تسريبات نحبها .. واخري نحاكمها!- بقلم : محمود الشربيني
----------------------------------------
قبل ان تقرأ: الرجال المولعون  بالنساء( مثلي قبل ان اخوض غمار شيخوختي)تركوا تراثا انسانيا مدهشا.. من ابرز ملامحه انهم مع تعدد " نسوانهم "-وهي عربيه فصحي وليست كلمه قبيحه- كانوا يؤمنون بان هذه " إمرأه " للحب وهذه " مرّه " للزواج! اماالانثي الخبيره  فينقل عنها قولها المأثور : هذا احبه .. وهذا اتزوجه! ويبدو ان القاعده الآن  تغيرت فاصبحت كالتالي: هذا "التسريب" احبه واصدقه .. وهذا التسريب "ارفضه واحاكمه"!
**********************
قبل ايام نقلت الصحف عن الرئيس عبد الفتاح السيسي قوله ان " المصريين جرحوني كتير اليومين اللي فاتوا".. كان ذلك في اعقاب صدور احكام بالبراءه في قضايا مبارك، لكن "الاخوان" لايصدقون  ان الرئيس يمكن ان يشعر ب"جرح كبير"!بل ولايريدون ذلك، وكلما بدا الرئيس بسيطا وانسانيا قالوا انه راجل (كهين!)فإذا اعاد مذيعه الي عملها ، رفضا لقرار رؤسائها باقالتها عقابا علي رأي اعلنته، قالوا رجل " بوشين"..يرتب لاطلاق مبارك قانونيا وفي نفس الوقت يبدورئيسا ديمقراطيا!
واذاهاتف "فضائيه" علي الهواء،محييالاعبا( منعم) من ذوي الاحتياجات الخاصه،وواعداتلبية دعوته بحضور افتتاح اولمبياد المعاقين بقوله:" من عيني يابني"، أمعنوا في التشكيك قائلين : هو مش بس رجل "كهين " وانما رجل " مسهوك" ايضا!ويكتب استاذعلم الاجتماع السياسي  د.نادر فرجاني( علي صفحته!) مضيفا وصفا آخر:" نخع"!
اما رموز الجماعه ، وايات العرابي،ومراسل النيويورك تايمز " المدلس" فانهم يرون الرئيس السيسي رجلا مستبدا.!ومع انه ليس كذلك،ولم يقرأ كتاب طبائع الاستبداد ل" الكواكبي"، الا انه لا  "يصارع" من يكرسون الفساد، ويحتاج الي ان يبذل  جهدا هائلا لكي يبقي محتفظا بشعبيته ، والا يجعل كل هذه التحديات تخصم من رصيده !
يحتاج الرئيس الي ان ياخذ مسافه بينه وبين كثيرين ممن يطلون علي " كعكة" المشهد السياسي الجاهزه للالتهام.. وليس صحيحا ان " الكعكه" التهمت ولم يعد فيها الا البقايا ، كما قال الرئيس في وقت سابق ، ردا علي اتهامات باستمرار المسئولين في النهب والسلب والفساد.وقد ضبطت نفسي متلبسا بالتعليق علي احساس الرئيس ب" الجرح" من المصريين وكتبت: "ياريس بدلا من ان تغضب من النقد والتجريح، ابحث عن الاسباب التي تجعل المنتقدين والمجرحين يفعلون ذلك ! فالتناقضات التي نراها كثيره.. وميراث مبارك الفاسد تنوء بحمله الجبال ، لكنك حتي الان لم تاخذ مسافه من هذا النظام ،ولم تدع الاعلام الحقيقي الصادق يقول الحقائق . دع كل الاراء تتفتح ..دع "الاسواني" يتحدث و" فرجاني" يحلل ، و"باسم" يمثل او يهرج! ياسيادة الرئيس الوصول الي قلوب الناس دوما يحتاج الي جهد هائل ، ومع هذا فقد ينسفه حكم قضائي، او دعوه مشير كطنطاوي لافتتاح مشروع!
