتفع صوتها حادا متوترا قادما من ناحية النافذة البحرية المطلة على الشارع. طلبت منه النزول بسرعة لإنقاذ شقيقه الأصغر من ايدي مجموعة من الصبية الاراذل الذين يقطنون إحدى المناطق القريبة منهم. اطل من النافذة الكائنة في الطابق الثاني. كانوا اربعة اولاد في مثل عمره تقريبا، لم يتجاوزوا العاشرة، يحيطون بشقيقه وينهالون عليه ضربا بالايادي والاقدام. تملكه الخوف. ايقن انه سيتعرض للمصير نفسه في حال خوضه المواجهة معهم. راحت امه تحثه على النزول بعصبية فاقت عصبيتها عندما كانت تذبح ارنبا وتسلخ جلده. هبط السلم ببطء. اختبأ اسفله متواريا عن الانظار. بعد دقائق عاد شقيقه الى البيت ممزق الثياب، يحمل وجهه الكثير من الخدوش والكدمات والدماء. اسرعت اليه تسعفه وتستجوبه. سألته عن شقيقه اين ذهب. لم يجب.كان يتمتم بعبارات تتوعد من ضربوه بعقاب شديد. مضت ساعات. مازال مختبئا اسفل السلم. عاد بعد ان سئم الاختباء. سألته موبخة: هربت وتركت شقيقك؟ يا جبان! صفعته بعنف. نام حزينا باكيا. كان كلما اختلف مع أشقائه عايروه بجبنه. اثر العزلة والانطواء. مشاجرة جديدة نشبت في الشارع. شقيقه أمسك بأحدهم محاولا الانتقام. أطل من النافذة. اتجه سريعا الى المطبخ. هبط السلم بنشاط. كانت السكين تلمع في يده...