طيب!!!

مصر.. واتفاق الرياض

.. «القاهرة».. كانت الغائب الحاضر في اتفاق الرياض الأول، في نوفمبر الماضي، والذي ادى عدم الالتزام به الى سحب سفراء الرياض والمنامة وأبوظبي من الدوحة في مارس 2014.
 .. و«القاهرة».. ايضا كانت الحاضر الغائب في اتفاق الرياض «التكميلي» الذي اعاد سفراء الدول الخليجية الثلاث الى العاصمة القطرية.
 .. وبالرغم من عدم نشر تفاصيل الاتفاقين، و«غموض» البيان المشترك لسحب السفراء، والاكتفاء بذكر عدم التزام قطر بتنفيذ اتفاق الرياض الأول الذي وقع بتاريخ 23 نوفمبر 2013، الا ان المعلومات المسربة وضعت الخلاف المصري – القطري في قلب الحدث، اضافة الى شكوى أبوظبي والمنامة من بعض الممارسات القطرية، ومنها منح الجنسية لمعارضين من البحرين.
 .. ويبدو ان استباق عقد القمة الخليجية المقبلة في الدوحة كان عاملا محفزا لقطر، جعلها «اكثر ايجابية» في تنفيذ اتفاق الرياض الثاني الذي لم يمض على اعلانه ساعات، الا وصرح وزير داخلية البحرين بأن قطر أوقفت عملية «تجنيس» مواطنين بحرينيين، كأولى ثمار قمة الرياض الاستثنائية واتفاقية الرياض التكميلية.
ثم جاءت «دعوة» خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر و«مناشدتها» شعباً وقيادة بالسعي في انجاح مسيرة التضامن العربي، ومشيراً إلى «يقينه بأن قادة الرأي والفكر ووسائل الإعلام سيسعون لتحقيق هذا التقارب الذي يهدف إلى إنهاء كل خلاف مهما كانت أسبابه».
وهي المناشدة التي استقبلتها القاهرة بارتياح، ويبدو أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد «تغييراً» أساسياً في السياسات الإعلامية والحملات المتبادلة بين وسائل الإعلام في الدوحة والقاهرة، على الأقل كبادرة حسن نية، وربما تمهيداً لمصالحة على مستوى أعلى، ونتمنى أن ترتقي وسائل الإعلام في الدوحة والقاهرة إلى مستوى «مناشدة» العاهل السعودي،.. وأن ترتفع إلى مستوى الخطر المحدق بالمنطقة كلها، والذي بدأت نيرانه تزحف لملامسة اطراف الثوب الخليجي، وهو ما يدركه جيدا قادة دول مجلس التعاون، كما يدركون ان إفشال المخطط الإرهابي لن يكون إلا بدور
 فاعل تقوم به القاهرة، يقابل ويوازي الدور الكبير الذي قامت به السعودية والإمارات والكويت لمؤازرة النظام الحاكم ودعم الاقتصاد، والحيلولة دون تفاقم الازمات المالية في مصر.
 .. اعتقد أن الأيام القليلة المتبقية على اجتماع القمة الخليجي في الدوحة الشهر المقبل ستشهد قرارات تهم الجميع، و«تخص» مصر بصفة خاصة، تؤدي لازالة السحب التي تراكمت في سماء العلاقات المصرية – القطرية.. إذا خلصت النوايا «هذه المرة»!
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
 twitter@hossamfathy66