لامثيل لارهاب " شارلي"!!- بقلم : محمود الشربيني
---------------------------------------------
قبل ان تقرأ: شارك وزير الخارجيه المصري سامح شكري في المسيرات الفرنسيه المندده بالارهاب ،الذي الاعتداء علي مقر صحيفة "شارلي ابدو"..ثم الهجوم علي متجر يهودي ، الذي اسفر عن مصرع 5 اشخاص ، كانوا من بين 7 رهائن احتجزهم ارهابي اخر، وماتلاه من عواصف الغضب التي هددت مساجد فرنسا ومرتاديها!كما ان مصر اصدرت بيانا ادانت فيه هذه الاحداث ،وقال السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم الوزاره ان تمثيل الوزير شكري ياتي تجسيدا لموقف مصر الثابت ضد الارهاب!
*******************
لابأس ياوزير الخارجيه.. فنحن ايضا ضد الارهاب؟ لكن ماذا عن فرنسا نفسها؟ ماذا عن اميركا ؟ ماذا عن المانيا وانجلترا؟هل هم ضد الارهاب والعنف والقتل والتفجير؟ اذن فما الذي حدث في مصر منذ اسقطت مصر "الاخوان"..اخوان الارهاب واولياءالتطرف ودعاته؟ هل كان الدم المراق في مصر شراب من "عسل الجنه" المصفي مثلا؟ هل التفجيرات الاجراميه اليوميه التي ماتزال علي اشدها، لمؤسسات وممتلكات وبيوت- فضلا عن ازهاق ارواح المصريين- هدفها بناء بيوت اخري لهم في جنان الدنيا..فتصبح نعيما مقيما لهم بدلا من انتظارهم لنعيم الاخره فقط؟
اين كانت فرنسا من الارهاب ، وكل اعلامها يهيل التراب علي الانجازالمصري الهائل في الثلاثين من يونيو؟ اين كانت اميركا التي لم تتعلم بعد من دروس 11 سبتمبر حرفا واحدا؟ والي اين يذهب الالمان الذين يحتشدون الان ايضا والبريطانيون من اجل التضامن مع فرنسا؟
نحن نتضامن مع العالم ضد الارهاب فعلا ، بدليل ان وزير خارجيتنا بنفسه ، وبعد سقوط اقل من عشرين ضحيه ، يذهب الي فرنسا ليشاركها الآلام .. فماذا عن الاف من خيرة شباب ورجال وجنود مصر سقطوابفعل ايادي الارهاب القذره منذ ان اعلن الاخوان واذرعتهم العسكريه الحرب علي الدوله المصريه ، والسعي لاسقاطها لاستعادة عرشهم الساقط السليب؟
هل سيقول وزير الخارجيه لنظيره الفرنسي ، اننا شعب ودوله " اجدع" منكم؟ هل سيعايرهم بالموقف الرسمي المصري من الارهاب الذي يريد ان يطفيء ام النور ومافيها من تراث انتهكه الفرنسيون عندما لم يضعوا شعارات الثوره الفرنسيه موضع التنفيذ ، فالحريه والاخاء والمساواه تعني انك تحترم حريات الاخرين وعقائدهم ولاتسخر منها ،بل علي العمس نستطيع ان نقول ان الاميركيين في هذا الجانب مختلفون ويتفوقون علي الفرنسيين .. فالاستهزاء بالاديان - المسموح به فرنسيا- محرم اميركيا.. نعم محرم اميركيا
وطبقا لمقال ديفيد بروكس في نيويورك تايمز بعنوان " لست شارلي ابدو" قال انه لو ارادت الصحيفه الفرنسيه خلال العشرين سنه الماضيه ان تصدر " في اي حرم جامعي اميركي" لما صمدت 30 ثانيه، ولكان الطلاب اتهموها بتبني خطاب حقد ولكانت الاداره اغلقتها"
وبحسب صحفي اميركي اخر يدعي توني نورمان كان يتحدث للفرانس برس فانه " لامثيل ل (شارلي) مثيل في الاسواق الاميركيه،بل ان نورمان كتب في صحيفة بيتسبرغ بوست يقول : الاميركيون اكثر حرصا علي عدم الاساءه الي الحساسيات الدينيه او حتي ان يحاولواذلك؟
