"عشق" و"ديناميت"-بقلم: محمود الشربينى

--------------------------------------

-قبل أن تقرأ: عندك "أصول الدين سبعه لا ثلاثه"؟!

-هكذا سأل "محمد جاد هزاع" شيخه "بقية الخير محمد عبد الله" الذى أجابه قائلا:نعم :الحياه ,الحريه,العلم,الكرامه,التوحيد,الرساله والآخره.

-يعاود"هزاع" سؤال شيخه:لماذا لم تذكر كتب الأصول ذلك؟

-قال الشيخ:تقصد كثيرا من كتبهم,وذلك إما بقصد وإما بغير قصد

-يعاود السؤال:ماذا تعنى بقصد؟

-قال:فقهاء ووعاظ السلاطين قصدوا ذلك تخديما علي أسيادهم الذين لايحترمون حق الحياه بالنسبه لمن يعارض حكمهم ويريدون أن يستبدوا برأيهم كأنهم وحدهم يملكون الحق كله فيحرمون الآخرين من حريتهم,ويحاربون العلم حتى لايعرف المحكومون حقوقهم ويمتهنون بنى آدم الذين كرمهم ربهم ويستبدلون دين الله بدينهم وأن احتفظوا ببعض مسميات مايتعلق به,إذ "لادين لمن يسلب حقه في الحياه والحريه والعلم والكرامه"وما بعد ذلك حتما "تدين" مغلوط.

-------------

-شيخ "محمد هزاع" ينبئنا بأن "التدين الذى لايحافظ علي حياة وحرية وعلم وكرامة خلفاء الله في أرضه لاينفع لا في الدنيا ولا في الآخره!

-نحن هنا أمام جوهر كتاب (العشق علي طريقتي بين الدين المنزل والدين المبدل). نحن بصدد كتاب يضعنا امام حقيقة أنفسنا فعلا, فاذا كان "خدم السلاطين"قد "بدلوا" الدين نفاقا وزلفي للحاكم فقد أضاعوا الدين وأضاعونا معهم!هذه الحقيقه التى يصدمنا بها هزاع وشيخه في الكتاب المذكور,هى أم مشكلاتنا الآن..فنحن أمام دين مبدّل مافي ذلك شك ..ترى مظاهره في شيخ يوظف فتواه لارضاء الحاكم, وآخر يستبعد من الدين مايوافق معتقده او مآرب جماعته,وثالث يتفنن في توظيف الدين علي نحو غير الذى قصد به..والأمثله عديده..خذ عندك مثلا جماعات التأسلم السياسى التى تستبيح لنفسها اختلاق حدود تلبسها ثوب الشريعه,مثل حد الرجم في جريمة الزنا,فاذاكان الحد المعروف هوالجلد مائة جلده فمن أين أتوا بالرجم ؟

-أنحن اذا بحاجه الى ثوره دينيه؟ أنحن بحاجه الى تجديد الفكر الديني؟ ألم يلحظ رئيس الدوله ذلك حتى انه طرح الأمر علي الناس في خطاب من خطاباته التى لاتزال تثير التفكير بل والجدال؟ثوره تنتصر لحق الناس في "أصول الدين السبعه" الذين اختزلهم المنافقون في ثلاثه فقط ,فصار الدين كما يقول الشيخ تدينا مغلوطا لايعترف بالاصول الاربعه التي هى معنى الخلافه الانسانيه لبنى آدم تخديما علي البعض منهم دون الاخرين!

-يقينا فإنه في هذا الاطار سلبنا كثيرون نعما كثيره, منها نعم اعمال العقل والتفكير والتجديد,وظهرت في العصر الحديث اراء واجتهادات ماانزل الله بها من سلطان ..أنظروا مثلا لهذا الشيخ الفضائى الذى يحض الازواج الذين يعرفون ان زوجاتهن تخونهم في فراشهم- وبشكل يثير الريبه في مدى اهلية هؤلاء للفتوي-علي الا يقتحموا المنزل علي الزوجه لضبطها متلبسة بالخيانه,ويطلبون الى الازواج ان يتركوها حتي تفرغ من "خيانتها او عهرها "لافرق !أليس الأمر يحتاج الي ثوره بالفعل؟

-ربما كان المعني الذى يورده لنا الكتاب "العشق علي طريقتى" في أمر التجديد الدينى معنى كليا ,لكنه بلا جدال يقودنا في نهاية المطاف الي التفكير في المعنى والمفهوم الحقيقي للدين, فاذا تساءلنا مع هزاع وشيخه لمن أنزلت الأديان ومن تستهدف في الدنيا والاخره فسنعلم أنها تستهدف"بنى ادم"..وأنها نزلت لأجل إسعادهم وليس لتكون سيفا في يد المفتين ليسخروا الناس عبيدا لحكامهم,فالذى لا يجب أن يغيب عنا أبدا هو أن الأنسان عندما خلق فانه خلق مكرما من قبل ربه.

