كان منهمكا في ارتداء ثياب الخروج عندما جاءه صوتها من الغرفة المجاورة يسأله: امتحان الرياضيات للولد غدا. هل ستشرح له شيئا ام ارسله الى جارتنا مدرسة الرياضيات؟
 
قال مستعجلا: لدي موعد مهم. دعيه يذهب اليها. كان معتادا ان يشرح له قبل كل امتحان ما صعب عليه فهمه في هذه المادة. كان يتوتر.

 ينفعل. يعلو صوته. يتهمه بالغباء . وأحيانا يلكمه بقبضته او يقذفه بأقرب شيء يجده الى جواره.
 
غاب ساعتين لدى جارتهم وعاد. وجد اباه كعادته يقرأ الصحيفة ويتابع التلفزيون. اتجه الى امه. همس في اذنها. ضحكت، ولم تعلق. سألها تاركا الصحيفة جانبا: علام تضحكين؟ قالت متخذة طريقها الى المطبخ: لا شيء. اخبرك لاحقا. اخر الليل قالت وهي تحاول كتم ضحكتها: الولد أبلغني انها المرة الاولى التي يفهم فيها درسا في الرياضيات.
 
 عض على شفتيه ونام. أعلنت النتيجة. كانت درجته في الرياضيات أقل درجاته على الاطلاق...