الشبح الذي يطارد " دولة الرئيس"!!بقلم : محمود الشربيني
-------------------------------------------------
قبل ان تقرأ: اللحظه الفارقه التي اعلن فيها مبارك عن تخليه عن السلطه كانت حلما .. كانت املا موحيا بانتصار الثوره وهدم الدوله العميقه التي تغلغل فيها الفساد وتجذر .. مامن وطني شريف ومحب لوطنه الا وكان يحلم بانتصار الثوره وهدم الدوله .. لكن اي دوله؟ انها دولة الفساد والرشوه والمحسوبيه والفهلوه .. وتستيف الاوراق حتي لتبدو غاية في الاناقه .. تماما مثل بيت امراه " من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله" .. تراها ترتب وتنظف وتجمل ثم تكنس وتواري الاتربه تحت السجاده!
*********************
- هذه السيده هي دولة " مبارك" .. والاتربه والقاذورات التي كانت تختفي تحت السجاده ، هي التعذيب في السجون، واهدار حقوق وآدمية المصريين في اقسام البوليس، واحترام البيه والباشا والمدير والعدوان والجور علي حقوق الغلبان والمطحون والاجير ، وتطبيق القانون فقط علي هؤلاء ، هم الذين يدفعون الغرامات والمخالفات بالاف الجنيهات، اما هولاء المحظوظين وذوو الحظوه في دولة مبارك فانهم يكفيهم مكالمة تليفون ، ليعاملوا معاملة ابن الاكرمين ، واذا كانوا معتدين اصبحوا بقدرة قادر اصحاب حق ومجني عليهم ، وينصاع لهم الفقراء والمساكين ، فيديرون لهم خدهم الايمن والايسر ليتلقوا صفعاتهم في حضرة الامن الهمام .. الذي يتخلي عن اقامة العدل واقراره مقابل هديه ثمينه او خدمه كانت تبدو عصيه او مستحيله !
- الاتربه والقاذورات هذه كانت دولة الرشوه والفساد والمحسوبيه وشيلني واشيلك ، وراعيني قيراط اعطيك فيلا او مزرعه او فدانين ، او قطعة ترض بالاف الامتار بالملاليم .. وبعد ايام ، ياتي شتاؤها وصقيعها "وتسقيعها" فتفقز اسعارها الي الملايين !
الاتربه والقاذورات التي اقصدها هي سيادة عصر الفهلوه وال" شغل ال" ألاوي".. وهنا اتذكر ان "مبارك" نفسه كان يفعل هذا وبكفاءه عاليه .. جدا ! ذات يوم وكان العمل حلما فوق محور 26 يوليو .. واذا به يفاجيء الشركه المنفذه للمشروع بطلب غريب .. لقد طلب اليهم تنفيذ المشروع الذي يستغرق اكثر من عام ونصف في اقل من 9 شهور! - بدا " لرئيس المخلوع" في عيون الناس وكأنه حريص علي المال العام وعلي سرعة الانجاز وعلي العمل الدؤوب من اجل راحة الشعب الذي كان ينتظر الانتهاء من هذا المحور في اقصر وقت!
- لم يكلف مبارك نفسه عناء السؤال وتقصي حقيقة الامر مع مهندسي الشركه ، ولم يستوعب ان هناك ضروره لان ياخذ المشروع وقته ، فالتعامل هنا ليس مع اوراق او اجراءات اداريه او نحو ذلك ، وانما مع حديد واسمنت وخوازيق وخرسانه وارض يجب ان يتم التاكد من انها لن تهبط بفعل السرعه وعدم اتاحة الوقت الكافي للاوناش واللودرات وخلافه من " دك" الارض دكا تاما بحيث لايكون هناك مجال مطلقا لاي هبوط ارضي !
