‏ورود .. وبارود!!- بقلم : محمود الشربيني
------------------------------------
قبل ان تقرأ: "كانت امتنا بحاجه الي بطل .. وقد قدمت لها هذا البطل"- الجمله بتوقيع صالح مرسي وهي من حوار صحفي اجريته معه ل " الانباء الكويتيه"بعد النجاح المذهل لاسطورته الخالده" رافت الهجان".
**************
- ..وكأن السماء اهدت المصريين امس ( الجمعه) عيدا جديدا لم يعرفوه قبلا. عيد لم يكن من قبل في عداد احتفالاتهم . لم يخططوا له .. ولم يخترعوه .. انما هبط عليهم وكانه منحه الهيه جديده.. تغسل بافراحها كل الحزن والهم والغم الذي ران علي حياتهم في الاونة الاخيره.تزيل الندوب الغائره بكل مافيها من جروح وتقيحات افترشت جسد مصر وحولته الي بقعه ساخنه من الدم الذي لايجف، والنزف الذي يبدو شلالا يجري بلا توقف، والدمع الحار الغزير الذي يسيل ، دون ان يكفكفه احد او يمنعه من الجريان .. طابعا بصمات احزانه وقهره علي جدران قلوبها واخاديدهاالمنهكه المتعبه، التي تئن وتصرخ دون بارقة رحمة ، ومن دون هواده او حتي مهله ، وانما كان مع كل شهقة حزن ،وكل لسان لهب يخرج من اتون كل هذا الجحيم ،يطل عليهم نفر من ابناء العار، ممن احتضنتهم في بطنها يوما ،وربتهم وتعهدتهم بالرعايه والعنايه والسهر والتطبيب ومنحتهم الحب والاهتمام ، يشمتون في نزفها ويهللون لاراقة دمائها وسقوط اخيارها ، واستشهاد ابطالها وجنودها، واشتعال حرائقها، ودمارها المتتالي يوما بعد يوم ودمارا اثر دمار . كانوا يمرحون ويرقصون فوق اشلائها، وهم يرونها تصرخ وتئن وتتالم وكانها اعدي اعداءهم ، حتي ان شماتتهم فيها بلغت ذراها، اذ كانوا يطلقون مع كل لحظة دمار او انفجار او نزف شهيد، صيحة فرح مدويه .. تفيض بالفرحه العارمه ، مصحوبة بدعوتهم المزمجره :تكبيييييييييييير!
- شاءت المنحه الالهيه ان تنثر العبير من جديد في قلوب المصريين، فتهادوا يوم امس الجمعه بالوردود والرياحين، تعارفوا يوم امس ، شعوبا وقبائل مصريه، مصريين مسيحيين ومصريين مسلمين، بالورود بدلا من النار والبارود لاول مره منذ شهور داميه مضت كانها دهور.. تبادلوا التهاني ، وابتكروا النكات ومارسوا خصوصيتهم الساخره ، بنكات عذبه، تفوقت فيها حتي النساء، وتبدل حال الفضاء الالكتروني المتشح بالسواد والمجلل بالاحزان والدموع علي الدوام .. و النازف مع حلول كل لحظه يعلن فيها المزيد من حصاد الاجرام اليومي من الجرحي والقتلي والشهداء ، بصور الاعلام والزينات واستذكار الامجاد والبطولات .. فشاعر كفريد ابوسعده يستذكر ميلاد عبد الناصر في باندونج ، والمقارنه واضحه بين ناصر والسيسي الذي ولد في " شرم الشيخ"( المؤتمر) ومفكر وكاتب ككمال زاخر يتامل تحقق نبوءاته التي لم يكل ولم يتوقف عن التبشير بها بان "الفجر" قريب ولابد ان يطلع قريبا.. ونثرت الحسناوات والمليحات والفتيات المصريات صورهن محتضنات علم الوطن ، علم الشرف .. الذي يحيط بالمصريين ويحتضنهم قبل ان يقبلوه ويحتضنوه.
- مصر " شرم الشيخ" الجديده تذكرني بام نزفت طويلا لكي ينجح ابنها في اصعب امتحان قبل التخرج ، باعت " عفش بيتها" .. رهنت مصاغها .. باعت جاموستها.. وكان مستحيلا ان تمارس البغاء وتبيع شرفها ،رغم ان العشرات كانوا علي بابها يضغطون عليها ان تبيع العرض وتخون العهد وتتعري وتتعربد وترفل في قمصان نوم البغي والرذيله.. لكنها صمدت حتي يتخرج ال " وحش" الذي سيناديه زملائه في الجيش بهذا النداء ، عندما يخطو اولي خطواته للالتحاق بساحة الشرف.
- روح "شرم الشيخ " الجديده هي التي غسلت دموع المصريين ، الذين كانوا بحاجه للحظات دعم ولحظات فرح ، بعد ان شبعوا لطما وعويلا وصراخا ونزيفا .. بعد ان شبعوا قتلا واستشهادا وجراحا .. روح الدعم العربي والعالمي التي شهدناها امس الجمعه اكدت ان المصريين بحاجه الي بعض الفرح وغسيل همومهم علي ضفاف جديده .. كانوا بحاجه لان يروا العالم كله هنا بينهم .. وكانه يكفر عن ذنوبه، وعن محاولاته المستمره لاسقاطهم وهزيمتهم .
