آيات" شيطانيه.. جدا! -بقلم محمود الشربيني
-------------------------------------------------------
قبل ان تقرأ:كنت "متحفزا" وانا اتلقي تقرير تقصي حقائق ماجري في " رابعه".. الذي اشرف علي اعداده وتحقيقه القاضي فؤاد عبد المنعم رياض! كنت اريد ان اقرأه بعيون وقلوب "الاخوان".. دار بذهني ان هذا الطريق يمكن ان يقودني الي حقيقة كيف "وضع" التقرير..فالقضيه تستحق فعلا.كنت جاهزا لاكتب جملا من عينة  :كيف " طبخ " التقرير؟ ليس لمعارضتي للنظام ، او - لاسمح الله لانني"أتعاطف" أو " أؤيد" الاخوان ..بل لان لدينا ملاحظات خطيره وكثيره علي "لجان"تقصي الحقائق ، وتقاريرها التي سبق ان جمدت او الغيت او " دشتت" في ادراج " مصفحه"!
 
 اعتادت الدوله حجب -وتحريف- المعلومات وتزويرها ، لكن  الاخوان المسلمون "المفسدون" في الحقيقه، اصبحوا منافسين لها..اعتادوا منذ زمن تزييف وتزوير الحقائق..وتباروا مع نظام" مبارك" في ارتكاب هذه الجرائم .. ومؤخرا فاق التزوير الاعلامي لديهم  التزوير الانتخابي والسياسي والديني..فالاعلام - كما علمتهم الجزيره- هو رأس الحربه في معركتهم الحاليه لاسقاط النظام المصري .. لذلك تجد مثلا "آيات الشيطانيه".."عرابي" سابقا.. تطلق كل يوم فرقعه اعلاميه، من نوعية الفرقعات التي تصدر عن شمطاوات غرف النوم ، عند بلوغ نهايات الليالي الحمراء!
 
تقول من اصبحت تنسب الي نفسها منصب المسئوله الاعلاميه في المجلس الثوري الاخواني المزعوم في تركيا : لقدتلقينا عرضا عن طريق وسيط للاطاحه بالرئيس السيسي، واجراء انتخابات لايشارك فيها الاخوان ،سواء في الرئاسه او البرلمان وعدم تدخل الجيش في الحياه السياسيه لمدة 10سنوات، وعدم عودة مرسي ،واطلاق المعتقلين، وانها والاخوان رفضوا العرض، وزادت: الضغوط علي قطر لغلق الجزيره مباشر مصر تاتي في هذا الاطار!
"آيات" التي ليست سوي "آيه" من نوع شيطاني فقط، الآن اصبحت تجد متعتها او مصالحها في "الخنادق الاخوانيه"! ومع هذا فان "الاخوان" فضحوها وكذبوها واعلنوا انهم لم يتلقوا عرضا كهذا!؟
"آيات" بلا" مله سياسيه"ومدعيه للثوريه والليبراليه ..إحتفت ب"6 ابريل" عندما عارضت " السيسي"،ووهاجمتها عندما رفضت الاصطفاف خلف" الاخوان"واتهمتهابانها غيرت مبادئها وشمتت فيها بعد حظرها!!
 "آيات" واحده من اللائي لايتورعن عن ممارسة التزوير ببراعه او ببجاحه .. فالمزورون من " الاخوان" يستغلون عدم المام البسطاء وكل المصريين بامور السياسه،ويروجون للاكاذيب ، آخرها - بحسب توقيت قراءتي- الادعاء علي رئيسة جمهورية افريقيا الوسطي المنتخبه بشكل مؤقت-والتي زارت البلاد مؤخرا ،والتقت السيسي، وشيخ الازهر ، واعلنت منه نصا ان بلادها" في امس الحاجه الي خبرات الازهر الشريف، من خلال بيت العائله المصري الذي تمكن من جمع المصريين وتلاحمهم ،متطلعة الي ان ينقل الازهر خبراته في هذا المجال الي افريقيا الوسطي"-بانها من " قتلت مسلمين"!.. وزاد المضللون في ضلالهم بالتهجم علي الرئيس وشيخ الازهر، قائلين انهم يعرفون انها "مجرمه" ولذلك لابد من يمحي الانقلاب في مصر"!
الحقيقه ان" كاترين بانزا" رئيسة افريقيا الوسطي اصدرت مرسوما بتعيين "محمد كمون" وزيرا اول ،ليكون بذلك اول سياسي مسلم يتقلد هذا المنصب. فهل هناك تزييف للوعي او بمعني ادق تزوير للحقائق اكثر من ذلك؟
طاشت -اذن- "أعيرة" الاخوان.. وحتي ابواقها من قطر الي اميركا ، ومن" القرضاوي" الي آيات شيطانيه عرابي".. وفقدوا صوابهم .. فلم يعد امامهم الا التشهير والتزوير علي طريقة "العيار اللي مايصيبش يدوش" كما يقول المثل العامي المصري.
ليس معني هذا ان الدوله الان كفت عن الاخطاء..او حتي اننا علي الطريق الصحيح، بالعكس .. لننظر مثلا الي ازمة الكاتبه فاطمه ناعوت ،واحالة النيابه العامه لها الي محكمة الجنايات ،بتهمة ازدراء الاديان .. فهذا فاصل جديد من محنة " الراي".. فمع احترامنا للقضاء ،فان "الفكر" لايحال الي القضاء ليفصل بشانه، وانما الي العقل النابه ..الناقد في الامه ليرد عليه، وسبق  لي ان رفضت موقف فاطمه من ما وصفته ب" مذبحه سنويه للاضحيه" وقلت انه رأي يجب ان  يصدر عن فقيه ملم بابعد القضيه   ، لكن المثير للدهشه ان ردها المدعوم  بالاسانيد والادله ، لم يحظ باهتمام مفكر واحد!لا من الازهر، او من المستنيرين ،ولا حتي من "الاخوان" حماة الدين(..)! وتقول ناعوت ل bbc العربيه ان :"الاخوان" هم من شكوها الي النيابه، بهذه التهمه، لانها من اهم الاصوات التي تعارضهم من 2005"! عجز الاخوان قابله ايضا عجز في " الازهر" فقد كشفت الازمه فعلا عن عزلة الازهر عن قضايا المجتمع ، وخاصة عن قضايا الفكر والعقيده ،فمع انه يبني خطابه الحالي علي الترويج ل" الاسلام الوسطي" الا انه تجاهل  تفنيد رؤية " ناعوت" بان مذبحة الاضاحي تتكرر سنويا بسبب " كابوس احد الصالحين" وهي رؤيه غير مقبوله، لكنها تعتبر ان ماكتبته "قطعه ادبيه" وان خطيئتها انها كتبتها في غير مكانها( كتاب او روايه!) وهكذا تركها الازهر لنصل الي التفتيش في الافكار ومحاكمة الضمائر من جانب القضاء!
 
