غدا .. نسمع احاديث وزراء ومسئولين .. في غرف النوم !! بقلم : محمود الشربيني
-----------------------------------
*علي فين ؟ هي صرخة المصريين الآن..وسؤال الغالبيه العظمي من  المصريين " همه اللي مكملين والا احنا في الحقيقه؟
*كل مايمكننا فعله اليوم هو البحث في حالة " التوله" ولحظة " التوهان" التي بتنا نشعر بها بقوه من دون ان ندري " واخدانا علي فين؟
*الثوره اندلعت في 25 يناير .. لكن بعض مضي بعض الوقت عادت حالة ال" توله" لتأخذنا كما تأخذ الناس النداهه !
لم يعد بامكاننا معرفة مااذا كان طنطاوي قاد مصر بحكمه وحنكه وجنبنا حمام دم .. ام انه انحرف بالثوره وسلم حكم البلاد الي الاخوان!
هل كان طنطاوي شيخ ثائرام عسكري وفي لمن اوصلوه الي منصب القائد الاعلي وزير الدفاع متمتعا بصلاحيات ولقب المشير لنحو 19 عاما متصله!
هل شهد بالحق في محاكمة القرن.. ام انه انقذ رئيسه السابق وباقي رجال عهده من حبل المشنقه؟
هل سحلت شرطته العسكريه المتظاهرين واجرت كشوف العذريه واتكبت محازرمحمد محمود ومجلس الوزارء ومن فبلهما ماسبيروا ام ان القتله الان هم " الاخوان المضللون؟
اذا لم يكن دور طنطاوي فلماذا  يحتفي به كما استمعنا في التسريبات ولماذا يكرمه بدعوته لافتتاح مشروعات الجيش ولا يكتفي بالمحور ومسجد التجمع الخامس  الذي يحمل اسمه؟
الرئيس السيسي لماذا لا ياخذ مسافه من رموز الحزب الوطني التي ران عليها الزمن بتراب السنين، فالمشير المعتذر لمبارك قبل الحج ذهب يطلب السماح ،اما السيسي فاعلن انه كان علي مبارك الرحيل من 15 عاما مضت!
- تسريبات " مكملين" من وراءها ؟ جهاز تنصت " خيرت الشاطر" ام ان هناك عملاء وخونه..والي متي تنام اجهزتنا في العسل!
رصيد (السيسي) الباقي حتي الان لماذا يبدده الرئيس؟ فاعادة مذيعه طردت عقابا علي رايها، والاجتماع بشباب الاعلاميين للانصات الي نبضهم، ومهاتفة " المعاق الرياضي" علي فضائية القاهره والناس يقابله السماح باختراقات خطيره للامن القومي دون رادع او مساءله؟!
الاخطاء الفادحه التي ترتكب تجعلنا " متوولين"او " مندوهيين" ومجرد شعب يفتقد اليقين.. مايجعلنا نتساءل مذعوريين : هل" احنا اللي مكملين والا همه اللي "مكملين"؟!
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
قبل ان تقرأ:
---------------
""أيها النهرُ المطاردْ
إننى أكتبُ ما تمليهِ من شكوى
لأني
سوف أتلوها على الريحِ المخاطرْ !""
الشكوي اعلاه بتوقيع الشاعر الكبير فريد ابو سعده
*****************************************************
-"علي فين" ؟ 
-رايحين بينا علي فين؟
-ليس هذا عنوانا لروايه جديده او لفيلم سينيمائي.. او مسلسل تليفزيوني ..
-علي فين.. هي اليوم صرخة المصريين .. سؤال الغالبيه العظمي من الشعب المسكين..
لا اتحدث باسم " الشعب".. ولا اتجرأ كما يحلو للبعض ان يفعل ،ومثلما لاندعي الحكمه بأثر رجعي،فاننا ايضا لاندعي امتلاك اليقين .. كل مالدينا هنا.. اليوم.. هو البحث في لحظة " التوله" وحالة "التوهان" التي بتنا نشعر بها ولاندري " وخدانا علي فين"؟!
