اختلفا كعادتهما. افترقا. كان يفكر في لقائهما المقبل وكانت تفكر في البحث عن بديل غيره.
مضت سنوات. التقيا. مازالت تحتفظ بجمالها وبهائها. مازالت محافظة على رشاقتها واناقتها.
لم يتغير فيها شيء سوى انها تخلت عن حجابها واطلقت العنان لشعرها تغازله نسمات الهواء متى تشاء.
 كانت تقبض بيدها اليمنى على طفل وسيم انيق يشبهها لم يتجاوز الخامسة. داعبه. سأله عن اسمه، اجابه بخجل: سالم.
انتابته نشوة عارمة. احس كانه يطير في السماء. شعر بعودة كبريائه المفقود. دبت الحياة في روحه الخاملة. كان اسمه سالم ايضا.
قالت بهدوء: ابوه من سماه سالم... تيمنا باسم جده كعادتنا هنا في الشرق. كأنما صفعته بكف او طعنته بخنجر.
هوى من سابع سماء. مادت الارض تحت قدميه. تلقت اتصالا من شقيقتها تعنفها وتوبخها لتأخرها في العودة بالولد.
افترقا من جديد. مضى عازما البحث عن غيرها. مضت تمسح بعض دموع غلبتها.
 لقد تعاهدا منذ اعوام الا يكذب احدهما على الاخر مهما كان الامر مؤلما.