حتما كانت النتيجه ماساويه ! فان هي الا اشهر قلائل حتي ظهرت العيوب الارضيه في كل مكان علي ارضية المحورالذي انشرح صدر الرئيس لانجازه في المواد الذي امر بتقليصه بمقدار 6 شهور قريبا
- وقت ان عرضت الماساه علي مجلس وزراء نظيف ان الموضوع عرض في مجلس الوزراء اعترف ( نظيف!)ان المحور حالته سيئة جدا، وقال: "هذا حقيقي ولا يمكن ان ننكره".. وقيل انه تم في هذا الاجتماع اسنادالي هيئة الطرق والكباري منذ عامين بعد موافقة رئيس الوزراء. التي اعلنت انها غير مسئولة عن ماشاب هذا المحور من عيوب انشائية، ترجع الي ضغط وسرعة تنفيذ المشروع.
- تم تسليم المشروع بعيوبه ولم يكن هذا مهما، الاهم ان المسئول السابق بدا امام المسئولين الاكبر منه انه قادر علي فعل المعجزات،!! انها الفهلوه ايها الساده .. الفهلوه التي كلفت الدوله فيما بعد حوالي 40 مليون جنيه، لاصلاح هذا الخلل ! هذا نموذج لمراحل من عدم الجدية في التخطيط والتنفيذ وتبعثر المسئولية .."من اول المهندس النصاب اللى معملش احلال للتربه علشان مايحصلش هبوط و وربما "ضرب "تكاليف الاحلال فى جيبه.. لوزير الاسكان السابق محمد ابراهيم سليمان اللى خد قرار انشاء كارثة المحور بدون اى دراسات او حسابات".انها العنتريه والفهلوه التي تباهوا بها .. تباهي الرئيس ( المخلوع)بانه سيفتتح المشروع في عيد العمال او ماشابه ..وتباهي المسئولون بانهم قادرون علي تلبية نداءه !! ثم استيقظنا علي كارثه : المحور يفتقد شروط السلامه والصيانه والامان وايضا شروط الانشاء ...وكم من مشروعات لاقت هذا المصير التعس في دولة مبارك!
- بعد ان قرات: كان املي ان نتخلص من عقلية الفهلوه الشائعه في دولة مبارك.. وان افرح بما لاح امامي من آمال عراض بانجاز مشروع العاصمه الاداريه الجديده،ونحن اكثر ادراكا لمثل هذه "الافات " المشينه الموروثه من عصر مضي ..لكني اعترف انه رغم حسن نية الرئيس السيسي، وحبنا له وادراكنا التام انه ليس كمبارك ، وان المقارنه بينهما لاتجوز ،وانه يريد الخير لمصر ، ويريد سرعة الانجاز، الا أن " مخاوفي من ان تطارد الاشباح السابقه نفسها، والسالف ذكرها ، دولة الرئيس الجديده ،انتابتني وانا انصت لرد فعل الرئيس المبجل عبد الفتاح السيسي ،وهو يستمع الي شرح من ممثل الشركه المنفذه للمشروع ، فما ان قال الرجل "ان المده اللازمه للانجاز تبلغ حوالي 10 سنوات "حتي جاء رد فعل الرئيس سريعا جدا وقال : عشر سنوات .. ليه .. لا لا !! فما كان من الرجل الا ان تراجع وقال للرئيس متي تريده ؟ فرد الرئيس بالكلمه التي يحلو لنا كمصريين ان نقولها : " عاوزه امبارح"!! ثم ساله : فين المشكله ؟ فقال الرجل : في الشركات المنفذه ؟ فاستدعي الرئيس وزيره المسئول في مايبدو، ولم يكن متابعا للحوار وباغته بسؤال : "هو احنا عندنا مشكله مع الشركات" ؟ ولم ينطق الوزير بكلام مفهوم ، لكننا سمعنا الاجابه التي ارضت الرئيس من مسئول الشركه : التنفيذ سيتم في فتره تتراوح بين سبع وخمس سنوات !
- .. هكذا .. ولن ازيد !!!