حالة "التوله" التي نشعر بها هذه الايام سبق ان عشناها في زمن سابق .. حدثنا عنها الاديب الفنان يوسف ادريس .. في مجموعة مقالات نشرت في الاهرام .. اظنه جمعها في كتاب بعنوان "مدينةالملائكه"( صدر عام 1989)تنبأ فيها  قبل رحيله بأن "حالة «التولة» الجماعية التى يعيشها الشعب المصرى ستزداد انتشاراً وشراسة، وكما أن الهيام والوله درجة أعلى من مجرد الحب، فالتولة درجة أعلى وأخطر من التغييب وفقدان الوعى، فالرجل المتوول رجل صاحى ومش صاحى، صاحى لكن مش مصحصح، صاحى لكن مش مستيقظ، عيناه تنظر ولكنها لا ترى ولا تشاهد، العين عنده مجرد كرة زجاجية تعكس كالمرآة الباردة، ولكنها لا تفسر ولا تحلل ما تنظر إليه، المخ لديه ينفذ رد فعل ويعكس رفلكس مثل عضلة تنقبض مع مس كهربائى". وطبقا للدكتور خالد منتصر فانه "رغم أن يوسف إدريس لم يكن قد شاهد الفضائيات الدينية، ولم يكن قد عاصر اكتساح الترامادول، فإن نبوءته قد تحققت وصارت «التولة» حالة مستعصية.!
ما أشبه الليله بالبارحه.. مع الفارق ان الثوره قامت في مصر في 25يناير 2011.لكن بعد ان مضي علي قيامها بعض الوقت، عادت حالة" التوله" لتأخذنا كما تأخذ الناس " النداهه"(كانت ايضا عنوانا لمجموعه قصصيه  ذهبيه ابدعها يوسف ادريس والنداهه اطوره تروي في الريف، باعتبارها صوتا ساحرا من اعماق المجهول من يلبي ندائه يختفي اثره)!! عدنا نشعر بها- التوله- من جديد وبقوه! 
لم يعد يمكننا ان نفهم .. هل المشير طنطاوي قاد البلاد بحكمه وحنكه ايام حكم المجلس العسكري الاول ( برفقة سامي عنان!) وانه استطاع ان يجنب البلاد حمام دم بعد ان انحاز الجيش الي ثورة يناير ، مما ادي الي تنحي ( الرئيس) مبارك، ام انه يجب محاكمته ،علي انه انحرف بالثوره عن مسارها،حتي قبض عليها الاخوان .او انه ابتداء من التاسع من مارس ،كشف عن الوجه القبيح للشرطه العسكريه التي راحت تواجه المتظاهرين بقوه وتثخن جراحهم حتي وجد الجيش نفسه يعتذر للمصريين، وفقا لقاعدة " رصيدنا لديكم يكفي"؟! هل طنطاوي " شيخ ثائر" ام انه "عسكري وفي" لمن اوصولوه الي منصبه وزيرا للدفاع وقائدا عاما للجيش ومتمتعا برتبة المشير لنحو 19 عاما من حكم مبارك؟! هل سحلت الشرطه العسكريه المتظاهرين،والقت بالمسحولين بجوار اكوام القامه وارتكب الجنود فضائح كشف العذريه مع المتظاهرات، وتلوثت الايدي بدماء الثوار في احداث محمد محمود وشارع مجلس الوزراء ومن قبل في احداث ماسبيرو ام ان القتله الذين نراهم الان في كل مكان هم " الاخوان" الذين لم يجرؤ طنطاوي علي ان يواجههم ويؤكد انهم مجرمون وليسوا بمسلمين؟ هل قال طنطاوي كلمة حق في نظام مبارك عندما ادلي بشهادته  في قضية القرن ،ام انه انقذ هو وضباط الشرطه رقبة مبارك والعادلي ومساعديه من حبل المشنقه؟
واذا كان هذا الدور لم يحسم بعد فلماذا تجد الرئيس السيسي -الحريص علي ان يؤكد في خطبه ومناسباته العديده ان 25 يناير كان ثوره .. بل وصل الامر الي حد انه يفكر في اصدار قانون لتجريم من يهين هذه الثوره، ومعها بالقطع ثورة 6/30 - حريصا علي تكريم المشير؟ تسريبات صادره عن وزير الدفاع ( سابقا ) الرئيس ( حاليا) يتحدث فيها بموده عن المشير طنطاوي حديثا ابويا .. حديثا ممجدا .. فهو يقول مخاطبا جنوده: كل اللي احنا فيه النهارده بسبب الراجل  ده ..المشير طنطاوي مضيفا: المشير طنطاوي ده رجل عظيم والله!
