عندما اقتربت منهما طلب من صاحبه بصوت مسموع لم يجتهد في خفضه أن يذهبا بعيدا عن هذه العارية الفاجرة. كانت ترتدي ثوبا قصيرا، عاري الذراعين والصدر فبدت كعروس في غرفة نومها. لم تكن ملامحها توحي بأنها عربية او تفهم شيئا من حروفها. لو سمحت. قالتها موجهة خطابها اليه. اربكته المفاجأة. وقف صامتا مذهولا. تابعت بعربية خالية من الركاكة: يبدو من جلبابك ولحيتك انك مسلم. فهل علمك الاسلام ان تتهم الناس بالفجور والخلاعة؟! واصل صمته، وواصلتت حديثها. راحت تكلمه عن سماحة الاسلام والمرأة التي كانت تصلي وتصوم ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال عنها النبي محمد هي في النار.
حدثته ايضا عن المراة التي دخلت النار في هرة حبستها وعن المراة البغي من بني اسرائيل التي دخلت الجنة في كلب سقته... كان منبهرا بحديثها. راح يتصبب عرقا رغم برودة التكييفات في السوبر ماركت الراقي. انصرفت دون ان تنتظر منه جوابا. مضى مع صاحبه ومازال حديثها يتردد في اذنيه.شعر برغبة جارفة في لقائها مرة اخرى. راح يتردد على السوبر ماركت في الموعد الذي التقاها خلاله اول مرة. ظل اسبوعا يتردد على المكان دون جدوى. في احد الشوارع الجانبية الهادئة بتلك المدينة الاورويية الساحرة التقاها مصادفة . اعتذر لها عما قاله عنها لصاحبه. قبلت اعتذاره.
 
 تواصلا عبر الهواتف الذكية. طلبها للزواج. ضحكت. قالت: سأوافق بشروط. قال متلهفا: قبلت شروطك. قالت: لن اغير طريقة ملابسي، وستحلق لحيتك وتخلع الجلباب وترتدي القميص والبنطال. تزوجا. كانت منبهرة بوسامته وأفكاره. بعد عشرة اشهر كانا يستقلان الطائرة الى احدى دول الربيع العربي للانضمام الى احد افرع التنظيمات الداعية الى دولة الخلافة...