طيب!!!

مؤتمر.. يحمل الخير

.. قول واحد.. لن ينصلح حالنا إلا إذا انصلح حال اقتصادنا، وتحسنت منتجاتنا وزادت صادراتنا، فإذا تحسن الاقتصاد، وزاد دخل الفرد، وجد ما ينفقه على تعليم ابنائه، وقلت حاجته الى مساعدتهم له في زيادة دخله، فيقل «تسرب التعليم» وتختفي «الأمية» وصمة العار التي فشل كل قادتنا السابقين في مكافحتها، وندعو الله ان تلتفت حكومتنا الرشيدة للاهمية  القصوى لمحوها، واذا زاد دخل الفرد، انتقى غذاءه، واهتم بصحته، فتختفي الفيروسات والامراض المتوطنة التي  تنهش أجساد المصريين، والفقراء منهم خاصة.
وهكذا يكون تحسن الاقتصاد هو «المفتاح السحري» لمكافحة الثالوث المرعب: «الفقر – الجهل – المرض».
.. خلال الايام القليلة الماضية برزت عدة تحركات وتصريحات ايجابية أدعو الله أن يسفر عنها خير لمصر وشعبها، أولها كان تصريح رئيس الوزراء ابراهيم محلب في توجيهه بعقد اجتماعات «يومية» للجنة فض منازعات الاستثمار، في اطار السعي «الحقيقي» لحل مشكلات جميع المستثمرين سواء المصريون أو العرب أو الأجانب، وتأكيده على استهداف إقرار حلول لـ«كل» المشكلات العالقة قبل انعقاد «المؤتمر الاقتصادي الدولي للاستثمار في مصر،.. والمقرر له منتصف مارس المقبل، وذلك طبعا بما لا يُضيِّع مليماً واحداً من حق الدولة».
فإذا أضفنا لذلك كلام رئيس الوزراء عن إجراء مراجعة تشريعية شاملة لجميع قوانين جذب الاستثمار، والسعي لتطبيق نظام «الشباك الواحد» الذي ينهي منه المستثمر كل أوراقه، نجد أن الأمور تتجه إلى طريق صحيح، يبقى أن تبدأ الحكومة – وفوراً – حرباً شعواء لا هوادة فيها، ولا هدنة للقضاء على الفساد والبيروقراطية في أجهزة الدولة، بدءاً بالاستثمار والمحليات.
أيضاً شهد الأسبوع الحالي تحركين مهمين أولهما كان لوزير الإسكان والمرافق د.مصطفى مدبولي الذي قام بزيارة سريعة إلى أبوظبي حيث شارك في مؤتمر «الاستثمار في مصر» وعاد منه باتفاقيات مبدئية على شكل «مذكرات تفاهم» مع مستثمرين خليجيين لـ20 مشروعاً بقيمة 150 مليار جنيه سيتم توقيعها خلال أيام، ويستمر تنفيذ مشاريعها بين 5 و7 سنوات، ومن المفترض الانتهاء من الدراسات الاقتصادية التفصيلية لهذه المشاريع أيضاً قبل «المؤتمر الاقتصادي الدولي في مارس، وجل هذه المشروعات «عقارية» إسكانية، ستشارك فيها هيئة المجتمعات العمرانية كشريك رئيس.
.. التحرك الثاني كان لوزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة منير فخري عبدالنور الذي قام بزيارة «خاطفة» للكويت وقَّع خلالها اتفاقا للتعاون المشترك في مجال التجارة والصناعة والمعارض، سيؤدي الى زيادة حجم التبادل التجاري، وزيادة عدد المعارض المصرية في الكويت.
وأخيرا كان إعلان محافظ جنوب سيناء عن «قرب» صدور قرار جمهوري بإنشاء منطقة صناعية في منطقة «ابو زنيمة» ليضيف 92 مصنعا جديدا لتستفيد من «خيرات» اكثر من 80 منجما ومحجرا، على طريق تحقيق الأمن الاقتصادي لسيناء.
.. أدعو الله أن تنجح مصر في الإعداد الجيد للمؤتمر الاقتصادي الدولي، او القمة الاقتصادية المزمع عقدها في مارس حتى تحمل بحق الخير لمصر، وتعيد الثقة في «عقول» المستثمرين الذين تمتلئ قلوبهم بحب مصر، ويبقى ان تقنع حكومة مصر «عقولهم» بالعودة هم واستثماراتهم الى حضنها الدافئ.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66