-ألقم محمد هزاع بكتابه هذا مياه التفكير الدينى الراكده بحجر صلب..ومن يتصفح كتابه,الذي هو عباره عن أربعة اجزاء,أولها سردية بعنوان الضفه الاخري والثانى فلما تجلي وهو يحاوره,والثالث وما ينبغي له,والرابع بعنوان وكأنه هو ,والذى كتب بلغه هى لغة الادب بمفهوم جديد,فاذا قرأته كسرديه فأنت أمام قطعه نثريه بديعه, واذا قرأته كنصوص شعريه فانت امام ديوان موزون ومقفي وامام لوحات شعريه ,فضلا عن كونها موزونه فهى راقية المعني جميلة الفكره محمكة الصياغه ,وقامة كاتبها الشعريه لاتقل بحال من الأحوال عن فطاحل الشعراء

- علي أننى وأنا أقرا بعضا من كتابه الضخم الذى يقع في نحو 500 صفحه لاأدرى لماذا تذكرت الكاتب الراحل توفيق الحكيم ,شيء ما استدعى "الحكيم " الى مقدمة ذهني, وتحديدا عندما كتب أحاديثه المدهشه والمثيره للجدل بعنوان "حديث مع الله"والتى أضطر فيما بعد لتعديل عنوانها ليصبح "محاوراتى مع الله"..أقام الحكيم الدنيا ولم يقعدها بأحاديثه تلك,وأنهالت عليه سهام النقد من كل صوب وحدب,فقد رأي فيها بعض المشتغلين بالأدب والثقافه والدين  تطاولا رهيبا علي الذات الالهيه!اترى الضجه ثارت لان الحكيم تحاور او تحدث مع الذات الالهيه العليه..ولأنه الاشهر بين الادباء فان كثيرين وجدوا في هذا الامر مغنما او ومطمعا للتكسب والشهره علي حسابه ؟ام لأنه بالفعل تطاول وتجاوز بحديثه هذا الذى أجراه وهو علي فراش الموت فرأى فيه البعض انه خيال عجوز محتضرخرف يهذى بسكرات الموت؟ام لأنه كانت هنالك آنذاك حركه نقديه وفكريه هائله تستطيع الاقتراب من مكنون مثل هذه الأحاديث التى أطلقها الحكيم في بناء معماري أدبي حرك مياه الثقافه المصريه ودفعها نحو التغيير؟

فماذا إذن.. إذا كان محمد هزاع بكتابه هذا يقترب كثيرا من هذه المنطقه الملتهبه جدا ؟انه وهو يقدم اوراق اعتماده إلى جمهور المثقفين في مصر يعيد إلى الأذهان بهذا العمل الخطير الذى بدا لي أشبه بقنبله من بارود وديناميت , وبدا لآخرين- شهدوا الندوه التى نظمتها نقابة الصحفيين لمناقشة الكتاب - بمثابة نقطه فاصله بين ماقبل وما بعد علي حد تعبير الناقد الادبى الكبير الدكتور صلاح السروى

- لنقرأ ونتامل هذه السطور أو القنبله التى صاغها هزاع شعرا من نص رقم 27 من ديوان "وماينبغى له"بعنوان لمن الملك اليوم

قالت: بعضا من جندى ..سلطتهم عليك||قلت:تهجرين وتبطشين|ِ| فتجمعين علي حبيب قتلتين||قالت: هذا عدل..لقد شغلت عنى هنيهة ونسيت ذكرى لحظة|قلت:أنت التى أضللت خطوى نحوك||بالف مرآة لعوب!

 

-بعد أن قرأت:ترى من هى التى تقول "شغلت عنى.. ونسيت ذكرى؟من كان يحاور من ؟ الإجابه في " العشق على طريقتى"!

