طيب!!!

بابا نويل.. بلا هدايا

«تهادوا.. تحابوا».. «والنبي قبل الهدية»، ولأننا «شعب متدين بطبعه» فنحن نطبق السنة النبوية المشرفة بـ«حذافيرها»،.. كما تعلمون، خصوصا في مسألة «الهدية»!!
المهم أننا في العام الحالي أحوج ما نكون للتبرع بقيمة الهدايا التي تعودنا على تلقيها من المؤسسات والهيئات وحتى القطاع الخاص الى صندوق «تحيا مصر»، بدلاً من عشرات الاجندات والنتائج والمفكرات والاجهزة الالكترونية صينية الصنع التي نتداولها دون داع مع بداية العام الجديد، فمصر اليوم أحوج ما تكون إلى قيمة كل هذه الأشياء، وشخصيا تكفيني عبارة «كل عام وأنت طيب.. لقد تبرعت بقيمة هدية هذا العام لصندوق «تحيا مصر»، وسوف تسعدني هذه العبارة أكثر بكثير من الهدايا السنوية».
يقول رئيس شعبة الأدوات المكتبية باتحاد الغرف التجارية أحمد أبوجبل في تصريح نشره موقع «مصر العربية» الذي يرأس تحريره الزميل والصديق عادل صبري، ان مصر استوردت بما قيمته 100 مليون دولار هدايا بمناسبة الكريسماس والسنة الجديدة، وهي تشمل إكسسوارات ولعب أطفال وأشكالاً مختلفة من «بابا نويل»، ومعظمها يتم استيراده من الصين بالدرجة الأولى.
هل يعقل أن مصر التي تعيش ظروفاً اقتصادية لا تخفى على أحد تستورد هدايا استفزازية بـ100 مليون دولار خلال شهر؟.. وماذا سيحدث لو مر هذا العام دون أن يحمل لنا «بابا نويل» جواربه المملوءة بالهدايا؟ ألا يمكن أن نغرس في نفوس أبنائنا قليلاً من مشاعر الإحساس بالمسؤولية، ونشرح لهم أن هداياهم «تحولت» إلى دعم لبلدهم المنكوب؟..
أما الشركات والمؤسسات والهيئات والجهات الحكومية فلا أعلم إن كانت قد صدرت لرؤسائها والمسؤولين عنها تعليمات بأننا نمر بظروف عصيبة – ربما لا يعلمون!! – ويجب أن يلغى بند الهدايا تماماً أم لا؟.. وعموماً إذا كانت مثل هذه التعليمات لم تصلهم، فسأعتمد على حسهم الوطني!! فإن لم يكف.. فليتذكروا أن هناك «أسرة رئاسية» بأكملها.. كانت تحاكم بسبب هدايا تلقتها من بعض دور الصحف!!
.. أما أكثر أخبار هدايا العام الجديد استفزازاً فهو هذا الخبر المنشور في مجلة «روز اليوسف» والذي يقول إن رجل الأعمال «البريء» صاحب عبارة الموت الشهيرة، وشريك مسؤول الرياسة «الكبير» إبان حكم الرئيس «البريء» مبارك، شوهد مع حارسين شخصيين يتسوق في «هارودز»، وبلغت فاتورة شرائه ما يعادل 75 ألف دولار، قال للمقربين له إنها هدايا سيقدمها لـ«أصدقائه» بعد عودته الى مصر عقب الاحتفال بالكريسماس وقبل بداية العام الجديد، خاصة بعد ان دخل في شراكة جديدة ناجحة مع وزير من نفس عهد «البراءة» فرّ الى لندن واستقر هناك، واشتروا معا 3 «عبارات» موديل
 2013، ندعو الله ألا تغرق بركابها كسابقتها.
.. ونؤكد لرجل الأعمال «البريء» العائد من المنفى الاختياري ان أرواح 1133 بريئا.. غرقوا مع عبارته في انتظاره، تدعمهم دعوات 1133 أسرة مصرية فقدوا أحباء وأعزاء لهم ستطارده لعناتهم سواء في لندن أو في مصر.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66