طيب!!!

لتهدأ روح.. «شتا»

.. هل فعلاً ما رأيناه.. وسمعناه.. وعايشناه؟.. هل حقاً بدأنا أول خطوة على طريق العدالة والمساواة؟.. هل صدقاً تساوت الرؤوس وآن الأوان أن تهدأ روح الشاب «عبدالحميد شتا» وتستريح؟
يقول الخبر إن وزير الخارجية سامح شكري قد اعتمد قرار تعيين الدفعة الجديدة من شباب الدبلوماسيين المعروفة بالدفعة (48) والتي تضم (19) ملحقاً دبلوماسياً جديدا، اجتازوا بنجاح اختبارات مسابقة الانضمام للسلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية بأنواعها التحريري والشفهي والحاسب الآلي.
طيب.. يا سيدي مبروك – وماذا في هذا؟..
.. وتنقل وسائل الإعلام عن السفير بدر عبدالعاطي المتحدث باسم «الخارجية» ان  (1244) شاباً وفتاة من حملة المؤهلات العليا في جميع التخصصات تقدموا للاختبارات، واجتاز الامتحان التحريري (144) متقدماً فقط، بينما استطاع (19) من مجتازي  (التحريري) الحصول على النسبة النهائية في جميع الاختبارات.. وفازوا بالوظيفة المأمولة.
طيب.. يا سيدي ما قلنا مبروك .. وبعدين يعني؟!
.. تقول «الإشاعات» إن من بين المتقدمين الـ (1244) كان يوجد – والعهدة على الراوي -  (11) من أبناء السفراء لم ينجح منهم أحد!!.. وبالتالي فإن الدفعة (48) جاءت خالية، ربما للمرة الأولى من أبناء السفراء حيث لم يتمكن أي منهم من الحصول على النسب المقررة للنجاح واجتياز الاختبار!!
وطبعاً لست «ضد» التحاق أبناء السفراء بالعمل في السلك الدبلوماسي، فربما تكون نشأة وتكوين الشاب الذي تربى في بيت دبلوماسي عاملاً مساعداً على نجاحه في عمله، لكن ذلك لا يعني أبداً ما كان يحدث في السابق من اعطاء الأولوية في التعيين لأبناء الدبلوماسيين، دون غيرهم، واحباط بقية شباب مصر الآملين في خدمتها من خلال الالتحاق بالسلك الدبلوماسي، أو قتل الأمل في نفوس المؤمنين بمبدأ تساوي الفرص بين «شباب الوطن الواحد»، حتى يعم الإحباط.. وتتضاءل الوطنية.. ويتراجع الانتماء.
هل تذكرون قصة الشاب عبدالحميد شتا التي وقعت عام  2002، إبان حكم الرئيس الأسبق «البريء» حسني مبارك؟.. عبدالحميد كان خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، شاب نابه يقدره أساتذته، ويتوقعون له مستقبلاً باهراً كان يقوم بإعداد الماجستير، وينشر الأبحاث في دوريات محترمة، تقدم شتا لاختبارات جهاز التمثيل التجاري – الذي لا يتبع «الخارجية» - واجتاز كل الاختبارات، وكان ترتيبه المبدئي (الأول) على 43 شاباً وصلوا للتصفيات النهائية، وبالصدفة كان «شتا» مكلفاً من الكلية بالإشراف على كورس ضم الـ (42) متقدماً الآخرين، وظهرت النتيجة النهائية.. وكان
 «شتا» هو الوحيد الذي لم يقبل!! والسبب الذي ووجه به أن أباه «فلاح بسيط من قرية صغيرة».. عبدالحميد شتا الشاب النابه.. الواعد.. حمل إحباطه ويأسه وقفز بهما في النيل من فوق كوبري «6 أكتوبر»، نعم انتحر شتا لأنه تجرأ.. وحلم في زمن اقتصر فيه الحلم على أبناء الأكابر!!
ما حدث في امتحان الدفعة (48) هو بارقة أمل حقيقية أدعو الله أن تتحول نبراساً يضيء الطريق أمام الشباب نحو مزيد من الإيمان ببلدهم.. والانتماء لوطنهم.. والحب لمصرهم.. ويا رب يصل الأمر الى تعيينات المعيدين أبناء الأساتذة.. ووكلاء النيابة.. أبناء القضاة.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66