طلقات الفرشاه الساخره في" شارلي ابدو".. اشد فتكا من رصاص الارهابيين!!- بقلم : محمود الشربيني
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
قبل ان تقرأ:
-بالطبع وكما هو متوقع ، فان "الجماعة الصحفيه"- وجمع غفير من القوي الناعمه المصريه- سوف يكون لها رأي في احداث الهجوم الدامي علي مقر صحيفة " شارلي إبدو" الساخره الصادره من باريس ..لابأس في الاختلاف .. ولامشكله فيه علي اي نحو..لكن لحظه من فضلكم هل الامر علي هذا القدر من التبسيط؟ هل المسأله بهذا القدر من البساطه ؟ واقع الامر ان الكلمه والريشه احيانا ماتكون امضي من السيف ، والمقاله والكاريكاتور قد يكون احيانا اقوي من الرصاص والبارود ..ونصف كلمه ساخره كان يكتبها احمد رجب وجلال عارف، تعادل طنا من القنابل الخارقه والحارقه( في وجه الظلم والفساد والاستبداد والقمع)  
************************
اعتذر منكم  ايها الزملاء والاساتذه .. الذين اخالفهم الرأي في ماذهبوا اليه من ادانة ماجري للزملاء الصحفيين والرسامين وللصحيفه الساخره نفسها .. انا مثلكم ادين ماجري .. ارفضه.. بكل ماأوتيت من امكانيه .بداية انا قد لااكون مثل الاخرين في تقواهم وورعهم وتاديتهم لكل شعائر الدين علي نحو تام وكامل ،ومع هذا فانني اختلف مع منطق ادانة ماجري وكانه جري من طرف واحد .. ليس لاني  متطرف او متدين "زياده عن اللزوم" ومن ثم فانني "اتشفي" في زملائنا في المهنه من " االمستنيرين الفرنسيين".. واقول كما يقول البسطاء والعامه " من اعمالكم سلط عليكم ".. مطلقا هذا ليس انا.. مطلقا.. فمن زاوية حرية التعبير وادانة العنف والارهاب ادين الاجرام باسم الدين والارهاب باسم الدفاع عن النبي والاسلام والمسلمين .. لكن في الحقيقه كان ينبغي  ان يتذكر الناس - والقوي الناعمه المصريه-ان  رسامي شارلي إبدو المستنيرين في عيونهم.." ظلاميون" جدا .. فاين وكيف يمكن لاحد ان يري في السخريه من دين عظيم كالاسلام ونبي كمحمد عليه الصلاة والسلام حرية راي او تعبير؟ لماذا السخريه من الاديان تعجبنا ؟ لماذا وقلوب الملايين تهفو الي الله والي انبيائه املا في راحه انسانيه هي وحدها مابقي لهم من هم الدنيا المقيم ؟ اضاقت الارض بمكونات السخريه فلم يوجد الا محمد وعيسي وسائر الانبياء والمرسلين ، وكيف تدافعون عن هذا امام الله الواحد الاحد؟ هل سيقول له مجدي الدقاق- وهو رئيس تحرير سابق لمجلة اكتوبرومن اقطاب الحزب الوطني كتب منتقدا وساخرا من نقابة الصحفيين ونقيبها تاخرهم في اصدار بيان ادانه للجريمه باسم الصحفيين- انها يارب العالمين رايهم وهو حق مكفول لهم بنص الدستور الفرنسي ؟ اتقدرون الدستور الفرنسي وتحترمون نصوصه ولاتحترمون نصوص الدين الاسلامي ؟ هل مطلوب منا ان نحترم الفرنسيين ودساتيرهم وثقافتهم ومايعتبرونه حرية راي وتعبير يكفلها دستورهم ، وهم لايحترمون باي قدر عقائدنا وثقافتنا ورموزنا الدينيه ؟ وهل معني ان دستور فرنسا لايعتبر الاساءه الي الانبياء جريمه يؤاخذ عليها مرتكبها ان هذا امر صايب يجب القبول به وعدم ايضاح فساده ؟ انه منهج فاسد .. والحقيقه انه يجب ان يكافح ويقاوم ويتغير والشيء بالشيء يذكر هل تذكرون انه بعد ان وقع السادات - وهو رئيس اختلف معه وارفض سياساته تماما- اتفاقية كامب ديفيد ، استزأر الاميركيون والصهاينه وعلا صوتهم علينا طالبين حذف آيات .. نعم حذف آيات من القرآن الكريم تحض علي الجهاد ، وتتحدث عن اليهود وتسرد لنا من المواقف مايجعلنا لانامن لمعاهداتهم ولا لالتزاماتهم ولا لتاريخهم الاسود علي مر العصور والسنين وبالمثل فانه يصبح من حقنا ان نطالب الاميركيين والاوربيين والفرنسيين في القلب منهم ، باعتبار ان باريس تسمي عاصمة النور ، ان يصدروا من التشريعات والقوانين مايمنع من اهانة رموز الاسلام والمسلمين 
ان الرؤساء سواء كانوا رؤساء فرنسيين وغيرهم اذا اهينوا او قذفوا بالبيض او بالطاطم او حتي اهيل عليهم التراب ، فلا يعدون كونهم " سياسيون " لاقداسة لهم ..واذا جاز لهم ان يتعاملوا مع البابا بشكل ساخر فهذا لانه محض رجل دين .. شأنه مثل اي رجل دين من المسلمين .. يختلط حديثه الديني بالموقف السياسي ، لكن الامر مختلف بالنسبه للدين الاسلامي ، علي الاقل بالنسبه للقرآن الكريم والنبي العظيم .. وايضا النبي عيسي بن مريم عليه السلام .. وقد كان تعرضه ايضا للسخريه من الصحيفه المذكوره مما ازعج المسلمين الذين يحبون مريم وعيسي حبا جما ويعظمونهم ويوقرونهم توقيرا كبيرا .. من هنا فنحن مطالبون بان ننتصر لانفسنا وان نطالب بالمثل ، فاذا كانوا يطلبون السلام ، ومن ثم يطلبون من المسلمين الايركزوا في تعاليم الدين علي الجهاد ضد الصليببيين واليهود فنحن في المقابل نطالبهم بان يحموا شرائعنا ورموزنا الدينيه الاعظم من الاهانه ويحصنونها والا فانه لن يكون هناك سلام في الارض ولامسره .