الاميركيون لديهم ايضا دستور ، تماما مثل الفرنسيين ، يؤكد ان من حق اي شخص ان يقول مايشاء ، بل انه حتي يحمي خطاب الحقد ( العنصري .. الديني .. الطبقي.. الخ ) لكن اذا كانت فرنسا تسمح وفق دستورها بالسخريه من الانبياء والرسل والاديان السماويه ،فان اميركا فيها محرمات اجتماعيه وثقافيه، فبحسب الاستاذ بهارفارد غولدهامر فان هناك في الولايات المتحده محرمات اجتماعيه وثقافيه، مثل عدم الاساءه الي الاديان .. ويكشف ان " شارلي ايبدو كانت صحيفه "صغيره جدا، شله من الرفاق الذين كانوا يعرفون بعضهم منذ سنوات ويفكرون بالطريقه ذاتها ، ويجب علي اي مقال او رسم في مجله ان يحصل علي موافقة رؤساء تحرير عده ، لان الاحتمالات تبقي قائمه بوجود آراء مستفزه"
تري هل جالت كل هذه الخواطر بذهن وزير الخارجيه المصري؟ انا لاادين او ارفض او استنكر مشاركته في المسيرات المتضامنه مع الفرنسيين ولكني كنت ادعوه - هو وغيره - ان ينتصروا للمصريين اولا .. فنحن في ارهاب لاقبله ولابعده ولم يتضامن معنا احد .. من بلد النور والحريات مرورا بببلد الديمقراطيه العريق والمانيا المرصعه بالفكر والفلسفه والادب وصولا الي واشنطن المتوهجه بالليبراليه الساسيه والاقتصاديه ، فلماذا هذا التعامل معنا بدونيه، سواء من جانب بلدان النور والاشعاع هذه او من جانبنا؟
- تمنيت ان يحمل وزير الخارجيه المصري معه موقفا ضاغطا ينتصر لثقافتنا وانتماءاتنا الدينيه الراسخه ، فنحن نحترم الاديان كل الاديان ونحترم الانبياء ونؤمن بهم جميعا ، واذا كانوا في باريس لايحصنون احدا من الانبياء من النقد ،فانه خطأ كبير كان علينا مواجهته ورفضه ، لانه وراء هذا الارهاب المرفوض من متدينيين او حتي مخدوعين او مغرر بهم موقف ديني ما ! فلو ان شارلي ابدو لم تسيء الي الدين الاسلامي والنبي محمد وعيسي عليه السلام ايضا لما وقع - في اعتقادي- مثل هذا الجرم علي زملاء صحفيين في صحيفه، وان كنا نتضامن معهم كزملاء مهنه ونرفض ترويعهم بالبارود والمتفجرات- وغيرهم بالارتهان والاحتجاز القسري- الا اننا لانقرهم علي سخرياتهم التي هي اقوي واشد من الكلمات والرصاصات والتفجيرات .
بعد ان قرات: بعد كامب ديفيد تغيرت مناهج التربيه والتعليم في مصر، كالتاريخ والمطالعه واللغه العربيه والدين، وحذفت كل النصوص التي تتعلق بالحروب بيننا وبين اسرائيل ، وعندما تولي فتحي سرور حقيبة التعليم فانه وفقا للمطالب الصهيونيه والاميركيه قام بالتوسع في تغيير المناهج ،بل و لأول مره اشرفت لجان اجنبيه علي تمصير التعليم! وعندما زار " بيجن" مصر عام 1981 قال للسادات : كيف تريدني ان اصدق انكم راغبون في التطبيع وطلاب مصر لايزالون يقرأون الايه التي تقول: ( لعن الذين كفروا من بني اسرائيل علي لسان داود وعيسي بن مريم) فامر السادات بحذف هذه الايات من المناهج ؟!
الايجدر بنا ياسيادة الوزير سامح شكري ان نضغط ايضا علي الغرب الذي لايحترم عقائدنا ورموزنا الدينيه ان يفعل مثلما فعلنا بداعي التطبيع والسلام .. الايحق لنا مطالبتهم بتشريعات وقوانين تمنع التعرض للانبياء والمرسلين ؟