الاخوان المفسدون والمضللون يخوضون حربا اعلاميه بلاهواده، من دون رقابه، ومن دون ايضا ان يكون فريق الرئيس علي قلب رجل واحد، فلا حزب النور الطامح الي " وراثة الاخوان"يتصدي لهذه القضايا بشفافيه، ولامشيخة الازهر تقوم بدورها "المتكامل" في تنوير المسلمين بقضايا العصر، وتوضيح الاسلام الوسطي، وعندما تقول رئيسة جمهورية افريقيا الوسطي انها تريد الاستفاده من تحربة بيت العائله المصريه، لا يمكننا ان نرد عليها وانما نترك الرد عليها للكاتب والمفكر المصري كمال زاخر الذي قال لي :"بيت العائلة جاء كمحاولة لتأسيس منفذ لتقارب على الأرض يقوم بتفكيك الاحتقانات فى مراحلها الأولى قبل ان تتفاقم الى انفجار، وكان يتطلب تكوين لجان استشعار أهلية فى القرى والنجوع والعشوائيات لمده بالحوادث ذات الصلة ، وهو ما لم يحدث، فتحول الى آلية احتفالية يتم تصديرها للرأى العام المحلى والدولى، تؤكد ما درج عليه الأداء الحكومى من ان كل الأمور بخير ، وصار الكيان مكرساً لنسق تبويس اللحى، وغرق فى الاجتماعات واللجان وحجز مكانا متقدما فى الصفوف الأولى فى الاحتفالات الرسمية".
 
بعد ان قرأت: تخلت الدوله عن تزويرهابتقريرها المحترم عن " رابعه"، فيما انكب عليه الاخوان .يغيب الازهر طويلا عن دوره،فتظهر ال " آيات الشيطانيه"سواء عند " عرابي" او "الاخوان"او حتي عند " ناعوت" مع الفارق. يمكننا ان نقول ان الازهر في تاكيده علي رفع راية الاسلام الوسطي ، بات يسير علي حقل الغام ، بدليل ان خلافا فكريا احتدم قبل ايام بين الدكتور محمد مهنا والدكتور جابر عصفور ، الذي اتهم الازهر بالمغالاه والتشدد.. ورغم سخونة القضيه ورغم ان اطرافها" كبار" لم يتقدم الازهر لبيان موقفه من قضايا الثقافه والفن والفكر ..وربما لو تلقف الازهر  كلمات ناعوت في مهدها، وفند رأيها ، لمااستطاع الاخوان ان يزايدوا علي المصريين ويلجأوا للقضاء لاسكات فاطمه ،كما فعلوا مع نصر حامد وغيره!