معسكر " نادر"! (1)بقلم : محمود الشربيني
------------------------------------------------
قبل أن نقرأ: هل كان صواباً من جانبي أن أوافق بعض من أقدرهم وشرفوني بقراءة مقالي السابق، المعنون ب" إتشفوا فينا.. كويس" علي بعض ماذهبوا اليه، من وصم لبعض من وردت أسماؤهم في المقال باتهامات معينه؟ لاأدري لماذا تذكرت في تلك اللحظه ، الدكتور زكي نجيب محمود! كان ينعي علي طبقة المثقفين ، تأثرها برجل الشارع ، وإنقيادها له،وربما ممالأته، خوفاً أو طمعاً.
إعتذرت لأستاذي الدكتور زكي نجيب( رحمة الله عليه)..كما أعتذر منكم الآن ، فما كان واجباً أن أتفاعل مع " البعض"بالطريقه التي فعلت! ..كان ممكناً أن نتناقش ، كان ممكنا أن نوسع دائرة الحوار ، حتي إذا ضغطت علي "علامة like" ، يكون ذلك تعبيراً عن قناعتي وموافقتي ، وليس لإخبار البعض أنني قرأت التعليق ولم اتجاهله! هنا تكمن الإشكاليه.. فلعل مخاوفي من إتهامي بتجاهل قارئي هو ماتسبب في ذلك، وهو شعور يغضبني كثيراً،عندما يتسرب إليّ ..فأنا من مدرسه تؤمن يقيناً بأن القارئ على رؤوسنا من فوق ، وهو السيد الذي نسعي اليه ونتشرف بالكتابه له.
*****************
لم أقل أن "البرادعي" خائن،ولاأجرؤ أن أتهم مصرياً بالخيانه، لمجرد أنني أخالفه في الرأي.. لكن الإخوان "كاذبون" و"مفسدون" و "قاتلون" و" خائنون" بمعايير التخوين في زمننا الحالي.
يقسو بعضنا على البرادعي بكلمه، أو بنكته، أو بتغريده، وأري أن نختلف معه بتحضرك ..لكن دعونا من التخوين، ودعونا من السب والبذاءه فكلنا مصريون ، حتي "الاخوان" لايوجد نص في الدستور أو في القانون ينزع عنهم هذه المصريه وتلك المواطنه، وإنما ينزعها عنهم الشعور القومي العام.. والإحساس العارم بالغضب من إستخدام العنف بضراوه شديده.
في معسكر البرادعي يقف كثيرون وكثيرات..لاأدري هل كانوا إخوانا " متخفين" أم انهم ليبراليون إلي حد انهم يقبلون بالإخوان نكاية في العسكر(يين)!
لكن "معسكراً أخر يعنيني ويغريني أكثر بالتأمل والتفكير ..معسكر" نادر فرجاني". العالم والمفكر والباحث في علم الإجتماع السياسي،وكثيرون كانوا ينتظرون تقرير "التمنيه البشريه" السنوي الصادر عن الجامعه العربيه، لمساهمته في إعداده، ول" النّ&<619;فَس" الخاص الذي كان يمنحه له ،باهتمامه بقضايا الفقر والبطاله والتخلف وحقوق الإنسان.
"نادر" إختار بعد الثلاثين من يونيو أن يقف في معسكرٍ آخر وأن يذهب بعيداً! وكان قد أعد قبل أشهر دراسه مهمه جدا..جدا، عن ماجري في مصر،سواء من الجيش( العسكر) أو من " الإخوان".. منذ سقوط حسني مبارك..تمنيت لو فتح حولها حوار مجتمعي عام لنبحث فيما إجتهد فيه وكان بوضوح ناقدا للعسكر( يين) ومعريا لعيوب كثيره لايستطيع منصف، مالم يكن لديه رد عليها الا أن يحييه عليها ، إن لم ينحاز الي رأيه ويتخندق معه في معسكره.
