إتشفوا فينا.. كويس!بقلم : محمود الشربيني

------------------------------------------------------

قبل أن نقرأ: عبد الرحمن الأبنودي مازال حياً بيننا:

 //جاى الرصاص من فوق وجاى من تحت//

//ثابِت قصاده لا راح ولا روحت

//تقع شهيد وتقف مع الشهدا

//عيون بتتدحرج على الأسفلت!!

//رحمة الله على شهداء مصر.

******************************

وكأنه كان بجوارهم أمس، وكأنه كان يغسلهم بقصيدته، ويكفنهم بأشعاره،ويغطيهم بكبرياء الوطن.يقف الأبنودي إلي جوار شعبه، وينزف مثله، بقلب فنان موجوع وعقل واعٍ وضمير حي، يقدر قيمة الدم والتضحيات التي يقدمها المصريون في حربهم ضد الإرهاب، بينما لم نسمع صوتاً واحدا لدعاة الحريه والحق في الحياه والمتشدقين بالدعوه الي الإبتهاج بها والإصرار علي التحقق فيها. لم نسمع صوتاً لمن " ولولوا" حزنا وكمداً- وكنا مثلهم نبكي!- علي ضحايا " رابعه والنهضه ،ولكن بكاءنا كان بكاء من نوع آخر .. بكاءٌٌ مرير حزنا علي من أسلموا عقولهم وقيادهم لشرذمه من المتاحرين بدم الوطن، والحالمين فقط بالوصول إلي السلطه لتحقيق أهدافهم في السيطره علي الأمه ، وبعث الخلافه الإسلاميه فيهامهما كلف الامر من دماء ومجازر .بكينا لأن هؤلاء الضحايا إرتدوا أحزمتهم الناسفه وفجروا أنفسهم لأجل أمثال محمد بديع ومحمد مرسي والبل( ط) اجي وحجازي ، وكل من هدد بحرق مصر.. وصدقوا أن هؤلاء هم أولياء الله الصالحين!

بكينا ولازلنا نبكي علي أرواح أهدرت من دون ثمن ، وفهم منغلق للدين ، لم يرق لدي عاقل منهم لفهم دعاة الإنسانيه ووعشاق الحياه الحقيقيين.. أنسيتم المسيح الذي أمركم بأن تحبوا أعداءكم ؟ عذراً.. نسيت أنكم قوم مؤمنون لا تستشهدون بالكفار.. حتي ولو كانوا من الأنبياء !!أنسيتم   مارتن لوثر كنج؟ أنسيتم المهاتما غاندي ، الذي فضل ان يدفع حياته هو ثمنا وافتداء لارواح مواطني بلده ،وحتي لايسقطوا في اتون حرب أهليه لاتبقي ولاتذر؟ ألاتدلوني علي أي دين يأمركم بقتل الارواح وسفك الدماء وأغتيال  البشر في وضح النهار.. من دون أن يرتكبوا اثما ولاجريره؟ وهل من البطوله قتل الناس وتصفيتهم هكذا وهم عزل من السلاح وليس لديهم مايدافعون به عن أنفسهم؟

- من أي دين أنتم ؟ من أي أرض جئتم ؟ من أي معين فكري وديني شربتم ؟ واذا كان مفهوماً ان تقبلوا وانتم الجهلاء وانتم القتله وانتم السفاكون إسالة هذه الدماء الساخنه لتروي أرض مصر ، التي شربت من قتلكم وجرائمكم حتي فاضت أراضيها وشكا ترابها جريان أنهار الدماء فيها فروت الصحاري والجبال والأخاديد، فكيف بالمتشدقين بحق الحريه والحياه والفرح للناس؟ قبل أيام ملأ الدكتور البرادعي الدنيا ضجيجاً وعجيجاً عما اسماه في محاضرة له ب" الخروج الكريم لمرسي".. وتوقفت عند العباره طويلا .. وفكرت في مناقشتها منفرده، وقبل أن يسقط من أهلي ومن ناسي ومن شعبنا شهداء جدد علي أرض مدينة العريش التي تخضبت بالدماء ..كنت أريد أن أسأله إلي متي ستظل تكرر هذا القول المعاد عن خروج "كريم" لمرسي.. فالرجل لم يكرمنا وانما باعترافك أنت " أقصانا" وفي الاقصاء وحده إهانه ، وفيه أيضا إشاره ودلاله إلي أننا لو كنا صبرنا أكثر مما صبرنا ، لربما كانت شوارع مصر وتحديداً شوارع مدينة نصر تجري فيها الدماء أنهاراً.

