طيب!!!

مصر المستقبل

.. رسمياً أعلنت مصر عن موعد المؤتمر الاقتصادي الذي طال انتظاره، تحت عنوان «مؤتمر مصر الاقتصادي» في الفترة من 13 – 15 مارس المقبل.
وطبعاً لا يوجد أكثر أماناً وجمالاً من مدينة «شرم الشيخ» الساحرة لاستضافة المؤتمر الذي نبني على نجاحه آمال جذب الاستثمارات وانعاش الاقتصاد ودعم التنمية.
3 محاور رئيسية كشف عنها رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب أولها: مواجهة عجز الموازنة والانضباط المالي واصلاح العدالة الضريبية وزيادة ايرادات الدولة، واقرار قانون لاستغلال ثروات مصر الطبيعية والمعدنية.
المحور الثاني: يتعلق بجذب الاستثمارات المباشرة.
والمحور الثالث: مواجهة الفجوة التمويلية ودفع ميزان المدفوعات.
.. وفي رأيي ان هناك عدة «مؤشرات» أولوية سبقت الاعلان عن موعد المؤتمر، وشجعت عليه، كما ان هناك مجموعة «اشارات» تؤيد انجاحه.
من هذه «المؤشرات» رفع تصنيف مصر من قبل مؤسسات التصنيف المالي العالمية (فيتش – موديز – ستاندرد آند بورز)، والتي يعتمد عليها المستثمرون بشكل كبير قبل ضخ أموالهم في سوق ما.
كذلك إعلان رئيس الوزراء عن تشكيل لجنة رفيعة المستوى تعمل على محاربة الفساد، وإقرار الإصلاح الإداري، حتى تتغير نظرة المستثمر إلى مصر، وأنه لابد من دفع «الرشاوى»، و«إكرام» المسؤولين حتى تُزال العقبات أمام الاستثمار.
وأخيراً الإعلان عن الانتهاء من تسويات وتفاهمات «ودية» لإنهاء مشاكل بعض كبار المستثمرين والمجموعات الاستثمارية، وتجاوز الأخطاء التي وقعت معهم و«منهم» أحياناً لبدء صفحة جديدة، لا تظلم فيها مصر من يجيء إليها مستثمراً، ولا «يسرق» فيها مستثمر حق المصريين،.. ولا يجرؤ مسؤول أو موظف «فاسد» أن يضع «العصا» في عجلة الاستثمار.
أما «الإشارات» التي تؤيد انجاح المؤتمر فيأتي على رأسها الاقتناع بضرورة «إعطاء العيش لخبازه».. والاتفاق مع جهتين عالميتين: احداهما مستشار فني للمؤتمر، تشرف على كل نواحيه الفنية، وإعداد ملفات المشروعات، والثانية تتكفل بالتجهيز والاعداد والاشراف للمؤتمر نفسه حتى يخرج في صورة تليق بمصر.
كذلك من الإشارات المهمة ما يجري حاليا من ترويج لأفكار غير مسبوقة تتعلق بالاستثمار في مشروعات قناة السويس، وتحويل المجرى الملاحي وشواطئه الى «دجاجة تبيض ذهبا» للاقتصاد المصري، وجنة يتسابق المستثمرون لدخولها.
الحقيقة التي يجب ان نعيها جميعا انه بقدرما تحتاج مصر واقتصادها لنجاح هذا المؤتمر، بقدر ما «يتشوق» المستثمرون للعودة الى مصر، فنحن نملك من فرص الاستثمار، والموارد الطبيعية والبشرية، وحجم السوق الذي يقترب من 100 مليون مستهلك، ما يضع مصر على «قمة» قائمة الدول الجاذبة للاستثمار في المنطقة بأسرها.
فقط ثقوا بأنفسكم.. وحاربوا الفساد.. واجعلوا الأمن يستتب.. وتوكلوا على الله.. لتعود مصر الى المكانة التي تستحقها.. تاج العلاء في مفرق الشرق.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66