فخور برئيس وزراء مصر- بقلم : محمود الشربيني 
------------------------------------------------------------
قبل ان نقرأ: رغم كل حالات الجنون التي نعيشها ، هاهي لحظة ضمير حي ويقظ ،تعرف طريقها الينا ، وتعود لتشعرنا من جديد بإنسانيتنا، التي كدنا ان نفقدها، وتصبح ماضٍ في حياتنا!واكثر من هذا تجعل معارضاً مثلي لكل سياسات القبح والقهر والتنكيل ووهدار آدمية الانسان ، يقرر انه " فخور بحق برئيس وزراء مصر".
**************
-قالت السيده "ميرفت موسى"وهي ربة منزل ،اتهمت دورية شرطة بإطلاق أعيرة نارية على أخيها، محمد موسى، 36 عاماً، إن المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، أرسل إليها سيارة خاصة، تقلها إلى مكتبه، بمجرد نشر الواقعة فى جريدة «الوطن»، الثلاثاء، 14 أبريل، وسهل لها التواصل مع وزير العدالة الانتقالية، والمتحدث الرسمى لوزارة الداخلية، وكلاهما استمع إلى شكواها. وأضافت «ميرفت»: «لم أتصور أن أتلقى هذا القدر من الاهتمام، فأنا مواطنة عادية، وما صدقتش إن رئيس الوزرا هيقابلنى بنفسه»، وقالت إن دورية شرطة تابعة لقسم أول مدينة نصر، كانت تجوب محيط منزلها بالحى، وأطلقت الرصاص الحى على شقيقها أسفل المنزل، عند اقترابه من سيارته، بدعوى الاشتباه به، ما نتج عنه إصابته برصاصتين، إحداهما استقرت فى الرأس، والأخرى فى فخذه، ورفض عدد من المستشفيات استقباله وعلاجه، بعد تدهور حالته الصحية. وتابعت أنها شعرت بأن «محلب» أب فى المقام الأول، بعد أن وعدها بتقديم طلب لعلاج شقيقها على نفقة الدولة مهما كلف الأمر، وسيباشر الإجراءات القانونية المتعلقة بمحاسبة الجانى، أياً كان المسئول، وأكدت أن رئيس الوزراء طلب مقابلتها مرة أخرى، السبت المقبل، على أن تقدم له كل التقارير الطبية المتعلقة بحالة أخيها، بالإضافة للخسائر المادية المتمثلة فى تهشم سيارته من جراء الواقعة. وقالت «ميرفت»: «لقائى برئيس الوزراء إمتد حوالى ساعة، وأنصت إلىَّ بعناية، وطالبنى بعدم الخوف من التعرض لأى ضغوط للتنازل عن القضيه"
هذه السطور نقلتها نصا من صحيفة الوطن، وأحسب أنه وسام يطوق عنق رئيس وزراء مصر ، الذي سبق أن إنتقدته مرارا،وانتقدت أداء وزرائه الذين يفتقدون البوصله والرؤيه.. لكن هذه المره يستحق إبراهيم محلب  منا "وسام الاحترام".
علي أن جهات أخري عليها أن تتأسي برئيس الوزراء وتدخل بقوه  طرفا في القضيه، فما أسوأ ان يبقي سيف قانون الإشتباه عارا علي رأس من يسيئون استخدامه،وأعني بهم مجموعة العناصر " المحموقه" أو " سريعة الطلقات".. "سريعة القصف".. متسرعة التفكير ، والتي تأخذ " العاطل في الباطل" كما يقولون.. تقديري أنهم بحاجه إلي ماهو أكثر من ضبط النفس في هكذا مواقف..وبحاجه إلي إعادة تأهيل وتدريب، وإيمان بأن فرار مائة مجرم من العداله ،خير من أن يضار أو يتأذي - أويقتل- بريء واحد.
يحتاج كثير من العناصر الأمنيه- ونحن هنا لا ننقدها بقدر ماننتقد سياسات وإجراءات وسوء تدابير حرمتهم من ذلك- الي تدريب وإعداد وتأهيل بدني ومعنوي وتثقيف إنساني، ودراسة "علم الفراسه".. وإن كان هذا لايقطع مطلقا بعدم حدوث مثل هذه الأخطاء مستقبلا ، لكن من الممكن ان تبقي في أضيق نطاق.