"عشق" و"ديناميت"-بقلم: محمود الشربينى

--------------------------------------

-قبل أن تقرأ: عندك "أصول الدين سبعه لا ثلاثه"؟!

-هكذا سأل "محمد جاد هزاع" شيخه "بقية الخير محمد عبد الله" الذى أجابه قائلا:نعم :الحياه ,الحريه,العلم,الكرامه,التوحيد,الرساله والآخره.

-يعاود"هزاع" سؤال شيخه:لماذا لم تذكر كتب الأصول ذلك؟

-قال الشيخ:تقصد كثيرا من كتبهم,وذلك إما بقصد وإما بغير قصد

-يعاود السؤال:ماذا تعنى بقصد؟

-قال:فقهاء ووعاظ السلاطين قصدوا ذلك تخديما علي أسيادهم الذين لايحترمون حق الحياه بالنسبه لمن يعارض حكمهم ويريدون أن يستبدوا برأيهم كأنهم وحدهم يملكون الحق كله فيحرمون الآخرين من حريتهم,ويحاربون العلم حتى لايعرف المحكومون حقوقهم ويمتهنون بنى آدم الذين كرمهم ربهم ويستبدلون دين الله بدينهم وأن احتفظوا ببعض مسميات مايتعلق به,إذ "لادين لمن يسلب حقه في الحياه والحريه والعلم والكرامه"وما بعد ذلك حتما "تدين" مغلوط.

-------------

-شيخ "محمد هزاع" ينبئنا بأن "التدين الذى لايحافظ علي حياة وحرية وعلم وكرامة خلفاء الله في أرضه لاينفع لا في الدنيا ولا في الآخره!

-نحن هنا أمام جوهر كتاب (العشق علي طريقتي بين الدين المنزل والدين المبدل). نحن بصدد كتاب يضعنا امام حقيقة أنفسنا فعلا, فاذا كان "خدم السلاطين"قد "بدلوا" الدين نفاقا وزلفي للحاكم فقد أضاعوا الدين وأضاعونا معهم!هذه الحقيقه التى يصدمنا بها هزاع وشيخه في الكتاب المذكور,هى أم مشكلاتنا الآن..فنحن أمام دين مبدّل مافي ذلك شك ..ترى مظاهره في شيخ يوظف فتواه لارضاء الحاكم, وآخر يستبعد من الدين مايوافق معتقده او مآرب جماعته,وثالث يتفنن في توظيف الدين علي نحو غير الذى قصد به..والأمثله عديده..خذ عندك مثلا جماعات التأسلم السياسى التى تستبيح لنفسها اختلاق حدود تلبسها ثوب الشريعه,مثل حد الرجم في جريمة الزنا,فاذاكان الحد المعروف هوالجلد مائة جلده فمن أين أتوا بالرجم ؟

-أنحن اذا بحاجه الى ثوره دينيه؟ أنحن بحاجه الى تجديد الفكر الديني؟ ألم يلحظ رئيس الدوله ذلك حتى انه طرح الأمر علي الناس في خطاب من خطاباته التى لاتزال تثير التفكير بل والجدال؟ثوره تنتصر لحق الناس في "أصول الدين السبعه" الذين اختزلهم المنافقون في ثلاثه فقط ,فصار الدين كما يقول الشيخ تدينا مغلوطا لايعترف بالاصول الاربعه التي هى معنى الخلافه الانسانيه لبنى آدم تخديما علي البعض منهم دون الاخرين!

-يقينا فإنه في هذا الاطار سلبنا كثيرون نعما كثيره, منها نعم اعمال العقل والتفكير والتجديد,وظهرت في العصر الحديث اراء واجتهادات ماانزل الله بها من سلطان ..أنظروا مثلا لهذا الشيخ الفضائى الذى يحض الازواج الذين يعرفون ان زوجاتهن تخونهم في فراشهم- وبشكل يثير الريبه في مدى اهلية هؤلاء للفتوي-علي الا يقتحموا المنزل علي الزوجه لضبطها متلبسة بالخيانه,ويطلبون الى الازواج ان يتركوها حتي تفرغ من "خيانتها او عهرها "لافرق !أليس الأمر يحتاج الي ثوره بالفعل؟

-ربما كان المعني الذى يورده لنا الكتاب "العشق علي طريقتى" في أمر التجديد الدينى معنى كليا ,لكنه بلا جدال يقودنا في نهاية المطاف الي التفكير في المعنى والمفهوم الحقيقي للدين, فاذا تساءلنا مع هزاع وشيخه لمن أنزلت الأديان ومن تستهدف في الدنيا والاخره فسنعلم أنها تستهدف"بنى ادم"..وأنها نزلت لأجل إسعادهم وليس لتكون سيفا في يد المفتين ليسخروا الناس عبيدا لحكامهم,فالذى لا يجب أن يغيب عنا أبدا هو أن الأنسان عندما خلق فانه خلق مكرما من قبل ربه.

