كشف حساب 2014: هزمنا وانتصر احمد عز فقط!- بقلم : محمود الشربيني
-----------------------------------------------------------
* حكومة 7 الصبح مالذي حدث لها ؟ الرئيس ووزيره الاول لايرضيان عنها ومع هذا باقيه تمارس عملها .. هزائمنا مستمره!
*داخل كل عبد احساس بانه عبد يقوده الي الاستذلال مثلما داخل كل مستبد وحش صغير يقوده الي الديكتاتوريه.
*ضبطت نفسي متلبسا بضيق الصدر من مناصري الاخوان .. بعضهم من اصدقائي لكني اتعجب كيف تخفوا في ثياب الليبراليين كل هذه السنين ؟!
*الغالبيه العظمي منا اصبحوا حزرا منعزله تنكفيء علي ذاتها تطفيء توهجها بغرقها في ذواتها وتعطيل الحوار المشترك توهما لزعامه تفتقر اليها.
*هزمنا انفسنا عندما خذلنا احلامنا في الحياه والحب والحريه .. حلم البيت الامن والتربيه الصحيحه .. نحن اقل من العراب واسالوا ماريو بوزو وكوبولا!
*كلا منا ودع 2014 ب" ورده" او ب" قله" وفي الطريق الي 2015 سرنا علي اشواك كثيره .. احببنا .. كرهنا .. توهمنا .. تشرذمنا ولم ينجح احد!
*معركة الشيوخ والشباب انتهت بهزيمه ساحقه فلا الشباب صاغوا رؤيتهم وصححوا خطيئة غياب القياده في يناير ولا الشيوخ استلهموا تجارب نظرائهم وتجاوزوها
*ليل مكتبة الاسكندريه الثقافي منطفيء ومركز تدريب الصحفيين مغلق ولم يدرب احد والمجالس القوميه المتخصصه بال حراك .. وصارت مكان للركن الانيق علي الارفف!
-----------------------------------------------------------
قبل ان تقرأ:مضي كل منكم الي حال سبيله .. ودع 2014 ب " ورده"او ب" قله".. قله قليله من ارسلت الينا ب" فله" .. وكثره كثيره عطرنا حياتها ب" جمله" او ب"كلمه".. في الطريق الي 2015 سرنا علي اشواك كثيره .. صعدنا دروبا وخضنا مسالك وعره .. احببنا .. كرهنا .. توهمنا .. تشككنا .. انهزمنا في معاركنا اليوميه الصغيره .. لااعتقد ان احدنا انتصر .. فقط انتصر " احمد عز" .. انتصر واخرج لنا لسانه واعلانه .. وحديده الذي هو حديدنا وتكلم ماله الذي هو مالنا .. لم ينتصر بعد مبارك..ولاجمال ولاعلاء .. ربما كان نصرهم قادما علي الطريق !( مع ان ماجري منهم سيبقي سطرا مشينا في سجلات ثورة غضبنا المجيده في يناير العظيم ..التي ستبقي ثورة مجيده ولو كره الاخرون).
******************************
هزمنا او هزمنا انفسنا .. فقد تعلمنا درسا بان نرعي احلامنا .. وتعلمنا ان من يخذل حلمه يخذله .. وطبقنا الدرس بامتياز شديد .. فخذلنا كل الاحلام .. حلم الحب وحلم الحريه وحلم التحقق .. خنا الاحلام ومازلنا نخون .. حلمنا بالبيت الآمن بالاطفال ولم نربي اطفالا يقرأون ..وانما ربينا اولادا "يتلقنون"..يهوون "سبايدر مان" ويعتبرون "الليله الكبيره" تراثا عقيما لايناسب العصر..علمناهم abc والابجديه العربيه.. لكننا لم نعرف ابدا ان نقول لهم كيف يكتشفون مواطن القدره في انفسهم وان ينظروا بداخلهم ليعرفوا انفسهم فيشبون واعين بذواتهم ويتفكرون في تحدياتهم .. ويقررون بوعي وبفهم مصائرهم ولايكرون تجاربنا الفاشله ..
