كان يسمي نفسه الفيلسوف، ويتخذ صورة ابن رشد شعارا له. وكانت تسمي نفسها ماء السماء وتتخذ زهرة الصبار شعارا لها. تعارفا على الفيس منذ اشهر قليلة. لم يلتقيا او ير اي منهما الاخر رغم سكنهما في منطقتين متجاورتين بتلك المدينة الساحلية. كانت منبهرة بثقافته الواسعة، وذكائه الحاد، وقوة حجته، وبساطته في الحديث عن نفسه، وقدرته الفائقة على الحكي والكلام. وكان معجبا بخفة ظلها، وسرعة بديهتها، وانبهارها التام بشخصيته. ذات مساء حدثته عن رجل أحمق توقف امامها فجأة بسيارته المتهالكة فصدمته بسيارتها الجديدة اثناء حديثها في الهاتف. بدا مهتما بالتفاصيل. طلب منها ان تواصل حديثها. قالت: رغم انني اعتذرت اليه اصر على استدعاء الشرطة. اقتادتنا الى القسم. رفض مبلغا كبيرا عرضته عليه تعويضا. أصر على تسجيل محضر. واصلت حديثها: كان سخيفا ثقيلا متفلسفا، لم التق في حياتي شخصا بهذه السمات السمجة. لقنني درسا امام رجل الشرطة في فن القيادة وخطر الحديث بالهاتف اثناءها. تابعت وقد راق لها انصاته: تمنيت ساعتها لو صفعته كفا على وجهه. انفجر ضاحكا. واصل ضحكه الهستيري حتى ظنت انه لن يتوقف...