(دول مصريين.. شكرا للارهابيين)

بقلم/ أسامة جلال.

لم أكن اتخيل يوما اني احب عموم المسيحيين المصريين الى هذه الدرجة.. نعم احب بعضهم كاشخاص (زملاء وأصدقاء) ولكن العموم؟ لم اكن اعلم بذلك.. فعلى الرغم من غضبي لممارسات بعضهم ومتاجرتهم بالقضية في الخارج ومحاولة اظهار ان المسيحيين في مصر مضطهدين على غير الحقيقة.. إلا ان احداث الاسكندرية الاخيرة فجرت مشاعري الحقيقية وجعلت قلبي يعتصر ألما على ضحايا اخواننا المسيحيين الذي قضوا في هذا الحادث البغيض.

وعلى الرغم من استنكاري لما يفعله المسيحيين المصريين في الخارج وعلى راسهم المدعو مايكل منير.. الا انني اكتشفت ان اختلافي هذا وغضبي لا يعدو كونه اكثر من غضب ينتابني عندما اختلف وأي من اشقائي ابناء أمي وأبي.

وبرغم بغضي من محاولات بعض المسيحيين استعطاف الغرب واظهار المسلمين على انهم همج وغوغاء لكسب التعاطف الدولي والانتفاض مع اي كلمة ضد مسيحي.. بينما المسلم يعذب ويهان ويسجن بدعوى انه من الجماعة او الاخوان او الاشقاء او ابناء العم.. الا انني تأكدت ان هذا شعور مؤقت لا يمكن تعميمه او الاستمرار عليه.   

ان ارتباطنا ببعض في مصر مسلمين ومسيحيين ارتباط اسري وعائلي فعلا.. وطني وقومي.. ديني ايضا وعاطفي.. وارتباط المسلم بالمسيحي في مصر فعلا ارتباط ازلي وابدي ليس له الا ان يظل قائم ووطيد.

فشكرا لاعداء مصر الذين وحدونا وبصفة شخصية جعلوني اتيقن من حبي لاخوتي الاقباط المصريين الذين نويت ان ازور كنيستهم في الكويت واقدم لهم التهنئة بعيدهم السعيد يوم الخميس القادم بعد ان تلقيت دعوة من الكنيسة لحضور القداس قبل الحادث بيوم واحد.

واذا شاء الله رب العالمين وكان في العمر بقية فسأذهب لأهنيء كل المسيحيين بعيدهم المجيد.. وسأحرص على ذلك بعدما كنت افكر ان اذهب فقط اذا ما توفر الوقت.. اما الان فسألغي كل الاعمال لتقديم التهنئة بالعيد لهؤلاء الاخوة الاشقاء في الدم والتاريخ.

بالله عليكم ماذا استفاد اصحاب العمل الاجرامي في الاسكندرية من قتل 21 شخصا وجرح اكثر من 80 آخرين.. هل اسعدهم ان يروا الدماء تسيل وتلطخ مبنى الكنيسة والمسجد.. هل  كان المشهد مفرحا في ان يروا العظام تنسف والاشلاء تتطاير؟؟ ما هي السعادة التي يجنيها السفلة والحقراء من قتل سيدة واربعة من ابنائها دفعة واحدة.. بماذا افادوا البشرية؟!

هل من الجميل ان تشاهدوا الرجال تبكي والنساء الثكلى والاطفال اليتامي.. يا مجرمين يا حقراء يا اعداء الاسلام ومصر والانسانية.. وهل هكذا تستطيعون ان تقلبوا ابناء مصر على بعضهم.. يالتفكيركم الساذج المريض.

ان من قتلتموهم مصريين.. مصريين.. مصريين.. واصبتوا بفعلتكم قلب الاسلام قبل ان تصيبوا كبد المسيحية.. فان كنتم شجعانا ما استترتم خلف حزام ناسف او عربة مفخخة ولأعلنتم عن انفسكم وجاهدتم وحاربتم وجها لوجه ولكن هكذا هم الجبناء دوما يتلحفون الظلام ويستترون خلف افعال قذرة وضيعة.

من قتلتوهم هم اخواننا واحبائنا واهلنا ومهما فعلتم سيظلوا كذلك ومهما انساق الى افعالكم الخبيثة البعض ومهما غُرر بالبعض من مسيحيين ومسلمين ستظل مصر الله حاميها وسيظل كل مصري محب لابن مصر.. نعم نختلف ونتعاتب وقد نتعارك ولكننا سنظل اخوة ولن تستطيعوا ان تفرقونا باذن الله.

يا معشر الارهاب الخبثاء.. قد تنجحوا في تفجير قنبلة او قتل نفر او انفار او مجاميع.. وقد تستطيعوا ان تزعزعوا بعض افئدة الضعاف.. وقد تتصدر اخبار اجرامكم صفحات الصحف وتستحوذون على العناوين الرئيسية لكنكم مهما فعلتم لن تستطيعوا ان تنزعوا منا الوازع الديني المسلم الاصيل الذي حضنا على السلم والتعاون والمحبة.. ولن تستطيعوا مهما فعلتم ان تفرقوا بين المسلم والمسيحي في مصر لانهم شربا من ماء النيل سويا.. وهزموكم في اكثر من معركة وفي حرب 73 سويا.

يامعشر الخبثاء الجبناء.. لقد اخطأتم الهدف هذه المرة تماما.. فشكرا لارهابكم البغيض الذي اظهرنا على حقيقتنا.. وعن نفسي شخصيا لاول مرة اكتشف كم انا كمسلم احب اخي المسيحي المصري.

افعلوا ما تفعلوا واقتلوا امام كنيسة او مسجد.. فالدماء اختلطت وسنظل نحب بعضنا لاننا من بعض .. وبعضنا من كل.. وكلنا واحد.. واحد.. واحد.. ومن قتلتموهم ليسوا مسيحيين.. (دول مصريين).. فافهموا يا اعداء انفسكم قبل ان تكونوا اعداء مصر وشعبها العظيم.