لاتتضامنوا مع رموز عصر الاضواء اللامعه.. وتضامنوا مع مصر الضائعه!!
--------------------------------------------------------------
بقلم : محمود الشربيني
---------------------------
- ايها الاخوان الناشزان .. خالد نجا وتوفيق عكاشه هذه كلمتي :
كلمات خالد نجا المذيع والممثل الذي بات معروفا منذ زمن ، ويحتاج في تقييمه فنيا ونقديا الي استاذي الجليل رؤوف توفيق، تناهت الي اذني وهو يقول : ارحل .. سنقولها لك قريبا قاصدا بذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي.. في الحقيقه لم تلق كلماته اي اصداء في داخلي .. اعتبرتها مجرد لحظه متسرعه تحت تاثير وبريق ووهج الكاميرات .. فنحن في عصر التليفزيون والنجوم اللامعه .. ولم اهتم بماقاله بماهو ابعد مما سمعته ،فلم اذهب مثلا الي يوتيوب لاتوقف واحلليدوافكر وانقد او اؤيد او اعارض .. لم اهتم .. الي ان وجدت بيانا من المخرجين وعدد المدعين يصدرون بيان تضامن مع خالد نجا ، ضد الحمله الشرسه التي تعرض لها في اعقاب تصريحه " التافه" في الحقيقه.. هما وهنا فقط توقفت لاقرأ اسماء الموقعين علي البيان ومع احترامي فلم يكن بينهم محمد القصاص او محمد مندور او نور الشريف او عادل امام او نور فرحات او امينه النقاش او الكاتب الكبير رؤوف توفيق او المفكر الرائع الدكتور حسن حنفي او الدكتور نادر فرجاني.. لكن هناك مخرجون وشعراء شباب محترمون ، اعربوا عن تضامنهم مع خالد نجا وحقه في ابداء رايه دونما قهر او ملاحقه او تشهير او ارهاب برفع القضايا ضده ورغم ان الذين اصدروا البيان ناقضوا انفسهم و" وقهروا" او مارسوا القهر نفسه بحق المحامي الذي رفع ضده قضيه بسبب تصريحه ، وطالبوا نقابة المحامين بان تشطبه من عضويتها لان حق الراي مكفول دستويا ...
كنت ومازلت بحاجه الي منريتضامن مع مصر التي اعرفها .. فانا قادم من ارض الطين والعيال الفقراء والمطحونين الذين يشربون من المجاري ويلتحفون العراء ويبحثون عن. شقة فول وطعميه كل صباح بدلا من تناول " المش بدوده" كل يوم بلا انقطاع وبكثير من القهر والحزن والحسد علي غيرهم ممن يتناولون اللحم بكل انواعه في الصباح والمساء ومابين الصباح والمساء
كنت ولازلت بحاجه الي من يتضامن مع مصر ..المقهوره ..الحزينه.. الضائعه.. بفعل السرقه والنهب والفساد الذي اكل الاخضر واليابس علي مدار ثلاثة عقود تقريبا، وكانت نتائجه كما نراها الان.. فقراء وبسطاء هزمتهم الحياه.. اناس تلتحف السماء في عز الشتاء ،وتحتمي باسفل الجسور والكباري من الامطار والزوابع واعاصير ومعارك حياتهم اليوميه .. بحاجه الي من يتلقف قلبدمصر المنهكه بالامراض والاوبئه والخذلان النفسي والحرمان العاطفي - وحتي الجنسي-فيما كان هناك عدد من " نبلاء الافكار" من النقاد والمخرجين والصحفيين يفكرون في التضامن مع خالد نجا !!
