طيب!!!

أخلاق «الحضارة الجديدة»

.. لا أسكت الله لكم صوتا.. ولا خفض الله رؤوسكم ذلا.. هل ابتلعتم ألسنتكم الطويلة دفاعاً عن الديموقراطية؟ أم أصيبت حناجركم المتورمة بالتهاب مفاجئ منعها من الصراخ «الحنجوري» للمطالبة بوقف «انتهاكات» الإنسان لأخيه الانسان؟.. أم أن زاوية رؤيتكم ليست «منفرجة» بدرجة كافية.. لترى «العاصفة» التي أحدثها نشر تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي حول التعذيب «خارج أراضي أمريكا»؟.. وأخيرا.. هل «صُكت» أسماعكم وعُميت بصائركم.. ودُفنت ضمائركم.. فلم تنبسوا ببنت شفة بعد ان فضحكم «الأمريكان» و«جرَّسوكم» على رؤوس الأشهاد،.. ونشروا أسماء 54
دولة شاركت «راضية مرضية» في برنامج تعذيب الاستخبارات الامريكية للمتهمين والمشتبه بهم خارج الأراضي الامريكية، فيما عرف ببرنامج التعذيب بالوكالة؟!
.. لمن أوجه عباراتي الماضية؟!!.. أوجهها لكل مسؤول أمني أو سياسي، في كل دولة إسلامية أو عربية شارك وقبض.. أو تغافل واستفاد أو علم وصمت أو كان في موقع يسمح له بالاعتراض ولم يعترض، وآثر السلامة.. وملعون أبو «الإنسانية»!
أوجه عباراتي الماضية إلى الإخوة دعاة – أو مُدعي لا فرق – حقوق الإنسان والدفاع عن كرامة البشر الذين ملأوا الشاشات صراخاً «حنجورياً» دفاعاً عن الحقوق، وانتشروا على صفحات التواصل الاجتماعي مولولين لأن ضابطاً صفع مواطناً - وهو خطأ لا شك فيه – ثم لم يزأروا.. أو حتى «يموؤوا» و«ينونووا» وهم يرون ويشاهدون ويسمعون ويقرأون ما فعلته مخابرات «ولي النعم أونكل سام».. «ممول» الجماعات،.. ودافع الشيكات ومقسم المعونات،.. وأين؟!.. في عواصم دولهم، وفي غياهب سجون بلادهم، وفي أقبية أجهزة أمنهم.. وطبعاً ولأن معالي النشطاء وفخامة المدافعين عن حقوق
الإنسان يقبلون التمويل «الأمريكي»،.. ويصرفون الشيكات «الأمريكية».. ويتقاسمون المعونة «الأمريكية»… فطبعاً لن «يبصقوا» في الطبق «الأمريكي» الذي يأكلون منه!! شاهت وجوهكم.. وفضحكم المولى أكثر.. وأكثر.
.. أما دول العالم «المتحضر» فالصدمة في مشاركتها لا تقل عجباً عن الدهشة من صمتها، «قد» استوعب أو أتفهم أو أتقبل أعذار دول ذكرت أسماؤها من نوعية: أفغانستان وباكستان والعراق ورومانيا وألبانيا وسورية وجيبوتي وزيمبابوي!!.. لكني أبداً لن أتقبل أن يذكر اسم «تركيا» درة عالمنا الإسلامي وموطن خليفة المسلمين القادم طيب الذكر مولاي أردوغان حفظه الله ورعاه؟!..
طيب.. تعليق يا سيد أردوغان؟.. طيب.. توضيح لرعاياك المسلمين في بلاد الإسلام؟.. طيب.. تبرير لعشاقك ومريديك من أوزبكستان إلى موريتانيا؟.. طيب.. تصريح ربما يطفئ نارنا.. ويؤكد كذب تقرير «مخابرات الأمريكان»؟.. هه – إيه.. نعم.. فين.. ليه.. آآآه لا تعليق.. طيب!!!
أما بقية الدول التي تنتمي للعالم الأول.. والتي وردت أسماؤها في التقرير.. فلها جملة واحدة.. «التكنولوجيا لا تصنع حضارة.. وإنما فقط الأخلاق تصنع حضارة الأمم».
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66