-ألقم محمد هزاع بكتابه هذا مياه التفكير الدينى الراكده بحجر صلب..ومن يتصفح كتابه,الذي هو عباره عن أربعة اجزاء,أولها سردية بعنوان الضفه الاخري والثانى فلما تجلي وهو يحاوره,والثالث وما ينبغي له,والرابع بعنوان وكأنه هو ,والذى كتب بلغه هى لغة الادب بمفهوم جديد,فاذا قرأته كسرديه فأنت أمام قطعه نثريه بديعه, واذا قرأته كنصوص شعريه فانت امام ديوان موزون ومقفي وامام لوحات شعريه ,فضلا عن كونها موزونه فهى راقية المعني جميلة الفكره محمكة الصياغه ,وقامة كاتبها الشعريه لاتقل بحال من الأحوال عن فطاحل الشعراء

- علي أننى وأنا أقرا بعضا من كتابه الضخم الذى يقع في نحو 500 صفحه لاأدرى لماذا تذكرت الكاتب الراحل توفيق الحكيم ,شيء ما استدعى "الحكيم " الى مقدمة ذهني, وتحديدا عندما كتب أحاديثه المدهشه والمثيره للجدل بعنوان "حديث مع الله"والتى أضطر فيما بعد لتعديل عنوانها ليصبح "محاوراتى مع الله"..أقام الحكيم الدنيا ولم يقعدها بأحاديثه تلك,وأنهالت عليه سهام النقد من كل صوب وحدب,فقد رأي فيها بعض المشتغلين بالأدب والثقافه والدين  تطاولا رهيبا علي الذات الالهيه!اترى الضجه ثارت لان الحكيم تحاور او تحدث مع الذات الالهيه العليه..ولأنه الاشهر بين الادباء فان كثيرين وجدوا في هذا الامر مغنما او ومطمعا للتكسب والشهره علي حسابه ؟ام لأنه بالفعل تطاول وتجاوز بحديثه هذا الذى أجراه وهو علي فراش الموت فرأى فيه البعض انه خيال عجوز محتضرخرف يهذى بسكرات الموت؟ام لأنه كانت هنالك آنذاك حركه نقديه وفكريه هائله تستطيع الاقتراب من مكنون مثل هذه الأحاديث التى أطلقها الحكيم في بناء معماري أدبي حرك مياه الثقافه المصريه ودفعها نحو التغيير؟

فماذا إذن.. إذا كان محمد هزاع بكتابه هذا يقترب كثيرا من هذه المنطقه الملتهبه جدا ؟انه وهو يقدم اوراق اعتماده إلى جمهور المثقفين في مصر يعيد إلى الأذهان بهذا العمل الخطير الذى بدا لي أشبه بقنبله من بارود وديناميت , وبدا لآخرين- شهدوا الندوه التى نظمتها نقابة الصحفيين لمناقشة الكتاب - بمثابة نقطه فاصله بين ماقبل وما بعد علي حد تعبير الناقد الادبى الكبير الدكتور صلاح السروى

- لنقرأ ونتامل هذه السطور أو القنبله التى صاغها هزاع شعرا من نص رقم 27 من ديوان "وماينبغى له"بعنوان لمن الملك اليوم

قالت: بعضا من جندى ..سلطتهم عليك||قلت:تهجرين وتبطشين|ِ| فتجمعين علي حبيب قتلتين||قالت: هذا عدل..لقد شغلت عنى هنيهة ونسيت ذكرى لحظة|قلت:أنت التى أضللت خطوى نحوك||بالف مرآة لعوب!

-بعد أن قرأت:ترى من هى التى تقول "شغلت عنى.. ونسيت ذكرى؟من كان يحاور من ؟ الإجابه في " العشق على طريقتى"!