هكذا الحياه .. وجهات نظر .. قد اصيب ويخطيون واخطيء ويصيبون .. وقد تدور بيينا وقائع معركه" لا وقائع "مشتمه".. ومن اسف ان "مشتمة" توفيق عكاشه ( الاعلامي .. القادم من التليفزيون الرسمي المصري الذي عرف احمد سمير ومحمود سلطان وعلي جوهر وسلوي حجازي واماني ناشد وعرف في اعصور الحديثه هاله ابوعلم واسامه كمال ودندن حجازي وسناء منصور وحنان منصور.. وفي الفناء الخلفي للصوره اساطين الاذاعه المصريه فهمي عمر وصبري سلامه وفاروق شوشه وحلمي البلك و فايق فهيم ومحمود المسلمي ( حديثا)قدم توفيق عكاشه من هذه البيئه التليفزيونيه الرفيعه الي بيئه الفضائيات الخاصه التي تستبيح كل شيء من الفكر الي العرض .. من الاحترام والرصانه الي العقل والموهبه .. تنتحر الرصانه والاحترام علي ابواب الفراعين تماما مثلما تنحر كل القيم النبيله علي قنوات لاتعرف من الاخلاق سوي اسمها فقط : الفظ ! الهدايه: النور: ال.......الخ ..
هنا ادركت المازق الذي انا فيه ..
مازقي انني لم اكن افكر في عكاشه ( وبذاءاته)!ولا في خالد نجا( وارؤه او حماقاته ) وانما كنت كما قلت متضامن مع مصر ومصر في الحقيقه عندي قبل السيسي وقبل " محمد ومازن وشادي واظنكم كذلك ايضا ) هنا انتبهت .. واطلتت علي صوره تجمع هذين الشيئين ( خاد- عكاشه).. صرره غابت عنها مصر الحقيقيه .. وبيقي منها نقد زاعق للسيسي يقول له " اذا مش عارف تشتغل ارحل وقريب هانقولها ولانعرف من هم هؤلاء الذين سيقولونها قريبا وهل خالد من " بتوع 28نوفمبر" ويبقي منها بذاءات تيفه الشهيره التي يتصور انه يغلفها في اغلفة من السلوفان الجميل المقبول وهي " كده ولا كده : بذاءات"!!
سمعت "نجا" وحماقاته ولم "ينج " بفعلته معي ليس من باب مصادرة الراي ولكن من وجه اخر تماما هو وجه مصر الحقيقيه التي لايعرفها خالد نجا .. وسمعت " تيفه" الذي القي بكل تراث الاعلاميين والاذاعيين الكبار علي " الرصيف" و" نصب" السيرك لخالد .. سيرك العجله واللام العظم العظيمه الخ ما في سلوفان نقده من بذاءات !
اهذه هي مصر؟ هل هذه افكار المثقف والمبدع المصري؟ هل هذه هي اساليب الحوار بين المصريين؟ اذا كان "ابوالنجا بيه"يري ان عدم دعم الدوله لمهرجان السينما يكشف عن انها دوله لاتفكر بشكل سليم فاساله بهدوء : هل تدعم الدوله سينما ومهرجانات لايراها الجمهور المصري؟ ام تدعم الدوله تعليما وصحه وكهرباء واتصالات ونقل وطرق وفوق هذا وذاك غذاء وكساء ودواء؟ هل تدعم الدوله سينما ومهرجانات يتقاضي نجومها الملايين ويمتلكون الفيلات والشاليهات والقصور والسيارات الفارهه ويقضون اجازاتهم الطويله بين الجونه والغردقه وهاييتي وشلالات نياجرا ام تدعم مدارس لاتنبيء احوالها المريعه بقابليتها لاستقبال طلاب، لامن حيث الشكل فقط.. وانما من حيث المضمون ايضا، فمرافقها مدمره او غير ادميه والفصول تمتليء بعشرات الكراسي المكسوره والديسكات التي لاتصلح للاستخدام !
