.. ماجد وأبانوب ويوسف وهاني وكيرلس وميلاد وصامويل وجرجس.. مصريون من عمق الصعيد، سمالوط.. المنيا، تم «خطفهم».. ضمن 13 مسيحياً مصرياً تم اختطافهم في ليبيا ليرتفع عدد المصريين المسيحيين «المختطفين» الى 20، وما خفي كان أعظم.
مسلحون من جماعة «أنصار الشريعة» المتشددة – على ذمة سكاي نيوز عربية – اقتحموا سكنا للعمال المصريين وأطلقوا الرصاص في الهواء، وهددوهم بالقتل، ثم قاموا بفرز «المسيحيين» واختطافهم، فأي رسالة يود «أنصار الشريعة» المسلمون توجيهها لمصر، ومن ثم للعالم كله؟ لنعرف طبيعة الرسالة علينا ان نعي لماذا أدرج مجلس الأمن الدولي في 19 نوفمبر الماضي جماعة «أنصار الشريعة» على قائمة المنظمات الارهابية؟
 تقول اللجنة المشكلة من قبل مجلس الامن لمتابعة القرارات المتعلقة بتنظيم القاعدة ان «أنصار الشريعة» الليبية متهمة بالسيطرة على معسكرات تدريب لصالح مجموعات مرتبطة بالقاعدة في سورية والعراق، وان أعضاء في «أنصار الشريعة» شاركوا في عمليات إرهابية منها: الهجوم على منشأة للغاز في «عين أمناس» في الجزائر وتدربوا في المعسكرات التي تسيطر عليها الجماعة في ليبيا.
وتنتشر فروع تنظيم أنصار الشريعة في أغلب الدول العربية من المغرب إلى سورية، والمراقبون يختلفون حول تاريخ إنشاء «تنظيم أنصار الشريعة» في ليبيا، حيث يقال انه انشئ أواخر عام 2011 او في ابعد تقدير بداية عام 2012، لكن بعض المصادر تعيد تاريخ انشاء التنظيم الى قيام ما عرف بـ«الملتقى الاول لأنصار الشريعة» في بنغازي، وهو كان بمثابة أول ظهور إعلامي للتنظيم في صيف 2012، وذلك بعد انشقاق أو خروج عدد من الكوادر من «سرايا راف الله شحاتي» التي مازالت تعمل في بنغازي حتى يومنا هذا والتي كانت من اول اهداف ضربات الطيران التي استهدفت على حد سواء مراكزها
 ومراكز «كتيبة شهداء 17 فبراير».
ومنذ نشأة أنصار الشريعة كان ولايزال المسؤول العام عنها الشيخ محمد الزهاوي، وهو من السجناء السابقين في سجن أبو سليم الشهير في العاصمة الليبية طرابلس.
و«الزهاوي» أعلن في بيان بالصوت والصورة أنه يعتبر «مصر» ضمن دول اخرى أحد داعمي اللواء متقاعد خليفة حفتر، في حربه ضد قوى الاسلام المتشددة، ومن هنا نفهم عداء «الزهاوي» وأنصار شريعته لمصر، لكن ما لا يفهم لماذا اختطاف، بل وقتل المصريين المسيحيين فقط؟.. وما هي الرسالة التي يود أن يوصلها للعالم؟ فبعد اتهامهم بالضلوع في تفجير السفارة الأمريكية وقتل السفير الأمريكي، اتجه هذا الفصيل - الذي يرفع علم «القاعدة» الأسود – إلى قتل المصريين علانية في ليبيا واختطافهم، وآخر المقتولين كان الطبيب المصري المسيحي وزوجته وابنته، وبعد أقل من
 أسبوعين خطف المصريين المسيحيين الـ13.
 .. فهل ستترك مصر أبناءها في ليبيا يواجهون الموت؟
.. وهل ستتحرك أجهزة الدولة من إعلام ووزارة خارجية لاستدعاء العمالة المصرية من المناطق الليبية غير الآمنة؟
 فالدولة المصرية هي من سمحت لهؤلاء المصريين بالعبور من حدودها إلى ليبيا وهي تعلم أن حرباً أهلية وشيكة ستقع فيها، وهو ما قد كان، وأصبح على الدولة أيضاً أن توفر لهم سبل العودة الكريمة – مرة أخرى – بعد أن وصلت الأوضاع إلى ما هي عليه من سوء.
 .. لا تتركوا المصريين الباحثين عن «لقمة العيش» حتى لو مدفونة بين الرصاص والدماء والأشلاء في بلد شقيق تطحنه الحرب الأهلية، نتمنى له ولأهله السلامة، وندعو الله أن يزيل عنا جميعاً مقته وغضبه.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
 twitter@hossamfathy66