غمرتها السعادة عندما حطت بها الطائرة في بلد النور والحريات. تشعر كأنها فراشة ترفرف فوق السحاب.
كانت تؤمن بالحرية الى اقصى حدود، بل كانت تؤمن بها بلا حدود. امام سفارة بلادها وقفت عارية النصف العلوي.
 ترفع لافتة تندد بالقمع والقهر والاستبداد. انتشت بالكاميرات المسلطة عليها. شعرت بالزهو والانتصار وهي تطالع صورها على اغلفة بعض المجلات.
 في المساء اخبرتها ابنتها المراهقة بأنها ستبيت ليلتها عند صديقها. غضبت، فزعت، راحت توبخها وتعنفها ثم راحت ترجوها. في الصباح، صعقت.
 احتشد امام المنزل صبية وصبيات بكاميراتهم وهواتفهم يحيطون بفتاة عارية تماما ترفع لافتة تندد بالقمع والقهر والاستبداد. اسرعت كالمجنونة. اخترقت الحشد.
احتضنتها بقوة تحاول حجب الجسد العاري. سالت دموعها بغزارة.
عادت بابنتها ذات الخمسة عشر ربيعا من حيث اتت...