ام تدعم الدوله مستشفيات حكوميه ورغم انها كذلك لايملك المواطن قدرة علي دخولها لاجراء عملية ولاده او علاج سرطان او حتي علاج مرض بالقلب مجرد مرض ولا اقول عملية قسطره؟
-صحيح ان المهرجانات تحمل اسم مصر وانها واجهة مصر الحضاريه والثقافيه، وكل مايقال في نبل هذه الاهداف انا معه تماما وبمنتهي القوه ، لكن اذاكنا في مجتمع مطحون ومقهور و" وكثيرون مش لاقيين اللقمه ولا الهدمه ولا تمن المواصله ولايعرفون شكل حتة اللحمه وبياكلوا مش بدوده صبح وضهر وبليل سنوات طويله حامدين شاكرين" ، في حين سيادتك تاكل الكفيار والفواجراه وتطالع المنيو في مطعم مكسيم وانت واضعا ساقا فوق ساق، وجيبك متخم بكروت الائتمان وعشرات الدولارات والشيكات السياحيه، ولاتحمل هما لفاتوره" حراقه" لو تبرعت بثمن ما تناولته في وجبه واحده - علي نحافتك ورشاقتك المعهوده- لبنك الطعام فانه سيمكنه علي الاقل اعداد 500! كرتونة طعام للفقراء والمحتاجين
-ياخالد بيه السينما وجه من اوجه تحضر الامه.. وجه من اوجه تقدم الامه.. لكن الملايين من المصريين لاتشغلهم هذه القضيه مطلقا.. لكن تشغلهم قضية( ال م م ) الممم ( هل تعرفه هل تسمع به .. هل تتكلم لغته ؟) تشغلهم قضيةالستر ..قضية الغطاء قضية عدم النوم عالرصيف قضية عدم التشرد وعدم التسرب من التعليم ،وقضية ان يجدوا علاجا للضغط والسكر،و الاسوء من هذا كله ان يجدوا دواء علاجا ل " الجوع"!هذه هي معاركهم اليوميه التي ينشغلون بها باكثر بملايين المرات من اهتمامهم الان بالسينما والمهرجانات، التي نحلم انا وانت والقوي الناعمه الصريه كلها ، بان تكون لدينا مهرجانات تليق بمصر التاريخ والحضاره والابداع والفن وسحر الشرق الذي علم الدنيا لمسة الفن الي جانب نظرة العلم ( الشرق الفنان- ذكي نجيب محمود)
- هل ادلك علي اجابه عن سؤالك من لايعرف يشتغل يمشي؟! دعني اقل لك من الذي يجب ان يمشي ؟ الذي يجب ان يمشي هو كل فنان ومثقف - او اعلامي او اذاعي -كاذب يعتقد ان دور الدوله ان تتخلي عن، اوتقتر علي ،او حتي تقتنص وتختزل من قوت الفقراء لتدعم مهرجانت النجوم ،ليبيتوا في فنادق 7ستار او اكثر) هذه هي حدود علمي اليوم بنجوم الفنادق( وياتوا لهم بالطعام من افخر الفنادق، ومعها الورود والزنابق ووووو الخ ، بينما اهلك واهلنا من غالبية الشعب المسكين يبحثون عن " شقة فول وطعميه"!
-هل تسمع عن عالم اسمه محمد غنيم ؟!هذا رجل الي جانب كونه بروفيسير ولايحتاج شيئا ،قام بواجبه المجتمعي تجاه وطنه فشيد مركزا لعلاج الكلي وامراض الدهر التي رانت علي قلوب واجساد المصريين في زمن الساقط - وتلك حقيقته بكل اسف- فقد اسقطنا واضاعنا معه-حسني مبارك!
-هل تسمع عن بروفيسور في علاج امراض العظام في طحانوب مركز شبين القناطر محافظة القليوبيه اسمه الدكتور محمد الكرماني ابوستيت؟ هذا رجل يعطي مرضاه حقه وهو في خواتيم عمره متعه الله بالصحه، لكنه في حب مصر وحب اهل بلده يبدو لهم اشبه بالراهب الزاهد .. او هو قديس العمل الخدمي والطوعي في القليوبيه كلها ..
-هذا الرجل سجلت صور وعدسات كاميرات ابناء طحانوب مشهدا له وهو العالم الجليل - الذي نجح في تشييد نحو 20 معهدا دراسيا في طحانوب والمناطق المجاوره لها. فضلا عن اللهاث الدائم وراء المسئولين للحصول علي موافقاتهم لانشاء العديد من المرافق الخدميه المهمه، مثل محطات المياه واغلاق مصارف و" رشاحات" وصرف غير صحي لكي ياتي لاهل بلده بالصرف الصحي .
