تحرير " القرصايه" من الجيش ام تحرير مصر من " كامب ديفيد"؟!--- بقلم : محمود الشربيني
---------------------------------------------------
قبل ان تقرأ:هل يمثل سقوط حكم العسكر ( يين) مشروعا سياسيا متكاملا ؟ بمعني هل من يرفعون هذا الشعار من القوي الثوريه ومن جانب جماعات التاسلم السياسي ،وعدد آخر من الليبراليين واليسار الراديكالي ، هل يمتلكون مشروعا متكاملا بديلا لحكم العسكر اذا تم اسقاط حكم العسكر بالفعل؟
************************
-مارأيناه من جانب جماعات التاسلم السياسي معروف ولايحتاج الي تذكير .. ففي عام واحد انكشف المشروع السياسي للاخوان بزعامة ممثلهم الاخوان في الاتحاديه. لم يكن لديهم مشروع لبناء الدوله الديمقراطيه الحديثه.  كان لديهم  مشروع ل" لم" الشمل " اليمني " علي" المغربي" لاجل تحقيق حلم دولة الخلافه التي كانوا  ينشدونها ..كل هذا التنظيم الجبار وكل هذه القدره علي التجييش والحشد لم يوجه خلف "هدف نبيل" ، تضرع المصريون الي الله ان يتحقق علي ايديهم .. باعتبارهم " ناس بتوع ربنا".. وانما تحلق خلف "وهم كبير" هو تحقيق حلم "دولة الخلافة"! واذا تاملنا محاولتهم  سنجدها محاوله لاقامة  دوله " ممسوخه" مهترئه ومفتوحه " عالبهلي" لاتعرف  فيها موقع صفوت حجازي  بالضبط من محمد البلتاجي.. ولا مسوغات ظهور  عبد الله بدر داعيه الي الله بدلا من عبد المقصود او غنيم ؟ ولا حتي ماذا كان المفتي هو القرضاوي ام ان المرجعيه هي المرشد ؟المهم ان الكل يتناطح ،وينطح فينا ،ويشخط وينطر فينا، فهولاء هم " احباب الله"!
فشلت دولة الاخوان الوهميه في ان تكون لها بصمه ، بينما نجحت دولة " داعش" الدمويه في ذلك بامتياز من الاطلاله الاولي للدم ! هذه " جماعه" صنو لهذه "الجماعه".. كلاهما يصدر الينا اوهامه باستعادة "الخلافه "لكن الفارق ان الاخوان "مسخ "بلا بصمه .. لا مشروع سياسي لديها ، فانت لاتعرف ان كانوا مع القطاع العام ام ضده .. وان كانوا مع النظام المصرفي الحالي ام ان كله ربوي ويجب تدميره .. هل هم يحترمون الحضاره المصريه حقا ويدركون قيمة السياحه باعتبارها تدر ثاني اعلي دخل من العمله الصعبه للبلاد ام لا.؟ومااذا كانوا يعرفون انها تفتح  بيوت اسر بالملايين .. هل هم مع الدعوه الي الله بالحكمه والموعظة الحسنه كما يتشدقون في اللقاءات الرسميه ام انهم يؤمنون بالسحل والضرب والعنف كما تجلي ذلك في احداث عديده سقط فيها مصريون ضحايا للعنف والضرب علي ايديهم بلا استثناء .. وللفتيات قبل الرجال .
- اما" دولة داعش" الدمويه،وهي مثلهم تزعم استعادة الحلم الاسلامي- فبدا من اول وهله -  انهااستطاعت ان تطل بوجه الدوله الحقيقي .. صحيح انه وجه قبيح ودموي وشرس للغايه لكنه وجه دوله .. لديها مفتي يستحل الدماء ببساطه، ويقبل البيعه علنا من " ولايه اسلاميه " ناشئه حديثا في مصر..ويطرح رؤي تنفذ  في الحال بشان الحدود والحلال والحرام ..يشترون السلاح ويخططون للحصول عليه .. لديهم خطاب اعلامي رغم دمويته ، لكنه يخلب الباب النساء،وخاصة الاوربيات، اللاتي اطار صوابهن " دواعش" ذوي بأس ، يكادون يمزقون اكباد اعدائهم ويشربون من دمائهم .. دولة "مجرمين" لكنها تستطيع ان تتعامل مع "دول" ذات سياده فتحصل منها علي المال والسلاح والغذاء وتصدر اليها النفط!! والادهي من ذلك انها " تسك" العمله الخاصه بها!  لا ابالغ اذا قلت ان الاخوان المنظمون حركيا وفعليا في تنظيم متماسك،له حضور اجتماعي -ديني -سياسي عارم ،تكمن قوته في تبعية وولاء اعضائه الذين تربوا علي السمع والطاعه منذ سنين تناهز الثمانين..  لكنه - مقارنة ب" الدواعش" يفتقر تماما للقدره علي ادارة دوله..وتجلي هذا في حكم العام المشئوم لمحمد مرسي، علي العكس من بقية التنظيمات الاخري التي رايناها مؤخراالتي تفاخر بقتال الاعداء ( المسلمون الذين هم نحن في الحقيقه) قتالا بلا هواده . من اسف ان هؤلاء المجرمون فاسدو المنهج نجحوا حتي بمنهجهم الفاسد فيما فشل فيه الاخوان ..صاغوا دستورا نعم ..لكنه ملغوم..مخادع ..وتاسس علي الخداع واسالوا ياسر برهامي المخادع الاكبر .. ولم يعبأوا بتقديم مشروع محترم لبناء الدوله العصريه.. حتي الجيش هاجموه قبل ان يحكموا وغازلوه وارضوه بعد ان حكموا!
