طيب!!!

التعليم.. وإلا..

.. للمرة المليون.. لا صلاح لنا.. ولا مستقبل لأبنائنا.. ولا تطور لمصر دون اصلاح منظومة «التعليم».
كل ذي عقل يعرف أن كل ما مررنا به منبعه تغول الأمية المتفشية،.. وتدهور وانحدار مستوى التعليم بجميع مراحله،.. وها هو تقرير «الجهاز المركزي للمحاسبات» الذي تلقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل سفره الى الصين، يدق أجراس الخطر عالية مدوية، ويصب الماء المثلج على رؤوس كل المدافعين عن مستوى التعليم في مصر: «المناهج الدراسية في مصر غير صالحة للتعليم ولا تواكب تطورات العصر»!!.
التقرير – الذي نشرته «الأهرام» - توصل إلى نتائج أقل ما توصف به أنها «كارثية»، ولا أعلم وصفاً أدق من ذلك لوصف ما جاء به، فالمناهج العلمية عديمة الصلاحية، ولا تواكب التطورات العالمية، ومحشوة بمعلومات تعتمد على الحفظ والصم، ولا تهتم بالتطبيقات العملية المعملية نتيجة لفقر امكانات المدارس الأمر الذي يخلق جيلاً من الطلبة غير قادر على مواكبة تطورات العلم والتقدم».
ونفس المناهج لا تنمي في نفوس الطلاب غريزة البحث العلمي عن المعلومات، ولا تعظم الأساسيات والمبادئ، ولا علاقة لها بقواعد العلوم والرياضيات ولا أسس البحث في الآداب والتاريخ،.. وباختصار هي أبعد ما يكون عن الأسلوب العلمي في التفكير والتعلم.
.. هل كنا بحاجة إلى تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات لنعرف هذه الحقائق «المرة»؟..
.. هل سنستمر في «جلد الذات» بالتكرار الذي واضح أنه لم يعد يعلم أو يفرق مع الشطار؟
.. ألا نعلم جميعاً أن جامعاتنا تحلم بدخول نادي أفضل 500 جامعة في العالم وعندما تلامس أعرق جامعاتنا المركز 494.. نقيم الأفراح والليالي الملاح! كأننا هزمنا «هارفرد» وتفوقنا على «كامبردج» وسحقنا «ستانفورد»؟
دون إطالة، فالوضع كارثي.. كارثي.. كارثي.. وادعو الله أن يهدي أولي الأمر لعلاج ناجع لهذه «المصيبة السوداء» التي نواجهها، وأن يتم فورا تنفيذ خطة زمنية للقضاء على الأمية، وخطط مستقلة لتطوير التعليم بكل مراحله مع توجيه الجزء الأكبر من «المعونات» التي نتلقاها من الدول المهتمة بالتعليم والثقافة كاليابان ودول الاتحاد الاوروبي لتحقيق هذا الهدف القومي، حتى تعود مصر كما كانت منارة للثقافة، ومنبرا للعلوم، ونبراسا للآداب.
ولا نضطر الى دفع كل ما نملك، والاقتراض لتوفير تعليم محترم لأبنائنا في الداخل والخارج.
أرجوكم.. اجعلوا التعليم عمليا.. من حق كل مواطن.. وأعيدوا «للتعليم» مكانته.. وللعلم قدره.. وللمعلم مقداره.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66