مازلنا نعيش في "كهف" مبارك؟! - بقلم : محمود الشربيني

---------------------------------------------------

-قبل ان نقرأ:لازلنا نعيش في كهف حسني مبارك .. لم نخرج منه بعد! ولما لا.. فان تضع كلية الدراسات العربيه والاسلاميه للبنات بالاسكندريه لافتة علي احد مصاعدها تقول فيها: في عهد الرئيس السيسي،وبرعاية  الامام الاكبر وبحضور رئيس جامعة الازهر وعميدة الكلية،تم افتتاح المصعد.. فهذا يعني اننا لازلنا نعيش في كهف - وكنف- حسني مبارك!

***********************

يوهمنا جمع من الاصدقاء  والمتابعين ،بأن نقد رئيس الدوله اصبح من المحرمات! وانه لاأحد الان في الصحف القوميه او المعارضه او المستقله  يستطيع انتقاد اداء الرئيس ؟ اتراهم يجروننا الي معركه في غير اوانها ؟ ام انهم يحلمون باعادة انتاج ثورة يناير ونحن علي مشارف الاحتفال بذكري  اندلاعها؟وكانه لايكفينا المزيد من المسارات الخاطئه بعدها ؟

ايها الساده ماعاد الزمان الآن زمان ثوره.. وان بقيت حرية التعبير حقا ومكسبا، يتوجب الحفاظ عليه منا، بل ومن الحاكم  قبلنا..بل وجب ايضا اشعار كل من يفرط في هذا الحق بانه يرتكب جريمه ثلاثية الابعاد، في حق نفسه، وشعبه، و رئيسه .من اي احد كان ولو كان رئيسا للتحرير في مطبوعه من المطبوعات. ليس معني هذا ان تعني حرية التعبير التجريح  والتجاوز في مخاطبة رئيس الدوله ، فنحن لسنا امام رئيس من نوعية محمد مرسي، ولسنا امام نموذج يقترب ولو من بعيد من "الفشل الاخواني"،مما يوجب علينا الخروج عليه، والمطالبه برحيله .بل نحن امام حكم جديد يحاول ان يتلمس طريقه، ويضع بصمته ، ويكتب هويته وعلينا ان نعينه ونعاونه.

سبق ان كتبت عن "السيسي" المرشح الرئاسي.. وبعد انتخابه كتبت عن "فريقه الرئاسي".. وحددت من وجهة نظري " الطريق الرئيس  ( امامك)ياسيادة الرئيس".. وعندما تحدث الاستاذ هيكل عن " ثورة السيسي " الواجب ان يقوم بها ضد النظام القديم ،ايقننا اننا علي الطريق الصحيح ، فهذا ماذهبنا اليه" ولكن بعضهم لايقرأون".

وعلي الرغم من تاييدنا له،والا اننا مازلنا نختلف مع( "الرئيس" في طريقه الرئيس") بل انه هو نفسه "يختلف" بل ويرفض هذا الطريق .. واحسب انه لايمكنه ان يقبل بمثل هذه " اللافته العجيبه" التي وضعتها الكليه علي جدار المصعد!

ولا احسب ان الرئيس وحده هو الذي يختلف مع الطريق الذي نسير فيه، وانما رئيس الوزراء ايضا، فقد اعلنا عدم رضاءهما عن " وزراء" ممن شبعنا طنينا وعجينا عن انهم يمثلون حكومه تعمل من " 7 الصبح "!فالوزراء هم ادوات الدوله في التعبير عن سياساتها.  

لكن السؤال هو: ماسر استمرارهم ؟ مالذي يمنع " محلب" من ان  يتقدم باسماء بديله للرئيس ؟ بل ولماذالم يجبره الرئيس علي اجراء التغيير؟

ما يثير الاستغراب ان احدا لم ينجح حتي الان في ان يبعث في مصر ( النائمه) مصر اليقظه الواعيه.. الحصاد النهائي للطنين الاعلامي للتليفزيون الرسمي ، حصاد مرير.. فطوفان فتاوي برهامي والدعوه السلفيه ومشايخ الدين الذين يفتون بجواز ترك الزوجه الخائنه لله وحده ليقتص منها، كما افتي الشيخان جمعه وعطيه ،وان زيارة السيسي للكاتدرائيه امر مستنكر من السلفيين، كل هذا وغيره ادانه للسياسه الاعلاميه للدوله التي تريد من الاعلام مؤازرتها والتعبير عنها ،مع انها لاتساعد نفسها بالبحث عن اداره رشيده تديره وفقا لاسس علميه سليمه!