 تحب" طنطاوي"وتشعر بالوفاء له،"علي عيني وراسي" لكن هذا رجل في رايي وراي كثيرين ،قاد المجلس العسكري لارتكاب اخطاء قاتله، تحمل منها ميراثا ثقيلا، لعله يتجسد في شعارات ترددها القطاعات الثوريه والشبابيه منها " يسقط حكم العسكر"..
قد يكون من باب وفائك له اطلاق اسمه علي طريق، او مدرسه، او محور، اوحتي مسجد تكلف الملايين، في حين تحتاج مصر الي عشرات المدارس والمصانع والمستشفيات، كونها متخمه بالمساجد التي لاتعلي فقط كلمة الدين، بل اصبحت منصات لانصاف وارباع المتدينيين الذين يلقون باجتهاداتهم في عقول البسطاء المتعطشين دوما لعلوم الدين، وهم اما جهلاء باصول الدين او اخوان موغورين او سلفيين موغلين في الظلمه الفكريه!
يحتاج الرئيس الي قيادة فض الاشتباك بين المصريين وبعضهم البعض، وفك الغاز الطلاسم التي تمتليء بها البلد.. فاذا كان احترام القانون واحكام القضاء هو القاعده، فلابد من البحث عن الاسباب التي تحعل الناس تتشكك في هذه القواعد والقوانين؟ فالناس يتساءلون :" احنا يعني اللي قتلنا المتظاهرين"؟من المتسبب في إفساد قضية مبارك، وهل هو نائب عام مبارك،  ام انها كانت نتاج وصفقات بين العسكر( يين) والاخوان ؟ومن الذي يمكن ان يقبل بان تؤدي براءة مبارك واولاده وحسين سالم الي عدم استرداد الاموال المهربه الي الخارج "بل كيف يمكن للشعب ان يقبل ان تدفع مصر الفقيره المدينه المنهوبه مائة مليون جنيه لمبارك تعويضا عن قضائه فتره اطول في السجن؟وكيف يمكن ان يستقبل الناس اطلاق سراح احمد عز وكلهم يعرفون دوره في افساد الحياه السياسيه والحزبيه قبل الثوره، والتحايل للاستيلاء علي شركة حديد الدخيله وحولها الي " عز" الدخيله، و" اذلالنا " نحن ؟ والان هو يرتع ويلعب بامواله ، وبالقانون، بينما نبيت ايامنا وليالينا "اذله"! وتاتي احصائية دفع مصر لمبلغ 7 مليارات دولار تعويضات في قضايا تحكيم خسرتها الدوله ، لتكشف عن انه ليس من حق رئيس ولا وزير اول ولا ثان ولا احد بالمره ان يغضب من النقد وان يحس بالجرح من النقد بل يجب علي كل هؤلاء ان يشعروا بنا وبآلامنا وبما نكابده ونعانيه في داخلنا!
ليس مقبولا ان تبذل النيابه العامه جهدا خرافيا في قضايا محمد مرسي، ويبدو شباب النيابه العامه متالقين متوهجين وهم يملاون قاعة المحكمه باستدلالاتهم وتقديم الادله والحجج الدامغه علي تخابر "مرسي" ومؤامرة تهريبه من السجن ، ومن المتواطيء فيها ، بينما لايبذل الجهد نفسه في  قضايا " عز" وشركاه،وخسارتنا لمليارات الدولارات المنهوبه ،بل يتبجح "احمد ذل" فيعلن انه سيلجا الي القضاء لاسترداد 5 مليونا  دفعها كغرامه باكثر مما يتعين ان يدفع( في فمي ماء واشياء اخري)
بعد ان قرات:يلفت النظر كثيرا بان الدوله  وخصوم الاخوان والناشطين " المتلوثين" - المخلصين الانقياء- احتفت "بتسريبات" عبد الرحيم علي التي كشفت كثيرا من قبح الساسه وادعياء النضال والثوريه، لكنها عندما ظهرت تسريبات "شاهين والمجلس العسكري" حول قضيه كان واجبا فيها عمل اي شيء،  لتلافي " تبويظ" قضية   فان الدوله انتفضت ضدها ولسان حالها يقول: " هذه تسريبات نحبها ونصدقها وتلك تسريبات نرفض اذاعتها وتصديقها وسنحاكمها ونحكم المتستخدمين لها!