توهمنا اننا كنا آباء حقيقيين وفي الحقيقه اننا هزمنا امام تحديات الحياه .. فلم نقم بواجبنا الحقيقي.. يلح علي خاطري دائما " عراب ماريو بوزو" .. اقدر الروايه لكني احب "مارلون براندو".. كثيرا .. هوايا سينمائي كعبد الناصر ( مع الفارق ومع التحيه ايضا لذكري الرجل والزعيم) في احد مشاهد "العراب".. فيلم "فرانسيس فورد كوبولا" الاشهر في جزئه الاول نشاهد "براندو" يلعب مع حفيده .. ويلح علينا في نفس اللحظه حديثه الي ابنه الاكبر المتفجر حماقه وتسرعا " سوني" ( لعب دوره جيمس كان) عن اهمية ان يعطي وقتا لاسرته!! العراب رجل يحمل توكيلا بالقتل .. العراب بيزنس مان..القتل مهنته لاهوايته.. لايعرف الرحمه ولكن تحكمه مصالحه ومصالح عائلته و بالنسبة له القتل " عمل" مجرد عمل.. هذا القاتل الذي يفرح مثلنا ويحزن مثلنا ويشعر مثلنا قلبه في عائلته وقلبه لعائلته!لذلك قال لابنه ( الماجن الذي كان لايتورع عن ترك زوجته في الطابق الارضي ليصعد الطابق العلوي ليمرح مع امراه اخري!): الرجل الذي لايعطي وقتا كافيا لعائلته يخطيء كثيرا !.. هزمني "القاتل" بعقله الراجح في تعامله مع عائلته!
الفارق بيننا وبين براندو وسوني هو خزائن الارض التي كانت تحت ايديهما .. صحيح انها "مضمخه" بالدماء، لكنها لم تستلهكهم كما تستهلكنا الحياه ومعاركها اليوميه بحثا عن طعام وغذاء وكساء ودواء الخ.. تغير الزمان فاصبح مطلوبا منا ان نخوض يوميا قتالا حتي الموت بحثا عن لقمة العيش! انتم وانا وهم وهن كلنا يفعل ذلك.. وكثيرون يفشلون .. اتلقي يوميا طلبات كثيره من احبه واهل واصدقاء طلبا للمساعده .. ماينهض دليلا علي ان الحياه باتت اصعب من ان تحتمل، ويشقيني طبعا الا استطيع تلبية احتياجات الجميع .. واعترف بانني احيانا اخجل من ان اتواصل معهم !
ثمة توهم آخر بان الديمقراطيه يمكن ان تكون " فضيله" بعد ثورتين عظيمتين وهذا وهم كبير .. عبثا حاولت ان اجعل منبري علي فيس بوك ساحة للحوار ..اترك مقالاتي لمن يحتفي بها او يختلف معها او يعرض عن صاحبها، لكن التواصل الاجتماعي علي ساحات " التويت والفيس"يجعلك مباشرا ويضعك وجها لوجه امام حشد من الاصدقاء تعرف انهم موجودون هنا باليقين.. الحصاد المر هو :لم يتعلم احد، او يتمتع احد - كثره غالبه في الحقيقه- بممارسة فضيلة الحوار المحترم الذي يعلي الفكره والحقيقه علي ماعداها من قصور معلوماتي او انتماء حزبي او ضعف شخصي .. تحاور احدا وتشجعه حتي علي الاختلاف فتجده لايستطيع ان يدير حوارا حقيقيا .. ليس مهما ان تتغير قناعاته لكن المهم انه عندما يصر علي رايه ان يمتلك الادله علي صواب مايذهب اليه! تطرح افكارا تظنها تحتاج جهدا من متابعيك واصدقائك فاذا بك تعيش وهما كبيرا .. فالاغلبيه جزر منعزله تنكفيء علي ذاتها ، تطفيء توهجها بغرقها في ذاتها ،وتوهم قيمه - او زعامه- ليست لها ولا وجود لها.. يفجعك ان بعضهم يعاني فراغا شديدا يظنك تشاركه اياه حينما يختارك لتلعب معه كاندي كراش ! (يا أنت انا لاعرف لعبتك فانصرف اليها!)
تكلم .. تحاور .. ينبيء الانسان عن نفسه حين يتحدث كما يقول العقاد.. ان تتحدث يعني ان تفكر وان تنصت لغيرك يطرح رؤيه .. يثير قضيه .. يفكر معك.. يتفق او يختلف .. متعه ان تختبر صحة افكارك .. لكنها متعه لايشعر بها من تربت عقولهم في احضان الاستبداد والديكتاتوريه .. ومثلما انه داخل كل " عبد "احساس بانه "عبد"، يدفعه للاستذلال ،فبداخل كل مستبد برايه وحش صغير يحرضه علي الديكتاتوريه!
في 2014 اكتشفت اننا لاديمقراطيون حقا وصدقا .. مثلا انا اعترف بانني ضبطت نفسي متلبسا بضيق الصدر من بعض مناصري "الاخوان المسلمون"..بعضهم اصدقائي.. لكني اتعجب كيف عشنا مع بعض سنوات ونحن نهوي سويا القراءه ونحترف الصحافه و نتعاطي الافكار ونتشاطرالمعلومات ونكاد نتخذ نفس المواقف، وفجأه نستيقظ علي كلمات عمنا صلاح جاهين تذبحنا من الوريد الي الوريد : /فرق ما بينا البين ما عدناش سوا /!