قيمة العمل تتراجع في مصر، ودولاب العمل يمضي متثائبا، ولايكاد يكون هناك تغيير يذكر في البلاد ،سوي ماينقله المسئولون للاعلام المرئي والمسموع والمكتوب ايضا، والصوره زائفه الي حد بعيد، ولاتساعد علي استعادة قيم العمل واستنهاض الاراده الوطنيه، وادراك اننا الان "ضهرنا للحيطه".. لاتوجد ثوره في العمل والانتاج ، وانما ثوره مضاده ضد الدوله، تراها في استرجاع كلمات باتت من فرط اللغو من التراث او الفلكلور.. ومع هذا فلاحساب ولاعقاب؟

يلوكون بالسنتهم كلمات مكرره ومعاده كل يوم : شباك واحد للاستثمار..منع الاغراق والاحتكار .. فبماذا نسمي ماحدث من استئثار من شركة ابراج كابيتال متعددة الجنسيات عندما اقدمت علي شراء - وبأي سعر- مستشفيات: القاهره، كليوباترا، بدراوي،فضلا عن مدارس خاصه؟

يشعر الناس بان النظام القديم يعود،بل يعود اللواء احمد عبدالله الذي وقعت في عهده مذبحة بورسعيد محافظا للبحر الاحمر بعد عزله من منصبه؟! ويزداد "الشامخ" "شموخا"،وسيفرض علي المتقاضين رسوما لصالح اعضائه.. والجمله بتوقيع " المواطن نعيم اسكندر"، وفي رايه ان "محلب" يسير علي خطي نظيف والجنزوري، منهيا بذلك" شهور الحب مع محلب"!

رئيس الوزراءلايزال يعين رؤساء الشركات الكبري بطريقة " مكافاة نهاية الخدمه دونما اعتبار للقانون الملزم بالاعلان عن شغور المنصب و الاختيار الفني من بين الاكفأ؟ كما لايزال يحتفظ بوزير للداخليه يسقط الشهداء  من ابنائه كل يوم ،وربما بوسائل بدائيه جدا!لماذا يترك الرئيس " وزيره الاول " يتصرف علي هذا النحو؟ اما يكفينا التشرذم السياسي والاجتماعي في مواجهة حزب النور السلفي ؟الا تنص القوانين علي انه لايجوز وجود احزاب علي اسس دينيه ؟ فماسر مهادنة السلفيين؟

 خلاف آخر  مع الرئيس، يأتي علي خلفية اعلانه انه اذا توحدت الاحزاب السياسيه واختارت قائمه موحده، فانه سيدعمها؟ كيف يارئيس  كل المصريين ؟

 فماذا- ياسيادة الرئيس اذا توحدت صفوف الثوار، سواء من يثبت للجان مراجعاتك التي تفحص اوضاعهم حاليا في المعتقلات والسجون، ومن كانو متشرذمين ومفكيين بعيدا عن اسوار الزنازين، قابعين في عراء إئتلافات ثوريه(!) وكيانات ورقيه، لاينتظمهم سياق ولايجمعهم هدف ولامشروع ولافكره للوطن او مشروع وطني .. هل اذا توحدوا ونبذوا خلافاتهم ، سوف تدعمهم ام تَد&<619;عْهٌمٍ ؟

حسنا فعل الرئيس فيما بعد عندما اعلن ان انحيازه الوحيد هو للشباب.. وهذا انحياز صحيح وشعار واجب التطبيق علي الفور .. لكن الاوجب هو ان يتحول من مجرد شعار الي واقع، فشباب 25 يناير الذي تواري بعد الثوره،يجب ان يكون له دور بارز وطليعي في مستقبل الوطن.
 بعد ان قرات:نحن امام قاريء مختلف يصعب ارضاؤه.. وفي ظرف سياسي مختلف حتي اننا ان قلنا مانؤمن به ونعتقد بصوابه، وصمنا الاصدقاء قبل الجميع،واتهمونا بالاخونه وان لم نقل اتهمونا بالمنافقه .. ولله الامر!