"معسكر نادر فرجاني"محترم ، رغم خلافي مع ماذهب إليه في مقارنته بين مبارك والسيسي(!!)، ورؤيته ( المتعسفه) بأن السيسي تفوق علي مبارك فيما ارتكبه من جرائم!!ففي رأيي المتواضع أن هذا تجاوز شديد.ولذا حاورته علي صفحته بعد ان كتب مايلي:
"التعليق الذي تجنبه رئيس مصر حول فضيحة جهاز الكفتة الوهمي بمناسبة إنتهاء جميع المهلات لتقديم العلاج بلا جدوى
للخلفية لمن لا يعرف، فمصر، في واحدة من أبشع جوانب تركة الحكم التسلطي الفاسد، الذي يعيده الحكم العسكري الآن بصورة أشد فداحة، تعاني أعلى معدلات الإصابة بالمرض الخبيث في العالم كله (أعلى من 14% بالمقارنة بحوالي 2% في الصين مثلا). ويقدر عدد المصريين المصابين بالمرض المأساوي بخمسة عشر مليونا. ولكن بالنسبة لمن كانوا يخططون لحملة عبد الفتاح السيسي الإنتخابية وهو وزير للدفاع، شكلت مصائب هؤلاء المواطنين المساكين مجرد فرصة لإقتناص 15 مليون صوت مؤكد إن أعطوا أملا في علاج نهائي ورخيص. ولذلك اطلقت ماكينة الخداع العسكرية في حضور وزير الدفاع السابق، والرئيس الحالي، خديعة الإختراع الوهمي, غير عابئين بالتلاعب بعواطف ومصائر خمسة عشر مليونا من المواطنين. وبعد تكشف الخديعة ظلت القوات المسلحة تدعي زورا صحة الجهاز ولكن تماطل في بدء العلاج حتى قاربت المهلة الأخيرةالتي طلبوها على الإنتهاء خلال أيام قليلة، ومن ثم كان لزاما على الرئيس أن يتعرض للموضوع في حديثه الأخير. وبتوظيف الخيال العالمي كان يمكن نظريا تصور موقفين:
1- رئيس مستقيم وصالح: أعتذر للشعب المصري عن الإختراع الوهمي الذي أعلن عنه حين كنت وزيرا للدفاع لمعالجة فيروس سي. وقد وجهت بتقديم من زعم إختراع الجهاز ومن منحه درجة اللواء في جيش مصر العظيم إلى المحاكمة العسكرية. وعلى سبيل الإعتذار العملي، أمرت القوات المسلحة بتقديم مليون جرعة من أفضل أدوية معالجة المرض للمواطنين الراغبين.
2- رئيس مصر الحالي: أناشد شركات القطاع الخاص إتاحة "ماليون" جرعة لعلاج فيروس سي بأسعار مخفضة:
متى تحصل مصر على رئيس من الصنف الأول؟
من المدهش والصادم حقا أن شخصا قضى جل عمره، منذ الرابعة عشرة، في القوات المسلحة يتسم بكل هذه المراوغة والخداع والتحنن المصطنع بدلا من سمات رجال الجيش المعهودة في الصرامة والصدق والاستقامة.
تعليقي: أتفق معك د.Nader تماما في وجوب الاعتذار العملي والمعنوي للمصريين وأختلف معك فيما إنتهيت اليه من تحميل الخطيىئه كلها الي السيسي ومراوغته هو - حملته- ودغدغتها مشاعر الناخبين.
أحري بنا جميعا أن نحتشد ونقدم بلاغا "م ل ي ا ر ي اً - مالياريا لا ماليونيا فقط- للنائب العام ضد مبارك ونظامه ووزرائه بتهمة القتل العمد للمصريين عبر الإهمال الجسيم لصحتهم وتردي كل الخدمات الصحيه والغذائيه ومياه الشرب والنظافه ووجب علينا القصاص منهم بحسم
هذا هو الاتهام الحقيقي الذي لايجوز معه اي اعتذار
والنظام الحالي يكون شريكا في الاتهام اذا لم يساعد علي توجيه مثل هذا الاتهام تمهيدا للقصاص.

Nader Fergany محمود: أتفهم وجهة نظرك من دون إبراء السيسي، فهو كان في تقديري حاكم مصر الفعلي منذ يناير 2011، ونظامه إمتداد ابشع لنظام مبارك. المسئولية تضامنية إذن في نظري، ولكن جرم السيسس اكبر.