المسلمون مأمورون بالدفاع عن العقيده .. صحيح بالحكمه والموعظه الحسنه لكني لا استطيع فهم موقف احد ايا كانت درجة استنارته او ليبراليته ولا  يتحدث عن  "رصاصات شارلي ابدو " التي سبق ان وجهت الي نحور النبي والدين الاسلامي. من يمكنه ان ينسي او يتجاهل ان الرصاصات التي اطلقوها في كاريكاتورات مسيئه ضد النبي هزت قلوب الملايين من المسلمين حتي ممن يعبدون الله علي حرف .. حتي ممن لا يقيمون الطقوس والشعاير الاسلاميه ككل الورعين والمتقين الذين يقومن الليل ويفرون الي الله دوما ، ويهرعون الي الصلاة في المساجد مع انطلاقة كل آذان يشق السماء بنغماته وبندائه حي علي الصلاه
ايها الاصدقاء ايها النبلاء .. ايها الليبراليون .. ايهاالديمقراطيون .. يامن تعلون حرية التعبير علي كل شيء حتي علي دستور وعقيدة المسلمين ، لااقول كلاما ثقيلا عليكم .. ولو اردت ان اجعله كذلك لفعلت ، لكني نشدتكم الله ، لايهن عليكم الدين ورمز الدين بهذا القدر .. فلم يبق لنا سواه . نقول هذا ولسنا من المنتمين او المشايعين لجماعات التاسلم والتدين السياسي .. ولسنا من السلفيين وانما نحن منكم ومعكم في نفس خنادق حرية الرأي وحرية التعبير لكنا فقط نري ان حرية التعبير لاتعني اهانة الدين وايذاء نبي الاسلام العظيم .. اللهم ارزقنا شفاعته يوم الحشر العظيم .
نسيت ان اقول لحضرات المنددين بنقابة الصحفيين علي خلفية تأنيها في اصدار بيان بموقفها حول الجريمه : لا تعتقدوا ان هذه السطور دفاعا عن النقابه ،ولا عن النقيب .. واذا اردتم اقول لكم تعالوا نعلمكم كيف يكون " نقد" نقابة الصحافيين ..تعالوا نحدثكم نحن عن خطايا نقابة الصحفيين المصريه وكيف اهدرت حقوق الصحفيين ،وكيف فرغت العمل النقابي من مضامينه تعالوا نقل لكم مااوجه النقد الصارخ التي يمكن ان نوجهها الي النقيب ومجلس النقابه هناك الكثير مما يملأ سطور هذا المقال وغيره وما يمكن قوله في هذا الاطار .. هذا كنتم تريدون الحديث عن نقابة الصحفيين احد اعرق نقابات الرأي في مصر .. اما في واقعة تاخرها في اصدار بيان ادانه لجريمة شارلي ابدو فالمساله تحتاج الي كثير من الحكمه والتروي لان الادانه مشتركه ( ارهاب المتطرفين وارهاب شارلي ابدو) ففي الخلفيه وجب ايضا  ان يكون حاضره وبقوه مشاعر المسلمين و اهل الدين واهل الكتاب .. وجب ايضا ان نذكركم بان الارهاب ليس طلقات بارود ورصاص تلمع في باريس ، بل هي طلقات فرشاه وسخريات كلمات تنطلق من قلب مقر " شارلي  ابدو" .. الساخره دوما من الاسلام والمسلمين .. باقوي من لعلعة البارود في شوارع العاصمه باريس