قبل ان تقرأ:دروس الاستاذ "هيكل" تظل تنير عقولنا طوال الوقت!اكتب هذا ممتنا لخبرته وعارفا بفضله ومقرا باستاذيته،وان قدر لي " عقلي" ان اختلف مرات معه، ولم لا وهو  نفسه يحرضنا علي التفكير والدراسه والتحري والبحث عن الحقيقه!

******************************

سبق ان تناولت في مقالات سابقه بالوفد ، مايمكنني  ان اسميه- باطمئنان- تناقضات الاستاذ محمد حسنين هيكل..واواصل الكتابه مجددا في هذا الشان، من دون ان اتعمد  التجاسر علي الشخص بقيمته وقامته .. ذلك انه كان في مقدمة هذه التناقضات هو تجنبه الدائم للخوض في فيما وصم به " اشرف مروان " السكرتير السياسي الاسبق للرئيس السادات ومدير الهيئه العربيه للتصنيع !

لقد اطل الاستاذ هيكل الجمعه الماضيه علي المصريين من نافذة الزميله " لميس الحديدي" ..وعلي غير عادته -في حواراته الثلاثه  قبل الاخيره معها، والتي سبقت علي اطلالته الجمعه الماضيه- "توهج"الاستاذ هيكل ، الي درجه اذهلتني..فهذا ليس ذهن رجل عجوز بلغ من العمر عتيا، وانما هو ذهن رجل صاف اصبح يري الامور باعتبار مالهذا العمر من احترام وتوقير،ومالهذا السن من تسامي فوق الصغائر وحسن قراءه للامور.

 تدفق هيكل الي حد انه تنقل بين القضايا والموضوعات كتنقل الفراشات بين الاغصان والازهار..فقد طاف بنا في عصر مبارك وفساده والقاضي الرشيدي واحكامه وبراءاته ، ومابينهما من قضايا مهمه وجد لها وبينها-بفراده شديده- صله ووفكرة!

اخذنا من ايدينا الي المحاكمه السياسيه ل" مبارك"،واضعا ايدينا بتفرد شديد علي مواضع دقيقه جدا في حيثيات الحكم، راي انها كانت تقودنا حتما الي اجراء هذه المحاكمه، او علي الاقل لفت نظر الدوله اليها واتخاذ مايلزم بشانها..ثم اخذنا الي مااسماه ب " قضايا عديده لم تحسم"، احسب ان مايعنيني منها الان هو مايتعلق ب" اشرف مروان"..واتهامه بالجاسوسيه!

اعرف يقينا ان الاستاذ هيكل ليس معتادا ان يرد علي منتقديه، لكني اعرف  في  الوقت نفسه ان اصداء النقد وصدي الرد واصداؤه  تتردد بالتاكيد في داخل كل منا ثم تظهر لنا في ثنايا رؤانا وافكارنا.. وتقديري ان حديثه المفاجيء عن ( اشرف) كان من هذا النوع من الصدي.

لقد سبق لي ان اشرت الي ان الاستاذ هيكل مطالب بان ينتصر لمصر اولا ويساعدنا علي فهم ماجري ومايتعلق باشرف مروان تحديدا بصرف النظر عما اذاكان اشرف زوجا لابنة جمال عبد الناصر ولاول مره يطرح الاستاذ من تلقاء نفسه قضية اشرف مروان الي مقدمة الحديث، هكذا دون ان تستدرجه اليها " لميس الحديدي"!

