الانتحاريون صعدوا ل( النساء) ونسوا الفياجرا!
------------------------------------------------------
بقلم : محمود الشربيني
------------------------------
قبل أن نقرأ: "لو أننا استيقظنا في الصباح ووجدنا أن الجميع أصبحوامن نفس السلالة والعقيدة واللون لاخترعنا أسبابًا أخرى للتفرقة قبل حلول المساء".الجمله البليغه موقعه من الأديب الكبير جبران خليل جبران.
*******************
لم يٌصّلِ شادي ومازن وأنا صلاة الجمعه الماضيه في منطقة الصوابر بدولة الكويت..وإنما صلينا في مسجد "المهنا" في منطقة السالميه..صلينا وغادرنا وعدنا لبيتنا القريب من المسجد، ولأنه العام الأول لشادي صائماً( 6 سنوات فقط) ، فإنه نام بجانبي ، دون أن نعلم معاً أن أطفالاً آخرين مثله سقطوا ضحية الإرهاب الغادر فى مسجد الإمام الصادق! إستيقظنا دامعين باكين بحرقه على تفجير الإنتحاري نفسه في مسجد الصادق، المكتظ بالقائلين: لا إله الا الله!وبينما جموع الراكعين الساجدين يكادون ينتهون من الركعه الثانيه، إذا بهذا الموتور الممتليء جهلاً وغباء يدخل علي مسلمين مثله، وموحدين مثله، ولايختلفون معه في شيء، سوي في بعض العبارات والاوصاف في الدين، فيعلنهم أنه يريد ان يسرع الي اللحاق بالافطار مع نبي الرحمه محمد صلي الله عليه وسلم بتفجيرهم وقتلهم !
الإنتحاري يسارع بالإنتحار ونحر المسلمين، متوهماً أنه سيفوز بلقاء النبي محمد ، وربما بالحور العين ال72 اللاتي يوعد بها المفجرون ، ليسهل إخراجهم من "الدنيا" إلي "الآخره" بسرعه بل وبأسرع وأسهل الطرق،ومن دون نقاش وهي طريق اللذه والمتعه ، فيقال لهم : "ادبحوا يدبحون.. فجروا يفجرون.. أقتلوا يقتلون وبعدها يفوزون بالحور العين! ويسخر منهم مغردون علي تويتر، ورسامو كاريكاتير فيقولون لهم : نسيتوا تاخدوامعاكو الفياجرا"!
خطورة ماجري في الكويت هو أنه رساله شديدة الوضوح ، أن المؤامره علي العالم العربي باتت مؤكده تماما..فالكويت دولة صغيره تبني تاريخها ومكانتها بين الأمم الكبيره بمواقفها الكبري ،هذه دوله مشغوله طوال الوقت بمساعدة الاخرين.. أميرها يتوج منذ عامين تقريبا بلقب أمير الانسانيه ومبادراته الانسانيه لم تتوقف منذ أن بويع اميراً لدولة الكويت في العام 2006.. فقد أدرك حاجة الدول الفقيره للدعم والمساعده حينما ارتفعت اسعار الاغذيه العالميه ، فانشأ صندوق الحياه الكريمه..واستفادت منه حوالي 16 دوله عربيه تقريبا.. ثم بادر بمساعدة لاجئي سوريا وعقد 3 مؤتمرات لهذا الغرض جمعت مليارات الدولارات لمساعدة هؤلاء النازحين واللاجئين في شتي الدول التي نزحوا اليها ..وفوق هذا وذاك لم تتوقف ذراع الكويت اليمني عن تقديم المساعدات الانمائيه والاغاثيه والقروض الميسره والمنح والمعونات الفنيه لحظة عن العمل، وإنما ينطلق الصندوق الكويتي للتنميه ليعمل في كل الانحاء ، ووصل عدد الدول التي يتعاون معها الي أكثر من مائة دوله!
قمم أقتصاديه ثلاث عقدتها الكويت لدعم الدول العربيه، والدول الافريقيه، وحتي دول القاره الآسيويه.. من دون أن تشتري صحفا عالميه تطنطن لها، مثل الجارديان والنيويورك تايمز او فضائيات كالجزيره ونحوذلك.