ألا ينزف قلبك يادكتور برادعي حزنا علي شهدائنا الذين يسقطون كل يوم ؟ ألا يحتاج منك الوطن إلي أن تعتبر هؤلاء شهداء أيضا يجب أن تحزن عليهم وأن تنعاهم وأن " تولول" - مثلنا عليهم ، مثلما لاتزال تولول حزنا علي رابعه وعلي من سقطوا فيها؟

انت لم تكلف خاطرك لتتصل بالقاضي المحترم فؤاد عبد المنعم رياض، ولم يعرف عنه ممالأة السلطه، أو مقابلة الرئيس السيسي أو السقوط في فخ الفساد.. اما فكرت في قراءة تقرير تقصي حقائق رابعه ، فتعرف وتتأكد أن الشرطه فتحت ممرات آمنه للخروج من الجحيم ؟ وأن أول الذين سقطوا من الضحايا كان من ضباط الشرطه؟ وهل ستقول علي طريقة صديقي المناهض للإنقلاب ( العسكري اليونيوي!) محمد الصباغ ، بأن هذا من أعمال المخابرات.. فقد كتب بالإمس بوستا ً يعرب فيه عن توقعه بأن تقوم جهة ما بأغتيال القاضي الذي أحال مرسي وإخوانه الي مفتي الديار المصريه، لإبداء الرأي الشرعي فينا إرتكبوه من جرائم تخابر وهروب واقتحام للسجون.. وأن هذاسيكون ممهدا للسلطه الانقلابيه(!!) لتفعل ماتشاء متذرعة بمقتله !

كل الحوادث الخاصه بالإغتيال يفسرها معارضوا 30 يونيو بهذا التفسير .. بل أن الدمتور نادر فرجاني وهو أكاديمي مرموق وأنا اقدره وأقدر افكاره، لا يكتفي بنقد ( العسكر) والهاب ظهورهم بالسياط ، بل انه يعتبر ( الرئيس) السيسي هو الحاكم الفعلي لمصر منذ 25 يناير  وأنه ارتكب في غضون 4 سنوات فقط ، مايفوق ماارتكبه حسني مبارك، حتي أنه ينحي عليه باللائمه في تفشي معدلات اصابة المصريين بفيروس سي!! لأنه كان جالساً هو وقيادات الجيش ينصتون لفضيحة عبد العاطي مخترع جهاز الكفته، الذي بشرنا كمصريين بعلاج المرض، ولكنهم لم يردعوا عبد العاطي لانهم رأوا فيه نوعا من الدعايه الإنتخابيه الهائله تساعدهم علي الفوز في المعركه علي الرئاسه؟

يؤسفني أنني لم أسمع من احد من معسكر الحريه والابتهاج بالحياه نعياً لشهداءنا من جنود وضباط في الجيش والشرطه، ومن القضاه أيضا ! أيها الساده انتم لاتنعون من الشهداء والضحايا إلا مايخدم مصالحكم فقط.. والامايخدم علي أفكاركم ودعواتكم الرخيصه التي لاسعر لها ولاثمن ..فلو ان الموت يرهبكم بجلاله

ولو ان الموت يؤثر في قلوبكم الصلبه ، ماتجاهلتم العزاء في ضحايا مصر .. وبالمناسبه انا من بلد دفع من الضحايا 4 شهداء حتي الان ، فالمستشار مروان من ابناء شبين القناطر ،والنقيب شرطه محمد حيدر- البطل الجسور الذي تصدي للارهابيين والقتله- من قريتي طحانوب وانضم مع كوكبة الشهداء الآخرين الي رحاب الجنان الطاهره.

بعد أن قرأت: معني انكم تتجاهلون أن تنعوا هؤلاء الشهداء- وهذا أمر بعيد عن نقدنا للقضاء ولبعض مستشاريه ولبعض تصرفاتهم - انكم تعانون مشكله كبري .. معناه ان الازدواجيه الفكريه لديكم كبيره جدا..ياساده الموت موت .. والدم دم .. والضحايا ضحايا سواء من معسكر الشعب المصري او من معسكر الارهاب .. غدا أن طال الزمان أوقصر تشربون من نفس الكأس.وموقفكم هذا لاتفسير له الا انكم تتشفون في مصر ولا أملك الا القول : إتشفوا فينا كويس .. وبذمه!ياخساره!