بورسعيد العشق والهوى

بقلم عبد المنعم السيسي

aalsisy@hotmail.com

بورسعيد .. هذا الاسم الذي يجري في شراييني مجرى الدم وله في قلبي الكثير والكثير من مشاعر الحب والعشق ومهما قلت وكتبت عن بورسعيد لن اوفيها حقها مهما طال بي العمر ولم يكن هذا حالي لوحدي بل حال كل ابناء بورسعيد فهم دائما متهمون بالتعصب والانتماء الشديد لبورسعيد واقول لمن يتهمنا بذلك انها اشرف وانبل واسمى تهمة بان يكون الانسان متعصب وشديد الانتماء لبلده واقول لهم لو جربتم التهجير من بيوتكم نتيجة الحرب والعدوان لاحسستم بما يحسه ابناء بورسعيد تجاه بلدهم البالسلة التي استطاعت بكل قوة واستبسال ان تصمد امام المجرمين في العدوان الثلاثي وتمكنت بفضل من الله اولا ثم بعد ذلك بفضل رجالها ونسائها وشبابها وفتياتها ان تسطر اسمها بأحرف من نور في التاريخ المعاصر وتعرضت لما تعرضت له في 67 وكذلك في حرب اكتوبر 73..  فتاريخ بورسعيد مليء بالحروب والدفاع عن البوابة الشمالية لمصر .. وعلى الرغم من بعدي عن بورسعيد الا انها لم تغب لحظة واحدة عن عقلي ووجداني واشعر بالفخر والعزة والكرامة اثناء حديثي عن بورسعيد .. واتذكر يوما كنت مدعو عند احد المسئولين في الكويت في مناسبة ما وكان يجلس بجواري القنصل البريطاني في الكويت في ذلك الوقت وتناولنا اطراف الحديث وكم كنت فخورا وانا اتحدث بورسعيد وعن موروهاوس ذلك الضابط الانجليزي الذي تم اختطافه على ايدي رجال المقاومة الشعبية وتم اخفائه في بير سلم عمارة الدكتور هلال والتي تحولت فيما بعد الى فندق نيوهاوس الملاصقة للبيت الذي نشات فيه على ناصية شارع احمد عرابي وابراهيم سالم .. وكم كنت فخورا وانا اتحدث عن المقاومة الشعبية البورسعيدية والذي كان والدي رحمة الله عليه احد اعضائها وكيف اختاروا المكان الذي كان فيه موروهاوس وشاهدته بعيني قبل ازالة المنزل وشاهدت ايضا السلاسل الحديدية التي كان مقيدا فيها قبل ان يموت في هذا المكان .. الحديث عن بورسعيد يجرنا الى كتابة مجلدات ومجلدات عنها ولا تكفي وقد لا استطيع الوفاء بحق هؤلاء الابطال من ابناء بورسعيد الذين ضحوا بحياتهم من اجل نحيا نحن وضحوا بدمائهم من اجل ان تبقى بورسعيد ومصر الام  .. بورسعيد ايها السادة تستحق منا ان نستشهد من اجلها عشرات المرات لكي تبقى وتبقى رمزا للشجاعة والبسالة والحرية فتلك المشاعر والاحاسيس لن تموت ابدا في قلوبنا مهما طال بنا الزمن ..

وبقدر هذا العشق الابدي وهذا الحب العفوي ارى قلبي يعتصر الما وعيوني تذرف دما لما وصلت اليه الاحوال في بورسعيد وشوارع بورسعيد التي تتلألأ فقط في زيارات المسئولين ... ولا اريد الحديث عن تلك الاوضاع التي هي لب الموضوع في الاساس ولكن دعونا نعود بالذاكرة الى السبعينات عندما كنت في المرحلة الاعدادية وكنت ضمن الطلبة الذين يشاركون في العرض السنوي الذي كان يقام في ملعب النادي المصري وكم كنا في قمة الالتزام لكي يخرج هذا العرض بالشكل اللائق حبا في بورسعيد وعشقا في ترابها على الرغم من صغر سننا في ذلك الوقت..  واتذكر المواكب التي كانت تسير في شوارع بورسعيد وتشارك فيها الفرق الشعبية والحكومية بما فيها الخيالة والشرطة والموسيقى العسكرية وفرقة الفنون الشعبية .. كم كانت هذه الاحاسيس جميلة واكثر من رائعة .. ومع هذه الاحاسيس دعوني اتساءل اين ذهبتم ايها المسئولين بمتحف بورسعيد المجاور لديليسبس هل هي محاولة لطمس تاريخ بورسعيد ؟ كلا والف كلا لم ولن يستطيع انسان ان يمحو هوية وطن واحساس مواطن وبالمناسبة الا تستحق بورسعيد ان يكون مطارها دوليا كغيره من عشرات المطارات المصرية التي لم نكن نسمع عنها من قبل ؟ التساؤلات تتزاحم في افكاري ولكن اقول يا بورسعيد دمتي حرة ودمتي باسلة ودمتي ابيه برجالك الشرفاء وابنائك الاوفياء تحية لك من كل قلبي في يوم عيدك يا بلدي يا اغلى بلد .