طيب!!!

أرمجدون وفيَّله.. و«العنتيل»

.. في فيلم الخيال العلمي – الذي لم يعد خيالاً - «أرمجدون» تقوم وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» برصد «كويكب» بحجم ولاية تكساس يتجه نحو الأرض، ونتيجة الاصطدام ستكون «فناء البشرية جمعاء»..، والحل اختيار مجموعة من خبراء وعمال الحفر العميق ليستقلوا مكوك فضاء ويهبطوا فوق سطح الكويكب أو  النيزك العملاق، ويحفروه ليزرعوا قنبلة في قلبه.. ويفجروه قبل وصوله للأرض.
الفيلم «الخيالي» إنتاج عام 1998، بطولة بروس ويليس وبن آفليك وليف تايلر، تكلف 140 مليون دولار، وحقق عائدات 553.7 مليوناً، وصنف من افلام «الخيال العلمي».
.. ابن مصر البار.. العالم الشاب د.عصام حجي حوَّل «الخيال» إلى حقيقة مبهرة بعد 6 سنوات فقط من عرض «أرمجدون»، وضمن مهمة فضائية أطلق عليها اسم «روزيتا» وهو نفس اسم المركبة التي حملت «روبوت» أو مسبار حمل اسم «فيله»، وطبعا «روزيتا» اسم يشير الى الحجر الذي استخدمه شامبليون في فك رموز حجر رشيد، أما «فيله» فهي طبعاً اسم المعبد الشهير في أسوان، أما الكاميرا المثبتة في فيله فاسمها «إيزيس»!! المهم عام 2004 أطلقت المركبة «روزيتا» حاملة «فيله» في أطول مهمة فضائية عرفها التاريخ لتستغرق 10 سنوات كاملة وتهبط على سطح «مذنب» لدراسة مكوناته وعناصره
 الأساسية، وهو ما تم بنجاح قبل أيام قليلة.
.. طبعاً كل هذه الأسماء الفرعونية وراءها أربعة «فراعنة» يقودهم د.عصام حجي (39 عاماً) «رجل المريخ»، المستشار العلمي السابق للرئيس المصري السابق عدلي منصور، ومعه د.رامي المعري (35 عاماً)، ود.أحمد الشافعي (28 عاماً)، ود.عصام معروف (36 عاماً).
هو نفسه د.عصام حجي الذي ترك مصر وعاد إلى الولايات المتحدة، بعد الانتخابات الرئاسية وحل فريق مستشاري عدلي منصور، وهو نفسه الذي قال قبيل مغادرته: «.. الآن عرفت حجم الجهل الذي عليَّ محاربته».. وكان قبلها قد أدلى بتصريحات «علمية» حول اختراع علاج فيروس «سي» والإيدز الذي أعلن اللواء «شرف» عبدالعاطي، وكان هدفها - على حد تفسير د.حجي - «الحفاظ على المصداقية العلمية لمصر تجاه الشعب.. والعالم».
سمحت الظروف أن أقترب من د.عصام حجي، حتى قبل «ثورة» 25 يناير، ثم التقينا عدة مرات بعدها، وتناقشنا كثيراً حتى توطدت علاقتنا، ووجدت فيه الشاب «الوطني».. والعالم الواضح الصريح الذي لا يجادل في علمه أحد،.. لذلك أحسست بكم «المرارة» التي كان يشعر بها وهو يقول إن الاعلام المصري اهتم بأخبار «العنتيل» الجديد وفضائحه الجنسية وأهمل خبر مشاركة 4 علماء مصريين في انجاح مهمة تُعدُّ انجازاً تاريخياً للبشرية، وقد اصررنا ان يحمل كل جزء فيها رمزاً مصرياً فرعونياً خالصاً لنقول للعالم «المصريون هنا».
صديقي العالم الوطني الشاب، ثق أن «مصر الجديدة» لن «تأكل» أبناءها، وان علمك «أنت وزملاؤك»، هو الباقي، أما الزبد فيذهب جفاء  - وتقبل اعتذاري الشخصي، رغم انني لم انشغل عنك وعن انجازاتك وزملائك بأخبار «العنتيل»!، .. لكن من حق «مصر» عليكم أن تظلوا على «صلة» بها، حتى لو انشغلت عنكم.. أو أشاحت بوجهها بعيداً لأيام أو سنين.. تبقى «المحروسة».. وتبقون ابناءها البررة المخلصين.
.. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66