بلد مشغول بهذا القدر من الشراكه في التنميه وتقديم الدعم والمساعده للمحتاجين، ولايعاني أزمة كراهيه ولاتطرف ديني بالقدر الذي تعاني منه مصر " حسن البنا وسيد قطب وصالح سريه وشكري مصطفي " الخ ولا يعيش ازمة أو صراعاً سنياً شيعياً ، ولم تحدث فيه حوادث بشعه، مثل حادثة حسن شحاته وعائلته في مصر، التي يحاول المتطرفون تغيير هويتها المتسامحه الي بلد متخم بالعنصريه والارهاب الديني ومعاداة الاقليات وتفجر الصراع الديني والمذهبي!
بلد كالكويت ، يصل فيه 9 نواب شيعه الي البرلمان ،واول وزيره فيه كانت من الشيعه، وهي الدكتوره معصومه المبارك، وكانت أيضا من أوائل النائبات في البرلمان في العام 2006 ، وقد رشحها لدخول الوزاره سياسي كويتي كبير سني المذهب،كان رئيساً سابقً لمجلس الأمه. كيف توجد في هذا البلد مشكلة طائفيه بين سنته وشيعته؟ كيف وقد كان درس إغتصاب أرضه علي أيدي صدام حسن حاضراً في الاذهان طوال الوقت، فالغزو الصدامي لم يفرق بين سني وشيعي. ووعي الكويتيون الدرس ، ولم يدخلوا ابدا هذا النفق المظلم.
مالذي يراد الان للكويت؟
عندما استيقظت من النوم عقب الانفجار ، ونظرت الي الخريطه ، أدركت الهدف.. إسرائيل غارقه في سنوات العسل، و سوريا مشتعله والعراق يحترق، ولبنان "المنكوب" بالانقسام يطفيء- في نفس التوقيت- محاولة "داعشيه" مماثله للغدر به، كما غدروا بالكويت! بينما الحوثيون لايزالون- رغم دك المعاقل والمتاريس التي يتمترسون بها في اليمن.- يقبضون علي السلطه!
ووجدت الصومال يزداد تفسخاً علي ايدي المليشيات المتأسلمه، وارتريا تعاني الويلات واوجادين لايزال ينزف، والسودان يصارع خطر انقسام جديد، والدواعش يصلون لقلب المساجد الشيعيه في السعوديه، قبل اسابيع قلائل فيسقط الجرحي والقتلي، ومصرتكتوي بنير إرهاب الاخوان والجماعات المتأسلمه، منذ اسقاط حكم محمد مرسي المدعوم أميركياً وأوربياً ، وليبيا منقسمه تكاد تقترب من حرب أهليه.
في نفس اليوم كانت مذبحه تجري في تونس التي كانت خضراء .. تونس كانت أخذت في التعافي، واتجهت رويدا رويدا نحو الاستقرار كدوله مدنيه ديمقراطيه، فكانت المذبحه لها بالمرصاد لضرب الاستقرار والسياحه!
لاتوجد دوله عربيه آمنه وغير مستهدفه باستثناءات قليله ( المغرب والجزائر) فربما لم يحن وقتهما بعد .. أما موريتانيا فكان الله في عونها، وجيبوتي كذلك، فهي علي شفير الهاويه!
لكن مغزي ضرب الكويت واستهداف استقرارها الان وهي الامنه المستقره، هو الذي ينبيء لنا عن ان المؤامره تتشكل وتتبلوربالفعل!
لاتوجد ازمه طائفيه في الكويت، ولاتوجد احتقانات سياسيه تؤدي الي تأزيم واشتباك بالنار والدم والبارود.. لايوجد صراع مذهبي او ديني اوفكري او تطرف سياسي يغذي مثل هذه البراكين المحمومه!
انها الرساله ايها الساده . سنأتيكم من حيث لاتتوقعون .. لن تنعموا بالاستقرار أو بالراحه وسنقض مضاجعكم ونحرق الاخضر واليابس من اجل تحقيق الغايه التي أنشيء تنظيمنا لاجلها!
بعد أن قرأنا : باطمئنان فإن ماخلقوا لاجله هو تدمير الامه العربيه والاسلاميه،و بايدي عرب ومسلمين.. ومن هنا كانت نبوءة جبران!
تفجير الكويت رساله " خطيره".. لماذا استهدفت الكويت" و لم تستهدف قطر مثلا؟أو دبي او ابوظبي او سلطنة عمان ؟ لماذا الكويت؟ انهم يريدون أن ينفرط عقد التسامح المذهبي والكويت بداية حلقة السلسله!