طيب!!!

«طواحين» زيدان وصلعة الحسيني

.. المحبطون في مصرنا الحبيبة يتزايدون.. ولهم في التعبير عن احباطاتهم طرق تجعلنا ندعو السميع العليم ان يحفظ مصر.. ويهدي قادة الرأي والفكر فيها.
يوسف الحسيني المذيع والاعلامي، طالب برحيل محافظ الاسماعيلية الذي اشار باصبعه اشارات بذيئة اثناء حديثه لمواطني المحافظة، واحتجاجا على عدم محاسبة المحافظ، قام بحلق شعر رأسه «زلبطة» تنفيذا لوعد قطعه لجمهوره.
أما الاديب الدكتور المؤرخ الباحث يوسف زيدان فقد بلغ به الحزن مبلغه عقب تعيين د.إسماعيل سراج الدين مستشاراً لرئيس الوزراء، فأصدر بيانا يقطر ألماً اسماه «البيان الأخير» أعلن فيه «تقريبا» اعتزاله الحياة العامة احتجاجا على هذا التعيين، يقول د.يوسف زيدان في بيانه الأخير:
«معروف ان خلافا جرى بيني وبين د.اسماعيل سراج الدين، بسبب مكتبة الاسكندرية وليس لسبب شخصي، فكانت نتيجته انني استقلت منذ عامين من عملي كمدير لمركز المخطوطات ومتحف المخطوطات بالمكتبة، بعد سبعة عشر عاما من الجهد الذي لا يعلمه الا الله لبناء هذه المكتبة ورفع شأنها في العالم.. ومعروف ان الدكتور المذكور يحاكم منذ ثلاثة اعوام بسبب افعاله في المكتبة، ويديرها في الوقت ذاته! وكان قد احيل الى النيابة في 107 قضايا، جرى التصالح في بعضها وذهب بعضها الآخر الى المحكمة وظلت الجلسات تؤجل حتى كان التأجيل رقم 15 منذ اسبوع، الى جلسة شهر ديسمبر القادم!
وهو في الوقت ذاته يدير المكتبة.. ومعروف ان الدكتور جابر عصفور، وزير ثقافة مصر حاليا، كان قد قال منذ عامين ما نشرته الجرائد، وكان نصه بالحرف الواحد «إسماعيل سراج الدين كذاب» ومع ذلك، اصدر قرارا فور توليه وزارة الثقافة بضم هذا الذي وصفه بالكذاب، لعضوية المجلس الأعلى للثقافة.. والآن، يصدر رئيس الوزراء قراره هذا المنشور في كل الصحف، لتكريم الدكتور المذكور بمنصب «المستشار» الثقافي لرئاسة مجلس الوزراء. وعلى ذلك، ولأن السيل قد بلغ الزبى، ولأنني تأكدت من أنني كنت حتى اليوم أحارب طواحين الهواء؛ أعلن الآتي:
اعتباراً من هذه الليلة، سأتوقف عن أي فعل وتفاعل ثقافي في مصر والبلاد العربية.. وسأنقطع عن الكتابة الأسبوعية في جريدتي الأهرام والوطن (وأي جريدة أخرى).. وسأكف عن كافة الاجتهادات التثقيفية والصالونات الثقافية والندوات واللقاءات الفكرية التي أقيمها في القاهرة والاسكندرية، وغيرهما من المدن المصرية.. ولن أشارك من الآن فصاعداً، في أي حدث عام، ثقافي أو غير ثقافي، في مصر أو في غيرها (ويتضمن ذلك اعتذاري عن عدم سفري إلى المغرب بعد غد، لإقامة عدة أنشطة فكرية وثقافية في الرباط).
ولن أعود في قراري هذا، ما دام د.إسماعيل سراج الدين باقياً في مكانه كمدير لمكتبة الإسكندرية (أو تعلن المحكمة براءته من القضايا التي يحاكم فيها بسبب أعماله في المكتبة).. ومادام الرئيس السيسي الذي بحكم منصبه كرئيس للجمهورية، هو بحكم القانون الخاص بالمكتبة «رئيس مكتبة الإسكندرية»، لم يتدخل شخصيا في هذا الأمر الذي أراه دليلاً دامغاً، على أنه لا فائدة ترجى من أي جهد ثقافي يبذل في هذا الوطن المنكوب المسمى مصر.
والله ولي الصابرين».. انتهى البيان.
.. حزنت على حرمان الساحة الثقافية من مبدع مثل د.زيدان،.. لكنني حزنت على مصر.. تاج العلاء في مفرق الشرق أكثر.. يا رب.. أسبغ رحمتك علينا.. يا رب.. ماذا حدث للمصريين؟
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66