سبق ان طالبت بوجوب  حسم هذا الموضوع الخطير، واعلان مااذاكان اشرف مروان عميلا للسادات (او لمصر) كما توكد اسرته، او انه كان عميلا اسرائيليا بامتياز كما يقول مدير الموساد السابق؟! لاول مره يطرح هيكل تساؤلات حول دور اشرف ، مشددا علي انه ليس من الممكن ترك هكذا قضيه بدون حسم ؟ وتلك اول مره ايضا يتحدث فيهاالاستاذ بهذه المراره والوضوح ، بما يكشف لنا عن ان القضيه " تؤرقه".. وكنا لانحسبها كذلك ، وانما قدرنا ان ذلك جزء من تناقضات هيكل الكاتب والانسان ، وان "الخاص" عنده "تداخل" مع العام في هذه القضيه، تماما كما  لايزال يتداخل الي حد مثير للغضب مسألة "شراكة" احمد وحسن( هارب في لندن) هيكل مع اولاد مبارك، والتي لاتزال لغزا محيرا هي الاخري ، فل  يفتحها الاستاذ او يوليها بالقدر اللائق بها من الاهتمام ، علي الاقل بما يكفل غلق باب سيول النقد الذي يوجهه اليه خصومه من هذه الناحيه.

لقد ذهب الاستاذ هيكل الي حد التشكك في صحة مايقال ويتردد في محاولة نفي التهمه عن " مروان" ، وكانه قرأ مادار بخيالنا -ولايزال -وماكتبناه مرات عده في شان اشرف مروان! فهاهو اخيرا يتجرد هيكل من مشاعره الانسانيه، تجاه اسرة الرئيس ناصر ليفجر قضية صهره علي هذا النحو! لايهم ان كان يرد علينا او انه كان يردد اصداء مافي نفسه ، لكن  في النهايه نحن امام قضيه مفتوحه بلا حسم ضمن قضايا عديده لم تحسم وعلينا ان نسعي الي البت فيها نهائيا،فقد ذهب الاستاذ الي حد القول بان ترك مثل هذهالقضايا مفتوحه قد يقودنا الي ان نصبح دوله فاشله!    

-اما وان الاستاذ اعاد نكأ الجراح القديمه المفتوحه ، فلامندوحه عن تعميقها بما يكفي، لالكي نجتر الامها المبرحه، وانما لكي نعالجها ونصل فيها الي نتيجه ، واحسب ان الاستاذ هيكل مدعو بنفسه الي ترؤس اعمال لجنة تحقيق في هذا الخصوص، تستدعي كل من لهم صله باشرف مروان ،من اسرة الرئيس عبد الناصر ، ليسمع منهم ويتقصي شهاداتهم ويقف علي حقيقة مواقفهم من الاتهامات ، وتفنيدها وتقصي حقائها واحسب ان زوجة اشرف مروان نفسها مطالبة الان بقبول فتح مثل هذا التحقيق الان وليس غدا ، ليس لمروان وانما لمصر .. واذا لم يكن لمصر فليكن من اجل اسرة اشرف مروان واولاده في مقدمتهم .

-احسب ايضا ان  عبئا هائلا يقع علي عاتق المهندس عبد الحكيم عبد الناصر..  عبئ اراه ثقيلا، يتمثل في  كيفية  اقناع الاسره بقبول فكرة انطلاق مثل هذا النوع من التقصي ، فيكفينا قضايا بلا حسم واحسب ايضا ان المسار الذي سلكته الدكتوره هدي عبد الناصر ، من الاشراف علي اعداد متحف شامل وكامل وموثق بكافة وسائل التوثيق ، لتخليد  الرئيس الراحل ، اتاح لها ان تحصل علي وثائق قد تعين علي فهم " لغز" اشرف مروان الذي كتب فيه كتاب كثيرون احسب ان اكثرهم جهدا واهتماما الكاتب الكبير عادل حموده .

-بعد ان قرات : لااظن ان الاستاذ سينسي موضوع اشرف مروان ، واذا نسي فسوف تذكره " لميس" ، وسوف يعاود مانشرناه عن ضرورة تقدمه الي دور في هذه القضيه،  بمايكفي لاغلاق حرجها النازف، سيجد صداه الي نفسه مرة اخري بل ومرات ،وحسب ان مجتمهنا كله مدعو للضغط باتجاه حسم مثل هذه القضيه المعلقه او النازفه .. لافرق!