الطرف الثاني هنا هو تلك المستشفيات التي اتهمتها السيده مرفت بأنها رفضت استقبال شقيقها النازف والذي كاد يفقد حياته، ولاشك تفقمت إصابته وتزايدت أوجاعه وعلت أناته وهو " يتمرمط" بين مقار ومساكن الشياطين" الذين كانوا يوما ملائكة للرحمه.. ويبدو ان تلك الأسطوره انتهت إلي الاأبد ، بفضل سياسات"الإنفشاخ" التي جلبها إلينا أنور السادات والتي حملت معها الينا شياطين الرحمه فعاثوا في المستشفيات والعيادات والصيدليات فسادا وتجاره ، بل وبغاءً، بمتاجرتهم بالمرض ، و" ياتدفع الفيزيتا ياتموت"! كيف تجرأت مستشفيات علي تحدي قرار رىيس الوزراء  بالعلاج المجاني لمرضي الطوارئ في أول 48 ساعة سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة .؟ وطبقا لصحيفة" الأخبار" فأن المفاجأة المدويه هي أن أن وزارة الصحة ليس لديها تعريف واضح لمرضي الطوارئ ولم تخاطب المستشفيات بأية  قواعد او  آليات لتنفيذ قرار رئيس الوزراء والكارثة الأكبر أن الوزارة لاتراقب المستشفيات الخاصة لتقديم الخدمة  طبقا لقرار محلب وكأنها اختارت «غض الطرف» عن المتابعة والمحاسبة لقلة حيلتها !!
وعلي الرغم من أن المستغيث بالمستشفيات الحكوميه كمن يستغيث بالموت، وأن من يطلب العلاج العلاج لدي المستشفيات الخاصه، كمثل من يضع رقبته علي منصة الذبح ، إلا أن هذا لايعني أن الناس ستقف مكتوفة الأيدي ، بينما الجراح تنزف، والاجساد تئن من شدة الألم..لكن السؤال هنا : لماذا لم يحدث تواصل مع وزير الصحه؟ ولماذا لم نقرأ في التصريح أن السيده المكلومه في شقيقها زودت رئيس الوزراء بأسماء المستشفيات التي رفضت استقبال شقيقها وهو مثخن بجراحه، ومتأثر بإصابته علي أيدي العناصر التي إشتبهت فيه؟  
حسنا فعل رئيس وزراء مصر ، حسنا فعل عندما طيب خاطر السيده ، فهو راع ومسئول عن رعيته، وأول الدواء في هكذا قضايا هو لملمة الجروح وتطهيرها " علي نضيف" حتي لا تتقيح وتنتج صديدا.. وتعرفون كيف تنتهي الأمور اذا بدأت بالتقيح الجروح!
بعد أن قرأت: التحيه والفخر الذي تقدمت به إلي " محلب" لا يجب أن ينسيني تحية خاصه كان واجبا أن أقدمها برقيا وهاتفيا ( وصحافياً) إلي رئيس الجمهوريه عبد الفتاح السيسي، الذي أصدر قبل أيام وثيقه تاريخيه بعنوان "حماية النيل"، وهي وثيقه لو تعلمون " أمرها عظيم".والتى تم الإعلان عنها خلال إطلاق الحملة القومية لإنقاذ نهر النيل فى يناير الماضى. وممايثلج الصدر ان وزير الري حسام  مغازى اكد فى تصريحاته  أن الرئيس وجه بإزالة كل التعديات المقامة على نهر النيل، من أسوان إلى الإسكندرية.. ومن هنا .. من منبر "الوفد"أحيي رىيس الجمهوريه كل التحيه ، فما أحوجنا بالفعل إلي مثل هذه الوثيقه أولا.. وإلي تنفيذ ماورد فيها ثانيا .. وألا يتسبب بعض "صغار الموظفين"، بممارساتهم الصغيره، وبيروقراطيتهم اللعينه، وجمودهم الفكري ، وغبائهم المتوارث، وزارة عن وزاره ، ووظيفة عن وظيفه، وممارسة عن ممارسه ، في جعل  كبريات الأحداث والتصرفات والقرارات، وكبار الرجال .. صغارا مثلهم!
 
mmmsh.mmmsh@yahoo.com