- "كانت امتنا بحاجه الي بطل وقد قدمت لها هذا البطل ".. فمنذ رحيل عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 ( حتي صاغ مرسي الهجان في نهاية الثمانينيات)ومصر لم تر بطوله ولم تعشها ولم تذب في هوي بطل من ابطالها، لذا عندما قدم صالح لها - وللامه العربيه- اسطورة "رافت الهجان "تحلقت حولها، ولم تعبأ بشيء سوي ان تجلس الي الشاشه تتابع حلقات مسلسل البطل الذي توحدت معه ، والذي تاقت اليه وانتظرته.. فلم تبرح مقاعدها امام الشاشه، ولم تترك شاردة ولاواردة في المسلسل الا وحفظتها عن ظهر قلب.. بل وقبل المسلسل تابعت السيناريو الذي كتبه صالح مرسي وهو منشور في صحف مصريه وصحيفة الانباء الكويتيه ، وبلا مبالغه فان الحلقات المنشوره ساهمت بقوه في زيادة توزيع الصحيفه باعداد مذهله، اماالمسلسل التليفزيوني فانه "حرم " علي الناس السير في شوارع الكويت اثناء عرضه .. فكانت تبدو خالية تماما من الماره الذين كانوا علي موعد مع الهجان - او البطوله-كل ليله.
- شيء اشبه بهذا تماما حدث مع انعقاد مؤتمر شرم الشيخ .. تسمر الناس امام التلفاز، وامام اجهزة اللاب توب ، يتابعون بشغف هذا الكم الذي لايحصي ولايعد من زعماء وقادة ومسئولي دول العالم ، وهم يعودون الي حضن مصر ، رغم امنيات الاخوان الارهابيين بافشال الموتمر وسخريتهم منه بل وتحريضهم علي عدم انعقاده، حتي ان عبد الرحمن يوسف القرضاوي اعلنها صريحة انهم يتمنون للمؤتمر الفشل لكي لاينجح الانقلاب ولكي لايسود الاستبداد ! اما " عاهرة" الكلمات .. وبائعة الهوي في اميركا " سيئات عرابي"( آيات عرابي سابقا) فقد اصابتها لوثه وشعرت ان " سريرها" الممغموس في الوحل سيخلو من عشاق المتعه الرخيصه علي حساب الوطن ،فراحت تسخر من ضيوف المؤتمر الافارقه الذين شاركوا فيه ، وكان حضورهم داعما معنويا واعترافا جديدا بالواقع المصري الجديد الذي خلقته روح الثلاثين من يونيو في مصر بزعامة المشير السيسي ( انذاك) ، واعلانا منهم بانه لا محل هناك من الاعراب ولا من الاعجام لما تم اصداره سابقا من قرارات بتعليق عضوية مصر في الاتحاد الافريقي، ولما كان هذا " الخازوق" - المِغ&<619;رِي- قد اخترقها كليا، فانها بدت طائشة الصواب والعيار تحار ماذا تكتب لارضاء سادتها، فلم تحد ماتغمز به هؤلاء من معايرتهم بعدم قدرتهم علي تقديم اي مشارك استثماريه، و راحت تغمزهم من هذه القناة ، وتسخر منهم، فهذا قائد يحمل لمصر 2 كيلو يوستفندي وهذا حضر حاملا معه 2 حمص الشام وتلك الدوله ارسلت شوالين فول سوداني ! لوثه اصابت " سيئات عرابي ،واخوانها ،حتي ان " شبكة رصد الاخوانيه" من فرط هيجانها وصدمتها والتياثها هي الاخري لم تجد في المؤتمر مايستحق الذكر سوي ماسمته ب 7 ( فضائح) ابرزها "ان كيري وزير الخارجيه الاميركي اخطا في ذكر اسم مصر وبدلا من ان يقول نحن نعمل لضمان مستقبل مصر ، قال نحن نعمل لضمان مستقبل اسرائيل"!انه العهر بعينه يااخوان العهر !
- بعد ان قرأت: اذا كانت نبوءة المفكر الوطني كمال زاخر تحققت ،وبات الفجر المصري الجديد قريبا من الانبلاج والظهور،واذا كانت زعامة السيسي ولدت في مؤتمر شرم الشيخ كما ولدت زعامة ناصر في باندونج ، كما قال فريد ابوسعده، واذا كان السيسي قدم للمصريين نموذجا جديدا في البطوله، يحتاج الي صالح مرسي جديد كي يكتب سيرته، واذا كان المصريون والمصريات قد افصحوا عن املهم العارم في الشعور بالفرح واخبروا العالم بانهم تعبوا وانهكوا من نزيف الدم علي الشوارع والطرقات والدروب، وانهم بحاجه الي مؤزارة العالم ليشعروا بانسانيتهم، فانهم في ظني سوف يتطلعون دوما لمثل هذا اليوم ولهذه الفرصه التي تهادوا فيها بالورود بدلا من البارود ، ولكنهم ايضا سوف يحاسبون حساب عسيرا اي عنصر قد يفسد هذا الفرح ويطلق عليه كرسي في الكلوب بغير وعي ..وينسي ان هذا الفرح صنعه الشعب المصري لاجل مستبقبله وانه لن يسمح لاحد بان يسرق منه هذا الفرح ، لا باهمال، او بفساد، او برعونه او بغباء. ( حقيقة الان اسالكم : الا تكبروووووووون)