اذاكان الرجل ودوره محل خلاف ، فلماذا اصر الرئيس قبل ايام علي ان يرافقه  طنطاوي - بل وان يشاركه في قص الشريط- في افتتاح مجموعة مشروعات جديده شيدتها القوات المسلحه من بينها مجمع الجلاء الطبي؟ هل لان قرار انشاء "المجمع" يعود الي عهده وفي هذا عرفان بفضله ووفاء من رجل يحب الوفاء ؟ افلا يكفي ان الجيش انشأ طريقا جديدا يؤدي الي الدائري من مدينة نصر ، واطلق عليه اسم محور طنطاوي؟ واكثر من هذا ، فقد شيد علي نفس هذا الطريق مسجد- في كومباوند التجمع الخامس- تكلف الملايين واطلق عليه اسم اسمه ايضا ؟
لماذا لايأخذ الرئيس مسافه من رموز ران عليها تراب السنين؟ فقبل ان يقوم المشير بالحج العام الماضي فاجأ المصريين بزيارة ( رئيسه ) مبارك، في ماوصف بانه زيارة اعتذار.. في حين ان الرئيس السيسي الذي وجد نفسه في وضع لايحسد عليه بعد صدور حكم ببراءة مبارك ، وانه يكاد يدفع فاتورة هذه البراءه من شعبيته ومن شرعيته، اضطر لان يوضح في تصريحات ان مبارك كان يجب ان يرحل عن الحكم منذ 15 عاما وان الفساد في عهده لايمكن قبوله.. ومع هذا فان طنطاوي الذي يعرف " سقطات الرئيس السابق قام بزيارته؟ 
كيف لايتلمس الرئيس ان مثل هذه  الامور تدخله مع المصريين في " علاقه معقده" فلاانت ترفضه منقذا للشعب من الاخوان المضللين المجرمين، ولا انت تؤيده في مايذهب اليه من مهادنة فساد الدوله العميقه،مكتفيا بالقول " هاتوا لي ادله"!
لماذا تبدد الرصيد الذي اتيح لك؟ فعلي حين تتدخل وانت الرئيس لتعيد احدي المذيعات الي عملها بعد ان عوقبت بالطرد من عملها لانها أدلت برأي علي الهواء في " براءة مبارك"..ثم تقوم بالالتقاء مع شباب الاعلاميين ، لتتحاور معهم وتسمع نبض الشباب  وتتعرف علي صناع الراي العام الجدد، وبينما تلبي دعوة بطل كرة السله عبد المنعم سعد الدين، وتحضر افتتاح اولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصه، وتكاد عينك ان تغرورق بالدموع وانت تقول له" من عيني يابني احضر".. نفاجأ  ونحن الذين في حالة حرب نجد الدوله لا تؤمن نفسها التامين الكافي،ولا تولي الاهتمام- الكافي كذلك- للحرب الدعائيه التي تشنها عليا الجماعه الارهابيه في كل مكان .. من مصر الي قطر مرورا بتركيا وصولا الي عقر دار الامريكان؟ فحتي الان تنتصر الجزيره في حربها الاعلاميه لان الاعلام المصري ضعيف( وآخر شهاده في هذا الشان صدرت من الاذاعيه القديره نجمة صوت العرب في عصرها الذهبي امنيه صبري،، التي اكدت ضعف اذاعة صوت العرب وخفوت صوت قنوات النيل .. ومع هذا لاتفعل شيئا ليرتفع اداء هذا الاعلام التعيس ، بتكليف خبراء الاعلام المصريين بالعمل علي وضع خطة انقاذ عاجله.. وفي نفس الوقت الاتفاق مع شركة متخصصه تفند الدعاوي الرهيبه التي يمارسها ضدنا اعلام اميركا بقيادة النيويورك تايمز، والذي يفتح ابوابه فقط للمراسلين المدلسين علي الراي العام الاميركي مثل كيركيباتريك واشباهه ، فضلا عن الدعاوي والبذاءه المحمومه التتي تمارسها المدعوه آيات العرابي!
