طيب!!!

#سأركب_معك


أتمنى أن يتبنى الأزهر الشريف عقد مؤتمر عالمي بعنوان «ماذا حدث للمسلمين؟.. الإسلام الصحيح إلى أين؟».. على أن يتمثل فيه جميع المذاهب دون عزل أو تمييز.
نحن بالفعل بحاجة لوقفة «جادة» لمواجهة التشويه الذي يتعرض له المسلمون، والهجمة الشرسة التي يجابهها ديننا السمح الحنيف،.. وأيضاً معرفة أسباب ما وصلنا إليه.
.. منذ أيام كنا «فُرجة» العالم والمادة الرئيسية على كل الشاشات لمدة يوم كامل، بسبب «مسلم» من أصل إيراني يعيش في استراليا، ويدعى هارون مؤنس، كان شيعياً يرتدي العمامة البيضاء، ثم تحول سنياً، يرتدي ما يشبه زي الأهريين، .. هو في النهاية أمام عيون وعقول العالم «مسلم وكفى».. وهو الذي جعل استراليا تحبس أنفاسها لمدة يوم كامل، فيما وصفته بأنه «أسوأ تهديد أمني تشهده منذ عقود طويلة»، والذي انتهى بمذبحة لمجموعة من رواد مقهى في سيدني، احتجزهم «الرجل المسلم» الذي رفع علماً يشبه علم القاعدة وعليه عبارة «لا إله إلا الله».
وفي اليوم التالي للكارثة جلست سيدة استرالية في حافلة وأمامها سيدة مسلمة محجبة راحت تخلع حجابها بهدوء وحزن قبل أن تتوقف الحافلة، ففهمت الاسترالية مشاعر المسلمة وخوفها من النزول الى الشارع وهي مرتدية حجابها، فما كان منها إلا أن طالبتها بارتداء الحجاب، وتعهدت بالنزول والسير معها لحمايتها من «المهووسين والمجانين» المتأثرين بما ارتكبه هارون مؤنس، وخلال ساعات كانت القصة قد انتشرت عن طريق «هاشتاج» على تويتر بعنوان «سأركب_معك#»، وقبل مرور 8 ساعات كان أكثر من 400 ألف شخص قد نشروا الهاشتاج وعلقوا عليه!!
.. إلى أين يذهب المسلمون بإسلامهم؟!
.. وقبل أن تشرع وسائل الإعلام العالمية في «تحليل» ما حدث في استراليا، وقبل أن تبدأ في «التقسيم والمزمزة» في الصيد الثمين، فاجأت «طالبان باكستان» العالم – المصدوم أصلاً – بمذبحة جديدة، عندما استيقظت الدنيا على جريمة مروعة اقترفتها أيادٍ آثمة منسوبة للأسف إلى جماعة طالبان باكستان الإسلامية، التي اقتحم مجموعة من أعضائها مدرسة أطفال يديرها الجيش في «بيشاور»، ليغتالوا حوالي 140 طفلاً، ويصيبوا مثلهم من الصبية الأبرياء، ويروعوا مئات الأطفال الآخرين، في واحدة من أسوأ المجازر الدموية التي شهدتها الدنيا منذ عشرات السنين.
والعجيب ان «طالبان» برروا المذبحة بأنها للثأر من الجيش الذي قتل عناصر منهم في حملة أمنية شنها عليهم في شهر يونيو الماضي، فأرادت «طالبان» أن تبكي عائلات الضباط، فقتلوا أطفالهم!!
ونحن في مصر نطارد (886) ملحداً.. قام معالي رئيس الحي بعدِّهم وحصرهم.. بإخطار فخامة المحافظ، وتم إغلاق «المقهى».. ويا دار ما دخلك شر!!
.. أما لماذا هم ملحدون؟.. وماذا فعلنا لهم؟.. وهل قامت كل المؤسسات الدينية والإعلامية والتربوية بدورها في شرح صحيح الأديان السماوية لخلق الله الملحدين وغير الملحدين بعيدا عن برامج فضائيات «العته».. ومذيعي «رفع نسب المشاهدة».. ومذيعات الجن والعفاريت و«اللبس» والقلع.. والسبوبة؟ فهذا كله ليس شأن أحد!!
أفيقوا يرحمكم الله فربما كنا في «منتصف منحدر الصعود» دون أن ندري!!
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66