-هذا البروفيسور شاهده الالاف من ابناء قريته في بداية الفصل الدراسي وهو يحشد الشباب لاصلاح الديسكات والكراسي المكسوره حتي يجد طلاب المدرسه مايجلسون عليه للدراسه وشوهد وهو يمسك بالشاكوش والمسمار "والزراديه" من اجل اصلاح هذه الكراسي وتوفير كلفة استقدام نجار ربما لدعم اسره فقيره محرومه؟
-محمد الكرماني ابوستيت صورة بروفيسور مصري عظيم يعرف قيمة علمه ويعرف كيف يكون في خدمة وطنه فهل ياخالد قمت انت والفناون المثقفون امثالك ولو حتي بانتاج فيلم توعوي ، من حر مالكم ، وقمتم بجولات وزيارات ليشاهده اهالي القري والنجوع والكفور للتوعيه- مثلا- بمخاطر الاستيلاء الاخواني- السلفي علي البرلمان القادم؟
حتي هذه لم تفعلها.. وهنا انحني اعجابا وتقدير للفنان الاصيل الجميل الواعي خالد النبوي.. الذي تظل ابداعاته التي يقدمها في مشاهد توعويه بعنوان " ابتدي" و" تحرش" وغيرها عنوانا علي دور الفنان المثقف الواعي الذي نريده.. ومع هذا اعتذر منك عن اي" مشتمه" فتحت عليك.. عن اي نقد غير موضوعي وجه اليك.
عزيزي الاعلامي والاذاعي والتليفزيوني النجم توفيق عكاشه:
ماهذا الاعلام الذي تقدمه للناس؟
-هل تعتقد انك "افحمت" خالد ابوالنجا، عندما غمزته من قصة "مرضه" المزعوم مخابراتيا؟ هل هذا هو نقد الخصوم علي الهواء ؟ لو انك كنت في مقهي او تتحدث الي "واحد صاحبك".. لكان ممكنا ان تتقول وتتغول - وحتي ربما " تركب" عليه فانت علي القهوه بقي"-عليه، وتشرح له كيف ولماذا يفضل خالد ان "ينام علي ضهره" او "علي بطنه".. و تشرح اسباب الالام المبرحه او "الالم العظيم" او" الم العظم العظيم" .. وتشرح اسباب حبه ل" ركوب العجله".. وهذا الغمز المشين الذي ارتكبته علي الهواء) وانت تعتقد بهذا انك جاملت الرئيس ( وبالمناسبه الرئيس المحترم يشجع الناس علي الرياضه وشوهد مرتين وهو يقود دراجه هوائيه في محيط منطقته ، وشارك في ماراثون رياضي للدراجات ( التي نسميها العجلات) وانك افحمت ابوالنجا وشهرت به وافشيت اسراره؟ ما هذا النقد ال" العجلاتي"او ( الع- بكسر العين- وتسكين ال ج - لاتي) نقد عجلاتي ( من العجل) ونقد عجلاتي من ( العجل)و " اهو كله عجول)!
كل مافعلته ياتوفيق عكاشه " عك" وليس نقدا .. كل مافعلته لاعلاقة له بالنقد ولا بالخلق ولا بالدين ولا باي معيار من معايير الرأي والراي الاخر !
-ايها "الشيئان" ..تعلما من "محمد غنيم" ومن "محمد الكرماني ابوستيت"تعلما اصول الاعلام واصول الخلاف في الراي واصول الحوار والنقد من اهل القريه العظام الذين لايمكنهم ابدا ان يتنابذوا هكذا او يتفوهوا بكل هذا العواء والبذااءات علي الهواء، او يطلقوا الاراء - ياخالد نجا- من دون تفكير ومن دون دراسه لمجرد انهم امام امام الكاميرات وتحت الاضواء.. اما نخبتنا الاعلاميه والفنيه والصحفيه .. ف لطفا ايها الاخوه: لا تفكروا دوما في عصر النجوم اللامعه.. لاتتضامنوا فقط مع رموز مرحلة الاضواء اللامعه .. وانما فكروا في مصر.. وتضامنوا مع مصر المتعبه النازفه الضائعه!