من المؤسف ايضا اننا وفي خضم هذه الحرب ، وهذه الجبهات المفتوحه ، من صندوق اعلام رصد( الاخواني المضلل) الي قنوات" مكملين والشرعيه والشرق ومصر الان والجزيره مباشر مصر الخ" ..في ظل كل هؤلاء نجد انفسنا نعيش في اتون تمزق نفسي رهيب.. فمامعني ان يخرج" تسريب" كالذي سمعناه - والتسريبات اصبحت جزءا  حياتنا اليوميه - عن مشكلة قانونينه بشان مكان احتجاز السجين "محمد مرسي" ؟ كيف  اننا حينما عزلناه لم نكن قدعملنا علي تلافي اي مشكلات قانونيه بهذا الشان ، الذي هددنا في لحظه بان القضيه ( تبوظ) كما قال اللواء شاهين؟ وكيف امكن ان يصل الاعلام الي مثل هذه الاحاديث الجماعيه لقادة القوات المسلحه الكبار جدا ومن قلب الوزاره؟بل وكيف تم  -في مرحله سابقه -تسجيل اجتماعات المشير السيسي والمجلس العسكري؟ ولماذا لم يقبض علي مسجليها ومرتكبيها؟ وهل هناك جواسيس وخونه؟ ام ان الجهاز الذي اثار ضجه وجلبه يوما وتردد ان خيرت الشاطر اشتراه باموال قطريه وتم ادخاله الي مصر، وبسببه حدثت ازمه عنيفه بين الشاطر ومسؤلي الجمارك  ، هو الذي يعمل الان ويكشف كل هذه الامور الدقيقه؟ 
اين اجهزة التامين؟ اين اجهزة التشويش ؟ واذا كانت مثل هذه الاجتماعات تتسرب فماالذي يمكننا ان نراه بعد ذلك؟ هل نري ونسمع احاديث الوزراء والمسئولين  في غرف النوم؟
لا احد يقول لنا ان التسريبات تمت بتقنيه عاليه وبمساعدة اجهزه مخابراتيه اجنبيه ، فهذا معناه ان اجهزتنا المخابراتيه  نائمه في العسل ؟  وكيف يتركنا هؤلاء ممزقين بين ان نقبل بصحة تسريبات عبدالرحيم علي عن الثوار، بينما نكذب التسريبات الخاصه بالجيش ونعتبرها مفبركه؟  
*********************************************
-قال لي: "وبعدين في الليالي السوده دي"؟
-تهنا وضاع منا اليقين..
-منعرفش علي فين رايحين..
-قالت لنا:لاتعرف بمن تثق!
-ولا مع من تقف!
-ثمة من يقودنا الي كارثه!
-عاد ليقول لنا:انا "مش"اخواني ..لكن "اللي خلانا نقبل تسريبات "عبد الرحيم" يخلينا نقبل تسريبات "مكملين"؟ ومن قبلها و في القلب منها تسريبات السيسي..( هل تذكرونها؟!)
قالت: استمعت للتسريبات امس الخميس .. ولولا ان علامة" رابعه" كانت موجوده علي الشاشه لما ترددت في رفعها علي فيسبوك؟
قالت الاخري: انتوا لسه مصدقين ان الجيش علي حق في اللي عمله مع مرسي؟ 
************^^^^^^^^^*********************
بعد ان قرات: منذ  ان وقعت احداث الحرس الجمهوري وحتي اليوم ، وكل هؤلاء الشهداء والقتلي والجرحي والمصابين وهذا الخراب والدمار الذي تمارسه الجماعه الارهابيه، تجعل الانحياز الي مصر اضطرار لا اختيارا. -انحاز الي وطني  والي مصري  والي اهل بلدي والي كل الشعب المصري ، لكن الاخطاء الفادحه التي ترتكب تجعلنا جميعا.. " متوولين" أو " مندوهيين"..مجرد شعب يفتقد اليقين .. مايجعلنا نتساءل ربما مذعورين : هل " احنا مكملين" و " اللا همه اللي مكملين"؟!