لم تعثر له على اثر. اختفت اخباره تماما. كانت عقارب الساعة الذهبية المعلقة على الحائط تشير الى الثالثة صباحا.
حاولت ان تنام. حاولت القراءة. راحت تقلب في قنوات التلفزيون دون هدف. عقارب الساعة تشير الى الثانية صباحا. هزت رأسها بعنف. عقرب الثواني يسير عكس دورانه المعتاد. تساءلت مذهولة: هل يعود الزمن الى الوراء؟ هل اقتربت الساعة؟ من علاماتها تقارب الزمن او تقاصره وليس من بينها عودته الى الوراء!
 
واصلت حديثها مع نفسها: ان هذا يعني ان غدا لن يكون غدا. ان غدا سيكون (امس) وبعده امس الاول، عندما التقيا اخر مرة في ذلك المطعم الفاخر الكائن في منتصف الشارع التجاري بالمدينة لتناول العشاء. كانت مكتملة الاناقة والرشاقة. نشيطة، متلألئة ، مزهرة كحقل الياسمين. تطرقا الى 25 يناير و30 يونيو. تناقشا، تجادلا، اتهمته بالسذاجة والسطحية.
 
اتهمها بالعجرفة والرجعية.اعادت اليه خاتمه واسرعت منصرفة. ارتقت بجسدها الفارع فوق المقعد الوثير. قبضت بكلتا يديها على الساعة الذهبية.
 
طرحتها بقوة على الرخام البارد. احدثت دويا هائلا لم يسمعه احد غيرها...