ردي):دكتور نادر: أما عن إبراء السيسي فلا أظن أن لديه أحدا قادرا علي تبرئته من أي شيء .. فالرجل لم يختر رجالا يستطيعون ذلك سواء كان عامدا او عاجزا .. ذلك خطؤه وتلك خطئيته ومصيبتنا ايضا لذا فأنا لست مهتما بتبرئة من ترك أدوات عمله ونحاها جانبا - وهي الشعب ورجال العلم والفكر والوعي في مصر- واختار أن يعمل منفردا ..( وحتي لو أجبر!) لكن الرجل الذي يترك وزراءه يهينون الشعب من محافظ سليط ومتبجح الي وزير ظلم حملوه زورا حقيبة ( العدل!) الي وزيرة العشوائيات التي حملت مسئولية انتاج وتكاثر هذه الفظائع ( العشوائيات) الي الصعايده الخ فهذا رجل يخطيء في حق نفسه كرئيس أولا قبل أن يخطيء في حق شعبه
لايهمنا إبراء السيسي ولانظامه ولكن فكرتي التي انطلق منها هي أنه حتي اذا كان السيسي يحكم منذ 2011 فكيف يتحمل مسئولية وصول نسبة تفشي فيروس c بكل انواعه الي هذه المعدلات الرهيبه ؟ انها 4 سنوات عاصفه مليئه بالحرائق والدماء والاغتيالات والحروب من سيناء الي سرت ومن التحرير الي اليمن انها سنوات مليئه بدمار مصر من نوع خاص علي ايدي ابنائها
اصابع العالم لعبت في دول عربيه فاحرقتها،حاولت اللعب في مصر باستخدام "ارهاب الاخوان" ولم تنجح بعد
فاذا كان الجيش اوقف هذه الاصابع حتي الان فهذا انجاز، وإن كان اخطأ عندما تلاعب- شانه شان السياسيين بالكلمات والتسريبات وافتعال الازمات والهاء الناس عن القضاياالرئيسيه لكي يتسيد علي الجميع-لكنه مثله مثل مؤسسات مبارك ، فيه فساد ،نعم لكن مازال فيه شرف وتضحيات وحمايه لمصر وللوطن وفيه قيادات، مثلها مثل قيادات الشرطه..
لكن السؤال : سوء الحكم في 4 سنين هل يعادل ويثمر سيئات تقارن بسيئات سنوات مبارك الثلاثين؟و هل كانت سيئات في الصحه ومياه الشرب والغذاء والخدمات والتعليم؟
ان سياسات مبارك لاتزال مستمره ومحبي السيسي يقولون انه يقاومها،بما في ذلك تحديات وامتيازات" السلطه( او السَّلَّطَه) القضائيه،كما يسميهاوالتسميه هنا المستشار الجليل الاستاذ حنفي....( ولم أستأذنه في ذكر اسمه كاملا)
-------------------
وختمت بقولي:أحب الحوار معك فلاتضق برأيي ياصديقي.
Nader Fergany محمود:لا أضيق بالحوار معك. فقط إسال نفسك من يعيد نظام مبارك بأبشع صوره، ويبرئ جميع مجرميه؟
رددت بقولي:
افكر كثيرا في الجمله: هو النظام سقط ولا ماسقطش؟ هل سقط نظام مبارك بتنحيه وسجن رموزه بعض سنين؟ ام ان ذلك كان جمله اعتراضيه في نسق مستقر ومستمر؟ هل سقط نظام مبارك لكن احد المتنفذين في نظامه يعيد الان انتاجه؟ ام ان النظام لم يسقط وان السياسات مستمره برجال آخرين؟
رايي أن السياسات المباركيه مستمره.ومن أسف أن مصر منحت "السيسي" لحظة تاريخيه ليصنع اسمه ورسمه لكنه لايزال يعيش في جلباب مبارك!
هو لايعيد انتاج نظامه هو يعيش فيه وعلينا ان نقل له: اخطأت ويجب ان تصحح مسارك وهذا هو الطريق
اما القضاء الذي يبريء او يدين أي توجيه او ماشابه فمن اسف أننا إن قلنا هذا عنه لن نبقي لنا شيئا ونفس هذا القضاء هو الذي يبريء ثواراً، ويقضي بعدم دستورية قوانين انتخابات، ويفصل في قضايا الناس، مع إقرارنا بعوار هنا وفساد هناك.
بعد أن قرأنا: إكتفي الدكتورNader بجملته السابقه "محمود، لا أضيق بالحوار معك...!ولاازيد علي ذلك، فتلك صوره حيه ، نقلتها لكم من " معسكر نادر فرجاني".....