-كنا امام رئيس لايعيرضرورات الرئاسه اهتماما.. لامعلومات ولا استراتيجيات ولا افكار ..ولاتجد له اي ملمح شخصي مميز اذا قارنته مثلا براشد الغنوشي .. او حتي بالقاتل الارهابي "ابي بكر البغدادي" .. وفي القلب منهما " اردوغان" فهو بينهم رئيس بلا ميزه وبلا فكر وبلا مشروع ، وما احتفاؤهم  به في تونس وفي تركيا وفي قطر وعلي صعد دويلات " داعش" و" قاعدة الظواهري" الا  من باب كونه " كمالة عدد"..شان وجبات "الكشري"!
-هذا عن الاخوان والمتاسلمين ..فما الذي يتحفنا به السلفيون ؟ يتحفوننا باوهام بعيده كل البعد عن مقومات ودعائم الدوله . فالمخادع برهامي يحدثك عن تطبيق الشريعه لكنه لايقل لك ماذا نفعل في الحدود وكيف نطبق الحدود في جريمة الزنا والتي يستحيل عمليا اثباتها عبر شهادة الشهود العدول؟ واكثر من هذا لم يقل لنا احد منهم كيف نقضي علي الارهاب باسم الدين؟ لم يحدثونا عن رؤيتهم للاعلام وانما هاجموا الاعلام الحالي ،ووصموه مع الشرطه والقضاء بالفساد فكيف ناتي بمجتمع الطاهرين ؟  وكيف نعالج الميزانيه الخاصه والاقتصاد الموازي للجيش ؟لاشيء !
في المقابل ماذا طرح الثوار؟ ماالذي طرحه  الذين نادوا الان وبعد ثورة يونيو الشعبيه ضد الاخوان.. سوي  اسقاط حكم العسكر ؟ هل هذا مشروع سياسي للثوره؟ لم يقل احد منهم كيف نعالج العجز في ميزان المدفوعات وكيف نبني الاقتصاد وهل يكمن في  ان يكون لدينا نظام اقتصادي مختلط ام انه نظام يقوم علي القطاع العام؟ ومن اين ناتي بمايسد العجز في الاحتياطي النقدي ؟ هل بهدم امن الدوله وحرق الملفات وحدها؟ هل يمكن ذلك بكسر العسكر في" جزيرة القرصايه" هل بازاحتهم  الي الثكنات ؟فمن اذن سيواجه " الدواعش والقاعده واحلام اميركا وحلفائها في سيناء وتقسيم مصر ؟ ماهو مشروعهم للنهوض بالتعليم والصحه وكيف نحل مشكلة البطاله.. و هل منع الفساد فقط هو الحل؟
بعد ان قرات: ينعي كثيرون ممن شاركوا في ثورة يناير العظيمه ، عدم وجود قياده للثوره.. فماذا بعد مرور ثلاث سنوات علي اندلاع الثوره ؟ هل تبلور كيان منظم للثوتر ينتظم حركتهم ويتبني مشروعا سياسيا متكاملا لهم ؟ هل يكفي ان يكون شعار اسقاط حكم العسكر ليكون هو المشروع السياسي للثوار؟ وهل تدار الدوله المصريه بمثل هذا الشعار الذي هو كلمة حق يراد به باطل .. صحيح ان لدينا فساد وفساد عارم لكن هل مكافحة الفساد وحدها تقيم دوله؟ من اين ناتي بالقمح للغذاء؟ من اين نزيد مواردنا الماليه؟ من اين ناتي بالعمله الصعبه ؟ ماهي المشروعات المقترحه للتنميه والتخلص من البطاله واستصلاح الاراضي وتوفير الاسكان وماهي نظم التامين الصحي المقترحه وماهي النظم الدفاعيه التي يمكننا بها حماية حدود الوطن وامنه القومي؟ كيف نتخلص من علاقة " التبعيه" والدوران في الفلك الاميركي؟ ماهو المهم الان .. تحرير القرصايه من الجيش ام تحرير مصر من وطأة كامب ديفيد؟
- مره اخري واخيره: الدكتور البرادعي كان نائبا لرئيس الدوله وشريك في تحالف يونيو ، ثم استقال احتجاجا علي فض اعتصام رابعه بطريقه دمويه والان يري ان مصر "تغرق" فهل وقت ان كان موجودا ساهم طيلة وجوده في منحها طوق النجاه؟.. وماهو هذا المشروع الذي كان لدي البرادعي ومنع من تحقيقه وهو نائب لرئيس الجمهوريه؟ليقل لنا احد ماهو المشروع السياسي للدكتور البرادعي.. ان اقل مايقال هنا ان المشروع الثوري " خسر " بالفعل حمدين صباحي .. فرغم خلافنا معه في بعض التفاصيل .. لكنه فيما يبدو الوحيد الذي يمتلك مثل هذا المشروع الساسي المتكامل.