********
/أدي اللي كان و أدي القدر و آدي المصير
نودع الماضي .. و حلمه الكبير
نودع الأفراح .. نودع الأشباح
راح اللي راح ماعادش فاضل كتير

************
تدوي في اذني بقية كلمات الاغنيه الملغزه المعبره ويجتاحني الصوت الاوبرالي للرائعه ماجده الرومي وهي تشدو :
// إيه العمل في الوقت ده يا صديق؟
غير إننا عند إفتراق الطريق
نبص قدامنا .. على شمس أحلامنا
نلقاها بتشق السحاب الغميق//
كيف اختبأوا كل هذه السنين في ثياب الليبراليين ؟
******************
شبع الكتاب مطالبات بالحوار المجتمعي والحضاري، صفحات الصحف فاضت عن آخرها بمقالات حول فكرة الديمقراطيه والدعوه الي الحوار ، وكم من مطبعه وصحيفه اعادت طباعة " طبائع الاستبداد" للكواكبي ، لكن يبدو كل شيء وكانه مزيف .. او علي حد توصيف الاديب الكبير علاء الاسواني يبدو كل شيء و ( كأنه) حقيقي :تبدو الانتخابات المزوره وكانهاحقيقيه مع انه لم يحضرها احد ، تبدو الحكومه وكانها منتخبه مع انه ينتخبها احد، تبدو الممارسه وكانها ديمقراطيه مع ان التمثيليه البرلمانيه صنعت في " امن الدوله"!!
نشتبك معا حول الثنائيات دون ان نقول علي اي اساس ينبغي استبعاد الشيوخ وافساح المجال للشباب، وكأن احدا يستطيع ان يمنع الشباب الموهوب القادر من التقدم ؟علي مشارف الانتخابات نسأل الشباب هل نجحوا في صياغة كيان يوحدهم ؟ هل "ألفت" الثوره التي شارك معظمهم فيها بين قلوبهم؟هل تفكروا في قياده موحده تجُبُ خطيئتهم في يناير؟ هل ملأوا القري والنجوع بافكارهم الوثابه هل تحركوا لمكافحة الجهل والبطاله؟ بل ينتظرون ان تحل الدوله مشكلة المجتمع مع الارهاب، ويتوارون هم خلف جزرهم المنعزله وكأن المعركه لاتخصهم وكان المستقبل يجب ان يسلم لهم شيكا علي بياض ، وان الشيوخ يجب ان يستأذنوا في الانصراف او يضربوا بالنار كخيل الحكومه !
لااعفي الشيوخ من ضيق الصدور بالشباب .. ومن الامعان في القطيعه بين الاجيال ، فلا احد ياخذ بايدي احد .. ولايشجع احدا ولايقل لاحد تقدم وكانه ان فعل يكون في هذا حجة عليه؟ لدينا مراكز تدريب في نقابة الصحفيين فمن الذين دربتهم ؟ من الذين حاورتهم؟ من الذين جمعتهم من شيوخ وشباب المهنه؟ من اهتم بمناقشة تحديات الصحافه في زمن الصحافه الالكترونيه ؟ من واصل العطاء في مؤسسة هيكل للتديب التي حاضر فيها سيمور هيرش ؟من واصل اضفاء البريق علي الطابق الساحر في الاهرام الذي شهد ندوات لسارتر ودورينمات ومونتجمري و مالرو؟ بل ان تجارب الشيخ العجوز في الاهرام لم يتجاوزها احد حتي الان منذ ستينيات القرن الماضي !
ماذا فعلت مكتبة الاسكندريه ؟ هل اضاءسراج الدين ليلها الثقافي ؟الي متي تبقي قاعاتها المجهزه خاوية علي عروشها من الالق الثقافي والتفاعل مع الشعراء والكتاب والمثقفين ؟ من يعيد الحيويه لمكتتباتنا العامه ؟ متي تنشط سياحتنا المعرفيه داخل المتاحف المصريه ؟ من يتابع اعمال البيت الفني للفنون الشعبيه في ثوبه الجديد الذي يحيكه مبدع من وزن مسعود شومان شاعرا وباحثا وفنانا متوثبا!بل متي تصبح المجالس القوميه المتخصصه مجالس للحوار والفكر وليس مخزنا لركن الشيوخ علي الرف الانيق!
بعد ان قرات: الهزائم في 2014 مستمره .. والاسلوب الذي نحلم بتغييره في 2015 لانري عليه بشاره او نبوءه .. قالوا لنا عندما شكلوا حكومة مابعد 7/3 انها حكومة السابعه صباحا .. والان نسمع الرئيس - ووزيره الاول-يقولان لنا ان اداء بعض الوزراء دون المستوي !!
اعرفتم الان لماذا هزائمنا مستمره .. بينما انتصر احمد عز ... وربما يكون نصر مبارك وولديه في الطريق